ويبقى الصبي بوفائه حاضر لكل قريب ويتمنى ان يرضى عنه كل شخص يعرفه
فكان مجيب لكل من دعاه لخدمته وهو يسمع نشيدهم الذي لا زال يذكره وهو
حصان حصان مدقدق الحجران كأنه غيرك حصان حصان مدقدق الحجران
ليذهب وهو مسرعا ويعود وهو مسرعا والابتسامة على وجهه
متحديا ذاك الحصان الذي يدقدق الحجران من قوته وسرعته ,
ليبقى الوفاء ملازمه فهو لا يعرف ان ينطق بغير حاضر لكل انسان سواء من اهله او اقاربه
فهو يعتبر الوفاء واجب علية لكل انسان يعرفه
ويجد فيه متعه وراحة فنفسه طيبه مهما حصل ومهما تعرض للكلام من احدهم
وبعد سنين يكتشف الصبي ان نفس الناس تغيرت ففي قناعتهم ان ليس لديه شخصيه
وان مكانته ليست بجيده
والذين بعدين عن خدمتهم هم الجيدين بذاكرتهم ورغم الزيارات القليله لهم فهم اصحاب شخصيه
قوية عليهم وكلمته لها صدى وهذا ليس شي خيال بل شاهده الصبي في اكثر من موقف
ليقف محتار في كيفية إرضاء الناس وكيف تكون خدمتهم ونظرتهم بهذا الشكل
وتستمر قناعة الصبي بأن الوفاء راجع لشخص ليس له علاقة بأي انسان فكل انسان ينظر
للحياة بفكره هو وليس فكر الاخرين ليبقى الوفاء ملازمه كل حياته لترتاح نفسه
فعمله ليس له مقابل ولا يرتجي من احد ان يقدم له شي مقابله هو مقتنع بما يعمله وسعيد
وينظر الصبي الى هذا الزمن العجيب الذي تغير فيه كل شي فلأم والأب يريدون من اولادهم ان
يسمعوا كلامهم ولكن لا حيات لمن تنادي فكل في هواه ولا يريد ان يتكلم علية احد
همه فقط نفسه بأي شكل كان فهم ليس لديهم وفاء حتى لوالديهم وماذا بعد هل سيستمر الحال
على ما هو علية أم سيتغير للأفضل
الصبي ينظر ويتعجب في وقنتا ليس مهيأ ما هو مهيأ في هذا الوقت وكان الوفاء في كل شيء
ماذا يريدون أكثر من هذا وردودهم لا لا لا ولا يعرف غيرها
اذا لم تكن وفيا لوالديك لمن ستكون وفيا لنفسك فقط وماذا ستجني من وفائك لنفسك فقط
خالد معافا