![]()
يجمع المراقبون على أهمية استضافة السلطنة لبطولة كأس آسيا تحت 22 سنة يوم السبت المقبل، ويحسب للعمانيين أنهم سبَّاقون دائما وأبدا لدخول التاريخ من أوسع أبوابه. وهذه المرة ستكون كلمة السر العمانية لدخول سجلات التاريخ مكونة من عبارة "كأس أمم آسيا للمنتخبات تحت 22 سنة"، وهي اول نسخة من نوعها، ليس فقط على المستوى الآسيوي، بل على مستوى قارات العالم أجمع.
وبهذه العبارات يتحدث جمهور كرة القدم الشغوف في سلطنة عمان، وهم يستعدون للاحتشاد في مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر يوم السبت 11 يناير الجاري في تمام الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (الرابعة عصرا بتوقيت جرينتش) لمشاهدة افتتاح البطولة واللقاء الذي يجمع منتخب عمان بمنتخب ميانمار.
وقد جاء اختيار سلطنة عمان لاستضافة النسخة الأولى كتأكيد للسمعة العالية والطيبة التي تحظى بها السلطنة والرياضة العمانية في الأوساط القارية والاقليمية والدولية. وهذه السمعة ساهمت -بكل تأكيد- في ترجيح كفة السلطنة لاستضافة النسخة الأولى رغم المنافسة الشرسة من من عدة دول آسيوية. السمعة العمانية ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب؛ فالتاريخ يشهد بأن عمان أرض حضارات أثّرت وأثْرت التراث الإنساني على مر العصور، ولا يزال اسم "مجان" -وهو اسم عمان قديما- محفورا وخالدا في الكتابات السومرية القديمة. وهذا التاريخ الطويل الممتد عبر العصور ساهم في تكوين فكرة شاملة عن طبيعة أرض عمان وساكنيها وزائريها، ولا تخلو كتب الرحالة على اختلاف ثقافاتهم من ذكر عمان وطبيعتها وحسن معشر أهلها.
آسيا تترقب
وليس من الغريب ذلك الاهتمام الآسيوي بهذه البطولة، لاسيما وأن هذه البطولة تمثل النسخة المصغرة والأولية لكأس أمم آسيا للكبار والتي ستقام نسختها المقبلة في أستراليا من العام المقبل، بينما تتنافس عدة دول -من بينها عُمان- لاستضافة نسخة عام 2019. إضافة إلى أن هذه البطولة تعتبر سوقًا ترويجيًّا لنجوم المستقبل، خصوصا لمن لم يحظوا بفرصة متابعة الأندية الكبرى في العالم، ويكفي أن منتخبات العراق واليابان وأوزبكستان وكوريا الجنوبية ستشارك ببعض لاعبيها الذين شاركوا في مونديال الشباب الأخير "تركيا 2013".
وما يقارب الـ368 لاعبا من 16 دولة سيكون تحت أنظار المتابعين وكشافي الأندية والجماهير ووسائل الإعلام مما يعطي الفرصة لرؤية أفضل الفنيات وأمتع المباريات على ملاعب مجمع السلطان قابوس ببوشر واستاد الشرطة واستاد السيب الرياضي. وسيوفر النقل التليفزيوني المباشر للحدث فرصة متابعة البطولة من عشرات الملايين حول العالم، ومن جديد ستتجه الأنظار بأكمالها نحو السلطنة.
والتحضيرات العمانية لسباق استضافة كأس آسيا 2019 ستكون على المحك بعد هذه البطولة، حيث ستتضح حينها مدى جاهزية السلطنة لاستضافة أكبر حدث كروي في القارة الصفراء، ورغم تأكيدات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على أنهما أمرين منفصلين، إلا أن نجاح كأس آسيا لمنتخبات تحت 22 سنة في نسختها الأولى تنظيميا وجماهيريا سينعكس إيجابا على الملف العماني المقدم لاستضافة كأس آسيا 2019.
لذلك يُدرك العمانيون بأن نجاح هذه البطولة من كافة النواحي هو شغلهم الشاغل هذه الأيام؛ حيث ترتفع اللوحات الإعلانية الترويجية للبطولة، ولا تكاد تخلو جلسة من جلسات النقاش من ذكر آخر الاستعدادات وحظوظ المنتخبات للظفر باللقب الأول للبطولة.
... عُمان حاليا تعيش حالة ترقب حتى انطلاق البطولة، ويتحمّس العمانيون لإظهار قدراتهم التنظيمية لآسيا، ويفكرون بعيدا ويوجهون أنظار نحو العالمية، خصوصا وأنهم سبق وأن نجحوا في تنظيم مختلف المسابقات القارية والعالمية، لكن هذه المرة سيقترن التنظيم باللعبة الشعبية الأولى في العالم معشوقة الجماهير.. كرة القدم.