نريد منك أيها الخالد الفيصل
الخبر الجميل الذي سمعته أمس ، وهو الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود وزيرا للتربية والتعليم ، جعلني أفرح كثيرا ، لأن لهذا الأمير أعمالا جليلة تكتب بماء الذهب على صحائف من نور .. سواء من يوم كان رئيسا للمديرية العامة للشباب والرياضة أو عندما أصبح أميرا لمنطقة عسير ونهض بها نهضة حولتها من عسير إلى منطقة سياحية جميلة الكل يتمنى الوصول إليها ، جالبا إليها البحر بمياهه العذبة ، والجامعات بفروعها وأصبحت مناظر تدعى أبها وهي أبها في عهد الأمير الشاعر الفنان الرسام الحكيم .. أو عندما أصبح أميرا لأم القرى مهوى أفئدة الناس بداية الرسالة ومسقط رأس الحبيب الكريم عليه الصلاة والسلام ، صاحبة البيت العتيق ، وقد أضفى عليها ما أضفى !! ويأتي القدر الجميل والحظ الأجمل أن يكون الأمير الأديب الشاعر الفنان أميرا للتربية والتعليم ، وكأن القدر قد جاء به منقذا للتربية والتعليم يحمل معه اكسير الحياة لتدب فيها من جديد بعدما أصبحت على فراش الموت تحتضر ، في ظل تخبطات كثيرة بين نور وحسن وسهل وتعاميم لا تعرف لها أول من آخر وعقول خاوية وطالب متمرد إلا من رحم ربي ، ومبان لا تصلح للتربية والتعليم ومناهج طورت ولكن لم تجد الممارس الحاذق في ظل إحباطات يعيشها المسكين ( المعلم ) فلا الوزارة تعطيه حقه ولا المجتمع يعرف مكانته وأصبح خائفا يترقب في مدينته ( التربية والتعليم ) والملأ من حوله يتربص به ريب المنون ، فلا يكاد يزل لسانه أو تخطئ حركاته إلا وأصبح كل أهل الشرق والغرب والمتجمدين الشمالي والجنوبي يرددون خطأه ويتهكمون به مسلطة عليه ألسنتهم وسياطهم منهم من يريد نفيه من الأرض ومنهم من يرد أن يصلبه ومنهم من يريد أن تقطع يديه وأرجله من خلاف .. ناسين أن المعلم هو من أوجد القاضي والمحامي ورجل القانون والشريعة والطبيب والصيدلي ورجل الأمن وكل من يعمل فللمعلم فضل عليه بعد الله سبحانه وتعالى .. لهذا أيها الأمير الحكيم الشجاع ، المعلمون والمعلمات والطلاب فرحوا بك كثيرا وأحسبهم يريدون منك :
1ـ أن تعود للمعلم قيمته ومكانته واحترامه ، فلا يوقف مهما كان إلا أن يرتكب جرما دينيا أخلاقيا وطنيا .
2ـ لا توقفه أي دورية في أي مكان إلا أن يكون يحمل معه ما يخل بالشرف والكرامة والدين والوطن .. حتى ولو كانت رخصة سيره أو قيادته منتهية أو لا يملكها فكفيه بطاقة المعلم .
3ـ ألا تحضر الجهات الأمنية لأخذه من مدرسته وأمام طلابه وهم يرون رجال الأمن يقتادونه خائفا قلقا وجلا ، وأن يتم استدعائه من جهة عمله ، وإن لم يجب فيؤخذ من بيته أو مسجده أو حيه وليس من المدرسة .
4ـ التدريب لهذا المعلم على مستجدات التربية والتعليم ، ويدعم بالمادة حتى يتدرب وهو راغب وليس مكره ويعطى شهادة تنفعه في الترقية وزيادة الراتب .
5ـ الدعم المادي وأقصد زيادة الرواتب حتى يعطي ويقدم كل ما في وسعه وهو راغب ومسرور ، أما أن يرى المعلم من هو أقل منه أو من طلابه ثم راتبه أعلى فهو المحبط له .
6ـ أن يعالج مجانا هو وجميع أسرته في أي مستشفى من المستشفيات الحكومية الكبيرة المتخصصة ، أو الأهلية المتخصصة دون سابق موعد وعلى نفقة الدولة ولا يبرز سوى بطاقته الوظيفية .. وأن يسكن مجانا ولا يبرز سوى بطاقته الوظيفية ، في أي فندق ينزله في أي مدينة من مدن الملكة خاصة إذا ذهب في رحلة عمل أو لقضاء إجازته السنوية .
7ـ تخفيض تذاكر السفر له ولعائلته لدى جميع الخطوط والشركات والنقل الجماعي والقطارات ، وإن كانت القطارات لا يوجد منها إلا واحد بين الرياض والدمام .
8ـ أن يقدم على كل من كان قبله وإنهاء معاملته أو قضيته أو شغله في أي دائرة يراجعها سواء محاكم أو أحوال مدنية أو مستشفيات أو أي جهة يقصدها .
9ـ الاهتمام بالمباني المدرسية وهجر المباني المستأجرة وتوظيف المعلمين والمعلمات المؤهلين بسرعة ، ومنع التكميل للمعلم في عدة مدارس .
10ـ انقاص نصاب المعلم من الحصص فأقصاها عشرون حصة للمبتدئ ثم تنقص مع كل سنة يتقدمها حتى يستقر به الحال على ثمان حصص .
11ـ إلغاء اختبار القدرات للطلاب والطالبات ، واختبار الكفايات للمعلمين والمعلمات . واستبدالها بسنة تحت التجربة فإن نجح وإلا يستبعد .
12ـ الاستفادة من جميع المعلمين والمعلمات بعد تقاعدهم مقابل أجور مالية غير التقاعد .
13ـ أن يؤمن لكل معلم ومعلمة مسكن يأويه وأبناءه .. قد يقول قائل والمعلمة لم ؟ فأقول كثير من المعلمات أرامل أو مطلقات أو لم تتزوج بعد ، فليس أمرا صعبا أن يؤمن لها سكن.
14ـ توحيد الكليات التي تخرج معلمين ومعلمات ، وأقصد أن تكون هناك جامعة بها كليات مهمتها إعداد المعلمين والمعلمات وليس كل الجامعات تخرج معلمين ومعلمات فإن الطريقة والمناهج تختلف من جامعة لأخرى ومن أستاذ لآخر . وقد يقول البعض كيف ذلك ؟ فأقول جامعة الملك سعود مثلا هي التي تكون مسؤولة عن إعداد المعلمين وعليها أن تنشئ فروع لكلياتها ، المختصة بذلك في المدن الكبيرة وألا يدخلها إلا من لديه الرغبة في أن يكون معلما .
من يقول طالبت بالمستحيل أو بما هو أكثر فإني أقول : يستحق المعلم ما هو أكثر مما قلت !! وليس على صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمر مستحيل أو كبير ، فسنوات خبرته وعمله وحبه لوطنه وأبناء وطنه ستجعله يرى كل ما ذكرت أمرا سهلا بسيطا صغيرا .