لاتفسدوا إنجاز النصر بالأخطاء
عبد المحسن الجحلان
ربما أنها الأولى في تاريخ مشاركات فريق النصر مع الكبار يغرد بدون منافس نظراً للهون الأدائي الذي يغلف عطاءات المنافسين، باستثناء فريق الهلال الذي يتوكأ على عصاة هشة تسعفه مرة وتسقط في بعض الأحيان.. وأمام هذا المشهد التنافسي الهابط كان طبيعياً أن ينطلق وحيداً عطفاً على أفضليته الأدائية والانضباطية وهو الشيء الذي لايتوافر في باقي الفرق، والمراقب لدوري جميل يلمس الخمول الأدائي الذي يجسده المتسابقون على أرض الواقع، وربما يكون النصر أفضل السيئين. واللافت أن أجمل المباريات حينما يلاقي الوصيف الهلال البقية فالمؤشر يتغير، بل إن الظروف التي تحيط بالمنافسين تلوذ في مكان آخر ويدخل الضد بروح وعطاء مغاير ويحرج الهلال حتى آخر رمق ويخرج الزعيم بالفوز (بالكاد) وأحياناً يتعثر من فريق يقبع بالخلف كما حدث أمام الرائد والشعلة ذهاباً والاتحاد إياباً. مشهد تحول صراع الكبار بقفز الفرق التي كانت تقبع في المؤخرة والمنطقة الدافئة لتقف في القمة، يؤكد أن الأبطال الحقيقيين الهلال والشباب والاتحاد والأهلي وأخيراً الفتح خارج الخدمة.وبالتالي فإن الأمر طبيعي أن يغرد النصر بالصدارة ويتمسك التعاون في المرتبة الثالثة لأول مرة في تاريخه فضلاً عن الحضور اللافت للشعلة. مجمل القول إن الأصفر الصغير الذي لم يسبق أن حقق دوري النفس الطويل منذ عام (1409) أي أنه قضى ربع قرن وهو يدور في فلك السقوط لقوة المتنافسين في ذلك الحين. في حين أن الأمور تغيرت في هذا الموسم بعد أن أصبحت الساحة مفرغة.. هذه الفرصة المواتية ستتيح للنصر للإمساك بالصدارة وبقاء التعاون في مربع الكبار. غير أن الأخطاء التحكيمية الغريبة التي ساهمت في حصد النصر للعديد من النقاط قد تفسد عبق صدارته. علماً أنه ليس محتاجاً لها في المقاييس الفنية بدليل أنه لو خسر لقاء الشباب ذهاباً وتعثر على أقل تقدير بالتعادل أمام الرائد لن يفتقد سوى أربع نقاط وسيتمسك بالقمة ويكسب الاحترام من المراقبين لأن نتائجه لم يشوبها استفادة من الأخطاء التحكيمية. على أية حال النصر الحالي سيكون بمنأى عن البقية، وإذا كان الهلال يشكل خطراً على صدارة النصر فالفرق الـ 13 تكفلت في هذا الموسم بتقديم أفضل الصور الأدائية حينما تلاقي الهلال في سبيل تحجيم انطلاقه مستغلة الغياب الانضباطي على أرض الواقع. وأخيراً وليس بآخر اتركوا النصر يسير في آفاق الصدارة حتى لو تعثر في مباراة أو تعادل في أخرى، فليس هناك بارقة أمل لفقدانه للبطولة التي ينتظرها عشاقه منذ عقود مضت، بل إن هناك محبين للأصفر الصغير لم يسبق أن عاشوا أفراح البطولات على أرض الواقع ولكنهم سمعوا بها أو قرأوها على صدر الصحف أو شاهدوا بالإعادة أو حدثهم عنها الآباء، وبالتالي لاتفسدوا الإنجاز الذي اقترب منه بالتأويلات بقدر ما يقال عن آخر بطولة حقيقية لامسها عام (1415هـ) (النهائي الشهير).
نقاط حرة
ـ فريق الهلال وقف عثرة حقيقية في وجه النصر منذ عام (2008م)، حيث تكفل بإخراجه من بطولات النفس القصير وتجاوزه بسهولة في مشوار سباق النقاط. وعلو كعب الهلال في السابق لتواجد مدربين يجيدون صياغة الفريق فنياً.
ـ الهيمنة التي فرضها الهلال على النصر عام (2008) كسب خلالها جميع المدربين الذين أشرفوا على الأصفر الصغير باستثناء الأرجنتيني (باوزا) للتنظيم الدفاعي الذي كان عليه دفاع النصر.
ـ المدير الفني للهلال سامي الجابر يفترض أن يكون فهم اللعبة جيداً، ومواجهات القسم الأول كفيلة بكشف كل الطلاسم وترتيب الأوراق قبل بدء المنعطف الثاني الذي يعد الحصاد الحقيقي.
ـ مواجهة الهلال الأخيرة أمام الاتحاد بدأت بأخطاء فنية ولملم الجابر الأمور في الشوط الثاني ولكن الجرة لم تسلم في هذه المرة وخسر الفريق أهم نقطتين أبعدتاه بوناً شاسعاً عن المتصدر.
ـ موقف سامي الجابر سيكون صعباً لو قدر أن تطايرت البطولات المحلية وذهبت للجار، فالأمر أشد قسوة على عشاق الهلال.
ـ الثنائي (نيفيز والشمراني) هما من يصنع الفارق في الهلال، وتحديداً الشمراني الذي جلب للهلال نقاطاً لم تكن بالحسبان.
ـ طريقة (4 ـ 5 ـ 1) الأفضل للهلال بتواجد العابد وسالم الدوسري على الأطراف، سيكفل ذلك كسر الحواجز التي توضع أمام الفريق.
ـ الهلال فرط بالمرشدي ووقع في مأزق البديل أمام الاتحاد وأجرى مخالصة مع الشمراني وانشغلت الإدارة بالبحث عن بقايا حراس لفظتهم جميع الفرق.
ـ بعد الأخطاء التي حدثت في لقاءي النصر مع الشباب والرائد أيقنت أن الهفوات التحكيمية لها دور في تغيير مسار خارطة الأبطال.
آخر الكلام
عندما أكد رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي إمكانية الإدارة التسجيل خلال الفترة الشتوية رغم تراكم الديون، أدركت أن هناك رجالات فاعلين يقفون بجانبه وبمقدورهم حل جميع الأزمات التي تواجه الفريق. فتحية للرئيس النصراوي وألف تحية للداعمين بصمت من منطلق عشقهم للكيان.