ياجماهير الشمس .. الحرب الاعلامية قادمة
النجاحات التي يحققها نادي النصر في العام الحالي، سوف يسطّره المتعقّلون كإنجاز تاريخي في الرياضة السعودية، حيث ان تصدّره الدور الأول من دوري جميل السعودي لم يكن إنجازا داخل الملعب فقط، بل هو انتصار خارجه ايضاً. فبالأرقام، النصر تصدّر ايضا بعدد الأخطاء التحكيمية التي حٌسبت ضده، والتي استطاع تجاوزها بدهاء مدرب فريقه، وخبرة لاعبيه، وبحكمة الإداراة النصراوية بالتعامل الناعم مع تلك الاخطاء إعلاميا وتجاوزها بهدف عدم التأثير على الفريق في خطوة حكيمة من الإدارة النصراوية.
إضافة الى الإخطاء التحكيمية، واجه النصر في نهاية الدور الأول حملة إعلامية منظمة للتشكيك في صدارته، كل ذلك بسبب مباراة واحده أمام الشباب، وهو الذي كان سيبقي على صدارته حتى فيما لو خسر تلك المباراة. تلك الحملة أبرزت بوادر الحملة الاعلامية المنظمة والقادمة في الدور الثاني، والتي أراهن انها ستطغى على المشهد الاعلامي عند تعثر النصر نقِطياً في أول مناسبة قادمة. تلك الحملة ستحاول ان توحي للمجتمع الرياضي ببداية سقوط صدارة النصر، كما سيتم تكثيف ابراز الوجوه الاعلامية النصراوية الناشزة المعروفة بتصيّدها لأخطاء السياسة الادارية التي ينتهجها الامير فيصل بن تركي، في محاولة ايضا لهزّ الثقة بين الجماهير النصراوية ورئيس ناديها. وتذكروا هذا المقال عندما يتم استغلال كوكبة النجوم في الفريق لترويج تهمة (تكديس اللاعبين)، وهي ذات المنهجية الاعلامية التي مُورست ضد نادي الاتحاد عند تزعمه الاندية السعودية بفترة سابقة، وأفترض جازما بمحاولاتهم لزعزعة استقرار الفريق واختلاق المشاكل بين لاعبيه وإدارته الفنية، وإشغال الادارة النصراوية بأمور جانبية لمحاولة تغيير سياستها الاعلامية الهادئة.
الادارة النصراوية مُلزمة أمام جماهيرها بإنشاء استراتيجية منظمة للتصدي لتلك الحملة الاعلامية المتوقعة، بداية من التأهيل النفسي العلمي للاعبين في المقام الأول، ومحاولة حل مشاكل الفريق داخل البيت النصراوي، والتخاطب مع جماهيرها بلغة شفافة ومدروسة تجنبها الإنجرار لتلك الحملة. هذه الاستراتيجية بكل وسائلها المتاحة ستحاول قدر الامكان عزل النصر وجماهيره عن الاعلام الرياضي الموجّه، مما يزيد من ثقة الجماهير بإدارتها، وزيادة تركيز اللاعبين نفسياً وفنياً. الأهم ان يتم بناء هذه الاستراتيجية الدفاعية قبل الحاجة إليها، لكي لا تكون ارتجالية أو وليدة اللحظة أو الموقف، فعلى الادارة النصراوية ان تعمل على تنظيم تلك الاستراتيجية مبكرا بطريقة احترافية لتستطيع تطويعها للعمل كمصدات اعلامية ذكية ومنظمة قادرة على امتصاص كل الصدمات القادمة.
مايميز نادي النصر انه يحارب على عدة جبهات للحفاظ على صدارته، وهو ناجح حتى الان، بل أن جماهيره تفخر بذلك، ففريقها يخوض مباريات مشبوهة خارج الملعب اكثر من داخله، وينتصر عليها جميعا، فيجب عليها تقبّل الحملة القادمة بوعي مرتفع يجنبها الانسياق لأهدافها, فنادي النصر تعرض لحملات اعلامية قاصمة وهو في أسوأ حالاته الفنية قبل سنوات ماضية، فكيف وهو يتصدر دوري جميل السعودي.
خالد الهديّان
|
 |
رد مع اقتباس