ومر به طيف الذكريات...
بِكْرٌ في بداية صباها على صدرها تمتد صفحة من نهر...
فكان رذاذ الماء يجعلها طرية طائعة بين يديه...
فحرث وزرع وسقى واهتم بأرضه,
فكان وكأنما يربي جارية تنمو تحت ناظريه ,
وارتبط بها فصارت له عشقًاً ...
فأصبح لا يرى سوى طيف الاخضرار ...
ولا يسمع سوى نداءات العُجْب والافتخار..
هكذا صارت تلك الجنة فتنته وفاتنته ...
وتمكن منه سحر جمالها وغواه عن درب الهداية..
وزين له القرين عمله فزاد به التيه والضياع ..
وحلقت روحه علوًا في سماء الغرور..
فانسلّ من داخله آخر خيط إيماني يربطه بالأسباب والمسببات
وبربٍّ هو الصاحب لــ الهبات..
و انقطع منه الرجاء ...
عادت روحه ليخاطب من خلالها صاحبه ...
لكنها روح غير الروح...
ورأى صاحبه ذلك فأدرك أنها ...
النهاية ترتسم أمام عينيه ...





رد مع اقتباس