:
في ذاكرتي مشهد وعلى أثره موقف لأحدهم كان له الأثر العقدي ، سأحاول الاختصار جاهداَ :
في السادس عشر من إبريل عام 1997 أيقظني ضجيج طائرات الإخلاء الطبي وطائرات الإطفاء ،
ورائحة حريق هائل ، وأصوات الناس تهلل وتكبر وتسبح بطريقة مختلفة كانوا يتماوجون هربا وهلعا . السماء كانت ملبدة بدخان الحريق السام .
بالقرب من مشعر منى بمسافة قليلة يكون مسكننا تماماً . خرجت وجلاً لأسبر ما أرى ، كانت فجيعتي أن أرى الموت والأجساد متفحمة أمامي ورجال يحملون مواتاهم فوق رؤوسهم ، ووجوه كثيرة وجوه كثيرة حزينة ، شاحبة ، خائفة ، باكية ....
كانت أصوات الأسطوانات كالقنابل تتفجر في الهواء ، والنار تلتهب هنا وهناك وتسخر من فرق الدفاع المدني
ليس باستطاعتك أن تفعل شيء سوى أن تأخذ عدد قليل جدا من الجائعين تطعمهم وتظلهم ... يا الله هؤلاء العباد ماتوا ! لماذا ؟!
سألت أحدهم : ماذا ستفعل الآن
ماذا سأفعل غير أنني سأكمل حجي دون أخي الذي اختاره الله ليصطفيه ولم يكن ليعذبه !


رد مع اقتباس