لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إرهاصات حرب الأفكار الأميركية ضد العرب

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ولد السعوديه
    عـضـو مـمـيز
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    المشاركات
    354

    Post إرهاصات حرب الأفكار الأميركية ضد العرب



    إرهاصات حرب الأفكار الأميركية ضد العرب
    بقلم: فهمي هويدي

    لا يكاد المرء يصدق عينيه وهو يقرأ ما تنشره بعض الصحف العربية في الآونة الأخيرة من كتابات تحولت الى معاول لهدم كل ما له قيمة في الوجدان والذاكرة العربيين، على نحو اتسم بجرأة غير محمودة وغير معهودة في ذات الوقت، وهي كتابات لم تعد تمثل خطابا استثنائيا أو شاذا يصدر عن بعض الحاقدين أو المتواطئين، ولكنها تحولت ـ للأسف ـ الى ظاهرة لها تجلياتها في عدة أقطار ومنابر عربية.
    لقد عشنا حالة مشابهة نسبيا في أعقاب هزيمة يونيو (حزيران) عام 67، عبرت عنها قصائد نزار قباني التي هاجم فيها بقسوة عرب هذا الزمان وعروبتهم المزيفة، لكن ذلك كان نوعا من السخط النبيل الذي عبر عن اعتزاز بالعروبة وتوق الى استعادة مجدها وعزتها، ثم انه كان سخطا وغضبا نابعين من غيرة على الأمة وتعلق بحلمها وليس غضبا ناقما ولا داعيا الى تقويض الحلم واجهاضه، أهم من ذلك انه كان صادرا من القلب، ولم يكن مرسلا لحساب أحد، ولا صادرا من إحساس بالعار أو القرف من العروبة وأهلها.

    هذه المشاعر الأخيرة غير الصحيحة لاحت بوادرها في الأفق العربي بعد ذلك بربع قرن تقريبا، في اعقاب الغزو العراقي للكويت، وتحريره على أيدي قوات «التحالف» الذي قادته الولايات المتحدة الاميركية في عام 1992، وهي الأجواء التي شهدت انهيار النظام العربي واشهار افلاسه، بعدما عجزت دوله ومؤسساته عن حماية قطر عربي خضع للعدوان والاحتلال من جانب دولة عربية أخرى، ذلك انه منذ نجح الاميركيون فيما فشل فيه العرب، وأدركت بعض الأقطار ان احتماءها بالمظلة الاميركية اجدى لها وانفع من الاحتماء بالنظام العربي، وقتذاك خرجت اصوات عدة كالت الهجاء والتقريع للنظام العربي ومؤسساته، وعبرت عن السخرية والازدراء بمختلف الهياكل المنسوبة الى العمل المشترك، ليس ذلك وحسب، وانما اعربت تلك الأصوات عن الحفاوة والترحيب بالحماية الاميركية، وراحت تسوغ استمرار الوجود الاميركي بمختلف صوره، الأمر الذي قدم نموذجا فريدا لحالة تدخل أجنبي تمت «بناء على رغبة الجماهير»!
    ورغم أن هجاء النظام العربي والتنديد بالعجز العربي لم يكن كله افتراء، ومن ثم فإن له ما يبرره، الا ان مقاصده كانت أسوأ ما فيه، ذلك ان بعض الذين مارسوا ذلك الهجاء والتنديد لم يخلصوا منه الى ضرورة السعي لمعالجة اسباب الانهيار وتصويب مسيرة العمل العربي، ومن ثم اصلاح البناء واعادة العافية اليه، وانما ارادوه هدما لما هو قائم، وطلاقا من النظام العربي، بل وانخلاعا من العروبة وارتماء في احضان الولايات المتحدة، بزعم انهم بذلك يستشعرون الأمان وراحة البال.
    الموجة ذهبت الى أبعد من ذلك بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول)، ذلك ان تلك الأحداث اضعفت الى حد لا يستهان به موقف العالم العربي، بقدر ما اثارت وهيجت غضب الادارة الاميركية، اذ بعد اتهام بعض العرب بالمسؤولية عما جرى، أصبحت العواصم العربية في موقف دفاعي حرج، ولم تستطع ان ترد الهجوم السياسي والدبلوماسي والاعلامي القوي، الذي تبنى خطابا شدد فيه على ضرورة احداث تغييرات جذرية في العالم العربي واعادة رسم خرائطه، بدعوى ان من شأن استمرار أوضاعه كما هي أن يتكرر أو يتواصل افراز اجيال الارهابيين الذين يهددون أمن الولايات المتحدة، واستصحبت ذلك الهجوم انتقادات حادة شملت الاوضاع السياسية والثقافية والاجتماعية في العالم العربي، فضلا عن الدينية بطبيعة الحال، وهذه الانتقادات كان لها صداها في الداخل، حيث وفرت اجواء شجعت اصواتا عربية عدة على تقدم الصفوف، والانضمام الى جوقة الناقدين لكل شيء في الواقع العربي، بما في ذلك ثوابته وركائز منظومة قيمه السائدة.
    كان النقد الذاتي مطلوبا، وبدا أغلبه في محله، لكن المقاصد ظلت هي المشكلة، لأنه الى جوار من دعا مخلصا الى اجراء مراجعات في الداخل، فإن آخرين قفزوا الى الصدارة ودعوا الى «قلب الطاولة» بالكامل على النحو الذي اشرت اليه توا، ليس ذلك فحسب، وانما لوحظ ان اجواء الشعور بالذنب والانهزام التي شاعت آنذاك وفرت بيئة مواتية لظهور ما سمي بحزب اميركا في الاعلام، الذي اثبت حضورا مشهودا ومارس جرأة غير عادية في تجريح كل مقومات ومرتكزات الواقع العربي.
    وبعد السقوط المدوي للنظام العراقي في التاسع من ابريل (نيسان) الماضي ونجاح القوات الاميركية في احتلال البلاد بصورة نسبية اتسعت الى حد كبير دائرة النقد والتجريح، خصوصا أن النظام البعثي وهو يحاول كسب تأييد الجماهير ودغدغة مشاعرها احتمى بكثير من الشعارات القومية والاسلامية، وبسقوطه اصبحت تلك الشعارات وما تمثله هدفا للنقد والتنديد، ولأن احتلال العراق بواسطة القوات الاميركية لم يكن انكسارا لنظامه فحسب، ولكنه بدا ايضا ضربة موجعة للنظام العربي، فإنه اشاع في العالم العربي اجواء من الشعور بالهزيمة والانكسار ايضا، وبطبيعة الحال فإن احدا لم يذرف دمعة على النظام البعثي الذي سقط، ولكن احتلال بلد عربي بوزن وحجم العراق كان بمثابة طعنة للجسم العربي الواهن، لا تزال تنزف دما حتى الآن.
    في أجواء ما بعد الاحتلال شهدنا عجبا، فقد خرجت اصوات ترحب بالمحتلين بحسبانهم «محررين» وتدافع عن القواعد العسكرية الاجنبية، وتدعو صراحة الى التعلق بالاهداب الاميركية، حتى قرأنا لأحد الكتاب العراقيين قوله «ما زلت متفائلا بمستقبل العراق، ولكن تفاؤلي هذا سيبقى مشروطا ببقاء الهيمنة الأجنبية» ـ (لاحظ انه ذكر الهيمنة صراحة ولم يقل القوات أو القواعد الأجنبية) ـ كما قرأنا هجوما على الوطنيين والقوميين الذين تحدث عنهم أحد الكتاب ساخرا ومزدريا واصفا اياهم بأنهم وطنجية وقومجية، وبطبيعة الحال لم يسلم الاسلاميون من التحقير، فوصفوا بأنهم اسلامنجية ومتأسلمون.
    فضلا عن ذلك دأب البعض على وصف المقاومة في العراق بأنها ارهاب وتخريب، بزعم انها اعمال شريرة يحاول النظام السابق أن يستعيد بها نفوذه وسلطانه، في حين ان القائلين بذلك يدركون جيدا ان ذلك النظام سقط الى غير رجعة.
    اجواء الانكسار والهزيمة فتحت الباب على مصراعيه للهجوم على الانتماء العربي والاسلامي، والسخرية من مفهوم الاستقلال وتسويغ فكرة السيادة المنقوصة التي من مستلزمات عصر «العولمة»، كما انها استصحبت دعوات لتسويغ التدخل الأجنبي والترحيب بالقواعد العسكرية الاميركية، ودعوات أخرى لاستهجان فكرة الأمة والهوية والخصوصية، وموقف رفض الغزو الثقافي، ورفض التطبيع مع اسرائيل.
    ليس ذلك فحسب، وانما ظهرت في بعض العواصم العربية شعارات تنادي «نحن أولا»، التي لم تكن سوى ترجمة لمعنى «نحن فقط ولا شأن لنا بأشقائنا». ووجدنا من تحدث في مصر عن حزب مخاصم للعروبة وداع الى الالتصاق بالجذور الفرعونية وتعلم لغتها المندثرة! كما قرأنا لمن شوه وحاول هدم صورة حزب الله في لبنان وحركة حماس في فلسطين، اللتين تمثلان أهم اضاءتين مشرفتين في العالم العربي المعاصر، كذلك قرأنا للأصوات ذاتها تحقيرا وازدراء للأمة العربية بأسرها، التي اتهمت بالنرجسية وخداع الذات.
    إذا وضعنا هذه الدعوات والافكار جنبا الى جنب، فسنجد أنها تتضمن ترويجا للفاحشة السياسية، وكفرا بكل قيمة شريفة في العالم العربي، وستجد ان من شأن الأخذ بها أن يحول العالم العربي الى مساحة مليئة بالانقاض وخالية من عناصر المنعة والعافية، وهو أمر يدعو الى الارتياب والشك، لكن الغموض الذي يكتنف المشهد لا يثبت ان ينقشع اذا ما استدعينا كلام وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى صحيفة نيويورك تايمز، الذي تحدث فيه عن شن «معركة العقول» و«حرب الأفكار» التي تستهدف تغيير مدارك العرب والمسلمين، ودعا الى ضرورة كسب تلك المعركة، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على القوة العسكرية وحدها. والأمر كذلك، فلعلنا لا نبالغ اذا قلنا ان «الجمرات الخبيثة» التي تروج لها بعض الكتابات في أجواء الهزيمة المخيمة ليست قذائف تلقى حيثما اتفق، لأنها في نهاية المطاف تصب في وعاء حرب الافكارالاميركية التي يراد بها تكريس هزيمة العالم العربي وتركيعه.. لذا وجب التنويه
    منقول
    منديات مجالس

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الصبح والليل
    عـضـو مــهــم
    تاريخ التسجيل
    07 2003
    المشاركات
    1,303



    كلام يتكلم عن حقيقة العرب

    وعيوبهم وما هم عليه من تخاذل

    وصبر عن الهزيمة الامريكيه

    الإسرائلية وكذلك ماهو في العراق

    الاخ :فهمي هويدي

    وضح وصاح كما صاح غيره

    ومنهم الشاعر نزارقباني والكثير

    لك الشكر أخي ولد السعوديه على

    نقل هذا الموضوع الجميل الشيق

    لدى الغرب والشائك لنا نحن العرب

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية إبن عبد ربه
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    3,774
    ما نقول الا ( انا لله وإنا اليه راجعون )


    مشكور يا ابنها البار
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ولد السعوديه
    عـضـو مـمـيز
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    المشاركات
    354
    الصبح والليل
    ابن عبدربه

    شكرا لكم عاى المرور والاطلاع

    تحياتي لكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •