هل صار الفقر عيبا ؟

[اسكندر]

مع التحية الطيبة للاخوان والاخوات .. هذا الموضوع اتمنى ان يلامس القلوب بدون اي رتوش او تجمل .. في هذا الزمن الذي تغيرت فيه اشياء كثيرة وامور كنا لانتوقعها امسينا نشاهدها رأي العين بكل تعجب ثم صارت من البديهيات
التي نعايشها ومجتمعنا ملئ بالامثلة الحية لكثير من المستجدات .. وسؤالي هنا لايقصد الفقر المعنوي والادبي وانما المادي البحت

وكما يقال تعددت الاسباب والفقر واحد .. بكل صراحة دعونا ننظر بعين الشخص الفقير اولا ثم نجيب على التساؤل :

تخيل نفسك انك ذهبت الى البقالة المجاورة لكم وطلبت منه مواد غذائية بملغ زهيد ثم قلت له سوف اعطيك لاحقا .. وكرر هذا الموقف ايضا معه الى اين ستصل ؟ وبماذا تشعر ؟

تجرد من كل القابك ومعنوياتك وجرب بالمشي الذي هو رياضة كي توصل ابنائك للمدرسة ماشيا ماذا ستشاهد عينيك ؟ سيتوقف لك في اول يومين احبابك وقد تشاهد عينيك من يتجاهلك ممن لاتظن منهم انهم سيصابون بالحرج من مجرد مشيك في حال سبيلك !!

حاول ان تقترض من شخص مرتين اوثلاث مرات متتالية ماذا تتوقع من هذا الشخص ؟ سيعطيك اولا ثم يعطيك ثم يقول لك ماذا ؟ سيسألك عن احوالك اوسيسألك متى سترد مااخذته منه او لن تراه لاحقا

ماذا يظن الناس في الشخص الفقير وبماذا ينظرون اليه ؟ حتما سيواجه
في بعض مواقف الغضب مايجرحه ممن لايظن انهم يحملون عنه فكرة الدونية لانه فقير وطبعا هذا الفقير لم يختر لنفسه ان يكون فقيرا اومعدما

لو تقدم هذا الفقير لاسرة كي يطلب يد ابنتهم .. غالبا سيرفض طلبه خوفا منهم على مستقبل ابنتهم الضبابي معه

لو التقى مجموعة من الرجال وعند التعارف يتبادلون السؤال المحرج بالنسبة اليه ... ماهو عملك ؟ ماهي وظيفتك .. وسرعان ماتختفي الحفاوة
به ويتعايش مع التجاهل لانه لايملك من متاع الدنيا الا القليل ..

لنفرض ان هذا الفقير متزوج .. ستحصل له مواقف كثيرة مع زوجته وابنائه
كي يقنعهم بأنه لايستطيع ان يلبي كل حاجاتهم كما يحصل لدى غيرهم من الاسر المجاورة بكل يسر وسهولة .. مثال على ذلك حين يتعلق احد ابنائه في السوق بلعبة لايملك ثمنها هذا الوالد الفقير او تطلب منه زوجته شيئا وهي تظن ان بمقدوره ان يلبي طلبها فسيعيش اوقاتا هذا الفقير
مع الخجل والحرج شاء ام أبى ..

هذه مجرد قطرات من بحر مايعانيه هذا الفقير في زمننا الحاضر ويبقى السؤال هل صار الفقر عيبا ؟؟؟

[البحار الكبير]

حياك الله أخي أسكندر
الفقر ليس عيبا ولكن صاحبه غير مرغوب فيه
منذ القدم

ما قيل عن الفقر من قبل الشعراء والحكماء

ورد عن أبي منصور الثعالبي في كتاب (اللطائف والظرائف)، وعن الشيخ إبراهيم بن محمد البيهقي في كتاب (المحاسن والمساويء) في شأن مدح الفقر:
كان يقال: شعار الصالحين الفقر، ويقال الفقر لباس الأنبياء.
وفيه يقول البحتري:
فقرٌ كفقـر الأنبياء وغـربة وصـبابةٌ ليس البـلاءُ بواحدِ
وكان يقال: الفقر مُخِفٌ والغنى مثقل.
ويقال: الفقر أخف ظهراً وأقل عدداً.
ومن أحسن ما قيل في مدح الفقر قول أبي العتاهية:
ألم تر أن الفقر يُرْجى له الغنى وإن الغني يُخشى عليه من الفقر
وقال محمود الوراق:
يا عائب الفقر ألا تنزجر عيب الغنى أكثر لو تعتبرْ
من شرف الفقر ومن فضله على الغنى لو صحّ منك النظرْ
أنك تدعو إليه تبغي الغنى ولست تدعو الله أن تفتقرْ
وجاء في شأن ذمّ الفقر، قول سعيد ابن عبد العزيز: ما ضرب العباد بسوط أوجع من الفقر.
ومن فصول ابن المعتز: لا أدري أيهما أمر، موت الغنيّ أم حياة الفقير؟!
وكان يقال: الفقر مجمع العيوب. ويقال: الفقر كنز البلاء. ويقال: الفقر هو الموت الأحمر.
قيل: لا فاقرة كالفقر، وفيه قيل: الفقر في الأذن وقر، وفي الكبد عقر، وفي القلب نقر، وفي الجوف بقر.
وأنشد بعضهم:
إذا قلّ مالُ المرء قلّ حياؤه وضاقتْ عليه أرضه وسماؤُهُ
وأصبح لا يدري وإن كان حازماً أقُدّامه خيرٌ لـه أمْ وراؤُهُ
وقال صالح بن عبد القدوس:
بلوتُ أمور الناس سبعين حجة وجربتُ صرف الدهر في العُسر واليُسرِ
فلم أرَ بعد الدَّين خيراً من الغنى ولم أرَ بعد الكفر شرّاً من الفقرِ
وقيل لأعرابي : ما أشد الأشياء؟ قال: كبد جائعة تؤدّي إلى أمعاء ضيّقة.
وقال أوس بن حارثة: خير الغنى القنوع، وشرُّ الفقر الخضوع.
وقال عبد الأعلى القاضي : الفقير مرقته سِلْقة، ورداؤه عِلْقة، وسمكته شِلْقة.
وقيل: إنه إذا أيسر الفقير ابتُلي به ثلاثة: صديقه القديم يجفوه، وامرأته يتزوج عليها، وداره يهدمها ويبنيها.
وقال أحد الشعراء:
الموت خيرٌ للفتى من أن يعيش بغير مالِ
والمـوت خيـر للكريـــ ـم مـن الضراعة للرجـالِ
قال الحكماء (الفقر رأس كل بلاء) وقال لقمان لابنه (يا بني أكلت الحنظل وذقت الصبر فلما أرى شيئا أمر من الفقر فإذا افتقرت فلا تحدث بهي الناس كي لا ينتقصونك، ولكن اسأل الله تعالي من فضله، فمن ذا الذي سأل الله ولم يعطه من فضله أو دعاء فلم يجب))
وقال ابن الأحنف في الفقر
يمشي الفقير وكل شيء ضــده والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنـب ويري العداوة لا يرى أسبابها
حتي الكلاب إذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقير عابــــرا نبحت عليه وكشرت أنيابها
وقال الشاعر
إن الدراهم في الأماكن كلها تكسو الرجال مهابةً وجمالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً وهي السلاح لمن أراد قتالا

لن أختلف كثيرا مع رأي الأخ الغالي البحار الكبير
نعم ( الفقر ليس عيبا ) ولكن صاحبه غير مرغوب فيه
وليس له مكانة في مجتمع له مرئياته وتوجهاته المادية
نعم ستجد من يحترم ذلك الفقير ويقدر فيه مبادئه وأخلاقه
ولكن ستجد الغالبية ينفرون منه ولا يلقون له بالا ولا اهتماما
في زمن الماديات .

تحياتي وتقديري أخي اسكندر

[بن ثابت]

هو عيب مجتمع وليس عيب شخص .
شكرا اسكندر

[أبوراما]

شربنا بكأس الفقر يوماً وبالغنى= وما منهما إلا سقانا به الدهر
فما زادنا بغياً على ذي قرابة= غنانا، ولا أزرى بأحسابنا الفقر
.أ" ماويّ" إنَّ المال غاد ورائح= ويبقى من المال الأحاديث والذكر

أنت مرهف الحس لامست بموضوعك قلوبنا وعقولنا.كم من مستعفف يعاني الأمرين.وكم شخص ذهب ماء وجهه وعدوهما المشترك.الفقر.لاننكر وجود أهل الخير ولكن نطمع في حضور الجهات الحكومية والخيرية حضورا أكبر. فالضمان الاجتماعي لايغطي تكاليف المعيشة والجمعيات الخيرية نشاطها محدود.
موضوع راقي وفقك الله.

[البحري.]

تريد الصراحه والصدق بدون لف ودوران ,,

في مقوله دائمآ اتذكرها اذا رأيت فقيرآ في بلادنا خاصه ,,

وهي قول الشيخ الشعراوي ,, رحمه الله ,,

إذا رأيت فقيرآ فى بلاد المسلمين فأعلم أن هناك غنيآ سرق ماله ,,

فهذه المقوله لا ينكرها الا جاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهل ,,

[أبوعدولي]

تريد الصراحه والصدق بدون لف ودوران ,,

في مقوله دائمآ اتذكرها
وهي قول الشيخ الشعراوي ,, رحمه الله ,,

إذا رأيت فقيرآ فى بلاد المسلمين فأعلم أن هناك غنيآ سرق ماله ,,

فهذه المقوله لا ينكرها الا جاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهل ,,

ولا غير الصراحه .. إي والله صدقت يابحري
من سرق ومن نهب سيفرح بها على الدنيا
ولكن ربما لا يعلم ان هناك فيه آخره والحق يرد لصاحبه
من الملك الجبار سبحانه
الله يرحم الشعراوى من زمان وهو يدري بحالنا

أخي إسكندر جبتها ع الجرح وكنك مادريت
شكراً على الطرح الرائع