86) بلحسن بن شعبان "1315هـ-1382هـ/1897م-1963م
شاعر تونسي من أسرة معروفة بالتصوّف، وهو أحد خريجي جامع الزيتونية. اشتغل في التدريس وكان إلى حياة الوقار والاحتشام، قديم النزعة وهو أحد الشعراء المحافظين. غالب قصائده في الموضوعات الدينية والإصلاحية، وقد كان أستاذاً للعديد من شعراء تونس وأدبائها حتى توفى وهو على ستين سنة ولم تجمع قصائده حتى كتابة هذه السطور في أي ديوان.
87) البلغيثي "1270هـ-1348هـ/1851م-1929م
أحمد البلغيثي؛ شاعر وفقيه مغربي شهير. ولد في مدينة "فاس" وتلقى بها علوم الدين واللغة حتى أصبح يُشار إليه في الفقه الإسلامي، اشتغل في القضاء بمدن "صويرة"، "الدار البيضاء" و "مكناسة" ومن ثم تحوَّل للتدريس. كان كثير التجوال في البلاد العربية والإسلامية، وشعره تقليدي غالبه في الموضوعات الدينية والقليل منه في الغزل. من مؤلفاته: ((رحلة إلى الحجاز)) و ((منظومة في علم التوحيد)).
88) بلُند الحيدري "1344هـ-.../1926م-..."[/
شاعر عراقي معاصر من أسرة كردية حيث ولد في مدينة "السليمانية" شمال العراق. يعتبره النقاد من رواد حركة الشعر الحر في العراق إلى جانب السياب ونازك وشاذل والبياتي، يتسم شعره بالحداثة الداخلية وخلق التوتر النفسي حولها ومحاولة التعبير عنها بشكل هندسي. وقد وصف أحد النقاد شعره بـ(الشعر البرقي)، يقول هو في لقاء صحفي بجريدة القبس: ((إنني لم أنظِّر في قصيدتي، ولكن في إحدى قصائدي حلم في أربع لقطات ... أنا استخدمت السيناريو .... أنا استخدمت الألوان كما يستخدمها الانطباعيُّون، أنا حاولت أن أمد يدي إلى قيم متعددة من قيم الفن التشكيلي والسينمائي ... أنني أعتبر الموهبة 30% و70% عمل وأنا أقوم الآن بمحاولة هي إيجاد القصيدة الفيديوية التي لا تُقرأ إلا من خلال الشكل)).
هاجر من العراق وأقام في بيروت 15 عاماً ثم انتقل إلى لندن حيث لا يزال يعيش هناك، من أعماله: ((الأعمال الشعرية الكاملة-الكويت 1993))، ((مداخل إلى الشعر العراقي-دراسة)) و ((زمن لكل الأزمنة-نثر)).
89) بولس سلامة "1321هـ-1410هـ/1902م-1990م"
شاعر لبناني رصين جزل، هو من مواليد قرية "تبدين اللقش"؛ والتحق بمدرسة الحكمة في بيروت فكان من زملائه فيها الأخطل الصغير وجبران خليل. اشتغل في التدريس ومن ثم عمل محامياً فقاضياً حتى أُحيل للتقاعد، وقد نال جائزة رئيس الجمهورية اللبنانية عام 1969. تكالبت الأمراض على الشاعر حتى أصيب بالشلل وقد عانى من الآلام ما لا يحتمله إلا الأشداء وأجريت له عمليات جراحية كثيرة دون جدوى وبقي على فراش المرض سبعة عشر عاماً. تميَّزت قصائده بقوة اللغة وجزالتها ومتانة نسجها وطولها الذي ميّزها بالنفس الملحمي. وهو القائل بعد إصابته بالشلل:
يقولون صبراً، قلتُ صبراً عليكمُ ــــــــــ فهلاّ عرفتم في الرزايا مكانيا
فما تستوي عين الحريق بناره ــــــــــ وعين الذي يرنو إلى النار نائيا
90) بيرم التونسي "1310هـ-1380هـ/1893م-1961م"
هو محمود بيرم التونسي؛ الشاعر الغزير والناقد الحاد. ولد محمود في حي "السّيالة" بالأنفوشي في الإسكندرية بمصر وهو من أسرة تونسية سكنت مصر. نشأ وتعلم في الإسكندرية وحفظ القرآن الكريم كاملاً واستظهر دواوين كاملة من الشعر القديم. اشتغل في الصحافة وكان صاحب قلم حاد في تصديه للظلم والظالمين والمستعمرين وقد نظم قصيدة بالعامية الدارجة بمناسبة زفاف الملك فؤاد مما أدت إلى إخراجه من مصر فذهب إلى فرنسا وعمل هناك 13 عاماً عاد بعدها إلى تونس ليشغل رئاسة تحرير جريدة "الزمان" لمدة سنتين ثم أنشأ جريدته "الشباب" عام 1936م وسخَّرها لنقد السلطات الاستعمارية التي سارعت لتعطيلها بعد صدور 20 عدداً منها وجاءه أمر إبعاده عن البلاد فذهب إلى لبنان وفي ميناء بيروت حجز رجال الشرطة جواز سفره وأعطوه 15 يوماً لمغادرة لبنان، فعاش محمود مشرداً تائهاً بين الدول حتى حصل على الجنسية المصرية قبل ثمان سنوات من وفاته.
محمود بيرم صاحب موهبة فنية غزيرة متدفقة وقد خلَّف بعد موته آلاف القصائد والمقامات والمسرحيات والتمثيليات وذلك باللغة الفصحى حيناً وباللغة العامية حيناً آخر. وله قدرة فذة في تحسس المجتمعات واستقراء تطلعاتها والتعبير عنها بأسلوب هزلي ساخر لم يبلغ شأنه أحد، ورغم شهرته بالأغاني إلا أنه شاعر فصيح له مكانه الكبير. وهو صاحب تلك الأطلالية الشهيرة:
ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي ــــــــــــ وجلَّ البلايا أن يحييك أمثالي
وقفتُ على رغمي "بباب سويقة"ــــــــــــ كما وقف المعفور في وَسْطِ أوحالي
أشاهد من قومي وأبناء جـِلـْدَتي ــــــــــــ هياكل من عظم مغطـَّى بأسمال ِ
*\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/*
إلى هنا أنتهت أسماء شعراء هذا الحرف