لن يكون ممكنا التكهن بنتيجة نزال فريق الهلال لكرة القدم مع ضيفه الأهلي اليوم في كلاسيكو الجولة الـ 18 من دوري عبد اللطيف جميل، لأن المعطيات مختلفة والطموح مختلف، ويتساوى الفريقان في الرغبة الجدية لكسب النقاط الثلاثة.
الهلال الوصيف بـ (39 نقطة)، لن يجد خيارا أفضل من الفوز، ولاسيما أنه يعيش تحت ضغط البحث عن الصدارة، وتفريط النقاط الذي كان آخره أمام الاتحاد 2/2، في الوقت الذي بدأ فيه منافسه في التعافي والظهور على سطح التنافس بفوزين متتاليين على النهضة والعروبة أعاده إلى المركز الثالث (27 نقطة) الذي فقده مؤقتا لصالح التعاون.
الهلال يضع ألف حساب لهذه المباراة ولخصمه فيها، ولاسيما أن أي فقدان لأي نقطة ربما يصعب عليه الأمر، وهو يأمل تحقيق الفوز على أمل أن يتعثر النصر أمام الشعلة لتقليص الفارق، بينما الأهلي يعتبر متحررا نوعا ما من أي ضغوط لصعوبة المنافسة على اللقب، ولكن في الوقت نفسه يأمل تعويض جماهيره تلك النقاط التي خسرها في الجولات الماضية، وبين هذه وتلك فإن الأمر المؤكد بأنها ستكون قمة ممتعة للمتابعين نظراً لكون الفريقين يقدمان كرة هجومية سهلة، وبالتالي فإن اللعب المفتوح البعيد عن التعقيدات الدفاعية والتكتيكية سيكون السمة الأبرز.
من جانبه، شدد عبد العزيز العودة مدرب الهلال السابق على أن المباريات التي تجمع بين الهلال والأهلي تكون بعيدة كل البعد عن الأحكام المسبقة، لأنهما لا يرضيان الهزيمة، رغم اختلاف الظروف وتفاوت المستويات.
وقال: "الهلال في قمة مستوياته قد يجد صعوبة أمام الأهلي والعكس صحيح أيضاً، وهذه سمة المباريات التي تجمع الأندية الكبيرة مع بعضها والتي لا يرضى أي من الفريقين أن يخرج بالهزيمة، حيث من الممكن أن يخسر أمام فريق ضعيف لكن عند مواجهة الفريق الكبير يتغير الحال رأساً على عقب". وزاد: "الهلال يمر بمرحلة متوسطة ما بين تقديم الأداء الجيد هجومياً والسيئ دفاعياً، لذلك فإن هجومه يخشى القنابل الموقوتة من خط الدفاع في أي وقت من المباراة، وهو الأمر الذي يؤثر على أداء الفريق بأكمله وهذا طبيعي في عالم كرة القدم ، لكن توقعي بأن الهلال سيتحسن دفاعياً في المباريات المقبلة وبعد مشاركة اللاعبين الأجانب المدافعين، وهو الحل المناسب الذي اختاره المدرب سامي الجابر".
وزاد: "أكثر الأخطاء من الهلال تكون فردية من خلال عدم التركيز أو سوء التمركز في الملعب، خصوصاً أن أدوار ظهيري الجنب في الهلال هجومية بشكل كبير، لذلك الحاجة الفنية تتمركز حول المحور الدفاعي الذي لا يوجد لديه أدوار هجومية إلا في حالات نادرة جداً".
في الجانب الآخر شدد يوسف عنبر مدرب الأهلي السابق على أن المباريات الكبيرة تلغي كل المقاييس الفنية التي تسبقها، لأن النادي الكبير يحاول استعادة كبريائه أمام الأندية الكبيرة ولا يرضى بالخسارة على الإطلاق.
وقال: "ميزة المواجهات التي تكون بين الأندية المتنافسة من الناحية الجماهيرية والفنية أنها لا تخضع لأي مقاييس، لذلك تجد الفريق الذي كان يعاني فنياً يعود لوضعه الطبيعي في مثل هذه المباراة، وهو الأمر المتوقع قبل بداية المباراة من الأهلي الذي سيحاول أن يعود عبر بوابة الهلال، لذلك فإن المباراة ستكون تنافسية لأبعد درجة وستغيب كل الفوارق الفنية بين الناديين".
وتابع: "بيريرا مدرب الأهلي سيجعل تركيزه منصباً على مباراة الهلال أكثر من المباريات الماضية، لأنها قد تعيد الثقة للاعبين والجمهور بعد مجموعة من النتائج السلبية في الموسم الحالي، وفي الوقت نفسه يعاني الهلال دفاعياً، وبالتالي فإن المباراة قابلة لكل الاحتمالات، بل أعتبرها نقطة تحول للأهلي فيما لو حقق نتيجة إيجابية في هذه المباراة".