إبداع إبداع يعطيكم الف عافيه
![]()
إغـضـبْ...
إغضبْ كما تشاءُ...
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطـّـمْ أواني الزهر والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا...
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ...
وكلُّ ما تقولهُ سواءُ...
فأنت كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهم...مهما لنا أساؤوا
إغضبْ !
فأنت رائعٌ حقا متى تثورُ
إغضبْ !
فلولا الموجُ ما تكوّنت بحورُ
كُنْ عاصفاٍ...كُنْ ممطراً
فإنّ قلبي دائماً غفورُ
إغضبْ !
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ...
يملؤهُ الغرورُ
وكيفَ من صغارها تنتقمُ الطيورُ !
إذهبْ...
إذا يوماً مللتَ منّي...
واتـّـهِمِ الأقدارَ واتـّـهمني...
أمّـا أنا فـإنـّـي
سأكتفي بدمعتي وحزني...
فالصمتُ كبرياء
والحزنُ كبرياء
إذهبْ...
إذا أتعبكَ البقاءُ...
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني
فعُـدْ إلى قلبي متى تشاءُ
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ...
وأنتَ...عندي الأرضُ والسماءُ
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ متى تشاءُ
لابُـدّ أنْ تعودَ ذاتَ يوم
وقدْ عرفتَ ما هوَ الوفاء.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيف قـلـب
إنتظر هديتي لك أخي العزيز
نــ نزار ـــزيف قــ قباني ــــلب
![]()
يعطيك العافيه
أيظن...؟
أَيَـظُـنُّ أنِّـي لُعبَـةٌ بيَدَيْـهِ ؟
أنـا لا أفَكِّـرُ بالرّجـوعِ إليـهِ
اليومَ عادَ .. كأنَّ شـيئاً لم يكُـنْ
وبراءةُ الأطـفالِ في عَـيْنيْهِ ...
ليقـولَ لي : إنِّي رفيقـةُ دربِـهِ
وبأنّني الحـبُّ الوحيـدُ لَدَيْـهِ..
حَمَلَ الزّهورَ إليَّ .. كيـفَ أرُدُّهُ
وصِبَايَ مرسـومٌ على شَـفَتَيْهِ ؟
ما عدْتُ أذكُرُ، والحرائقُ في دَمي
كيـفَ التجَـأْتُ أنا إلى زَنْدَيْـهِ
خبَّأتُ رأسـي عنـدَهُ ... وكأنّني
طفـلٌ أعـادوهُ إلـى أبَوَيْـهِ ..
حـتّى فسـاتيني التي أهملتُـها
فَرحَتْ بهِ .. رَقَصَتْ على قَدَمَيْهِ
سـامَحتُهُ.. وسـألتُ عن أخبارِهِ
وبكيـتُ سـاعاتٍ على كَتِفَيْـهِ
وبدونِ أن أدري تركتُ له يـدي
لتنامَ كالعصفـورِ بيـنَ يَدَيـْهِ ..
ونَسيتُ حقدي كُلَّهُ فـي لَحظَـةٍ
مَن قالَ إنّي قد حَقَـدْتُ عليهِ ؟
كَم قُلتُ إنّي غيـرُ عائـدَةٍ لـهُ
ورَجعتُ .. ما أحلا الرّجوعَ إليهِ
قصيدة التحدّيات
أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشرتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقِ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..
خمس رسائل إلى أمي...
صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
موال بغدادي
مدى بساطي .. واملئي أكوابي=وانسى العتاب، فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد، منذ طفولتي=شمسان نائمتان في أهدابي
لا تنكري وجهي .. فأنت حبيبتي=وورود مائدتي، وكأس شرابي
بغداد .. جئتك كالسفينة متعبا=أخفي جراحاتي وراء ثيابي
ورميت رأسي فوق صدر أميرتي=وتلاقت الشفتان بعد غياب
أنا ذلك البحار أنفق عمره=في البحث عن حب .. وعن أحباب
بغداد .. طرت على حرير عباءة=وعلى ضفائر زينب ورباب
وهبطت كالعصفور يقصد عشه=والفجر عرس مآذن وقباب
حتى رأيتك قطعة من جوهر=ترتاح بين النخل والأعناب
حيث التفت ، أرى ملامح موطني=وأشم في هذا التراب ترابي
لم أغترب أبداً.. فكل سحابة=زرقاء .. فيها كبرياء سحابي
إن النجوم الساكنات هضابكم ..=ذات النجوم الساكنات هضابي..
بغداد عشت الحسن في ألوانه=لكن حسنك، لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك في كتب الهوى=فهواك لا يكفيه ألف كتاب
يغتالني شعري .. فكل قصيدة=تمتصني .. تمتص زيت شبابي
الخنجر الذهبي .. يشرب من دمي=وينام في لحمي ، وفي أعصابي
بغداد . يا هزج الأساور والحلى=يا مخزن الأضواء والأطياب
لا تظلمي وتر الربابة في يدي=فالشرق أكبر من يدي وربابي
قبل اللقاء الحلو .. كنت حبيبتي=وحبيبتي تبقين بعد ذهابي..