وتعاقب الجديدان وأتت تلك الجنة أكلها , وآذن حصادها,
فيدعو ذلك الشيخ أعوانه ثم يعملون المناجل ويقطفون الثمار,
ويفد جماعات الفقراء على ما عودهم من كل عام
فهذا يملأ مكتله وذاك يحمل في ثيابه ,
ولهم بعد ذلك ما تناثر بين الأشجار حلالًا طيبًا ...
وكانت تصاحب هذه العادة من هذا الشيخ العارف بربه
عادة أخرى في الرد على كل من رأى منه ذلك العطاء
ثم رآه تبذيرًا وحرمانًا وبخسًا لأبنائه وتضييقًا عليهم وعلى نفسه
فيقول زاجرًا ...
" إنما هو مال الله مكنني فيه وأمنني عليه, على أن أنفقه في أكرم وجوهه وأنفعها لخلقه
فللفقراء والمساكين حقهم , ولأبناء السبيل نصيبهم , وللطيور والبهائم طعامها..."
تلك كانت زاوية من كتاب الله من سورة [القلم]
تحكي قصة ابتلاء بــ البساتين والجنان,
وابتلاء بــ العطاء الوفير المغدق على العبد الفقير...
فــ كانت ردة الفعل وكان الجواب موفقًا ..
فكان الجواب من ذلك الشيخ شكرًا لله تعالى في بذله وسخاءه على فقراء الله في الأرض
وكان الجواب ذلك من المبتلى إرجاع الفضل لصاحب الفضل تعالى (إنما هو مال الله مكنني فيه وأمنني عليه)
وهكذا تبدوالزوايا عتمة وضياء ..
وينتهي هنا جانب مضيء ...
وفي المقابل لذلك الجانب ..
جانب آخر مغاير ..
تسوده عتمة من الضلال والتخبط والتيه بعدًا عن درب الهداية والرشاد...