أثر أفلام الكرتون على الأطفال
مع نمو وسائل الإعلام و ازدياد أعداد القنوات الفضائية تنتشر أفلام الكرتون التي تسلب قلوب و عقول الأطفال تارة نحو الخير كأثرٍ إيجابي و تارةً نحو الشر كأثرٍ سلبي .
نعرض مجموعة الآثار السلبية لأفلام الكرتون على الأطفال مع التركيز على الجانب التربوي كي يقوم الأهل بدور الموجه و المرشد في سبيل الحفاظ على نمو أطفالنا بشكل سليم
الدكتور أحمد نتوف
1- تقليد الطفل لما يراه أمامه : صورةً و فكرةً و صوتاً و هذا إيجابي لو كان ما يقدم له حسناً جيداً كله و لكن بعض المسلسلات يشتمل على أفكار خطيرة سلبية لا تلائم بيئتنا العربية مثل مسلسل (توم سوير) الذي يقوي في ذهن الطفل بعض القيم و الأفكار الخاطئة و لعل أخطرها أن (هاك) البطل الثاني يقوي في نفس البطل الأول (توم) كره المدرسة و يحبب إليه فكرة الهروب منها
و لذلك يبتدع بعض المواقف السيئة مع المدرسين فيها و القائمين عليها و الأخطر من ذلك أنه يحرص على الهروب من المنزل و اللجوء إلى الغابة .
و بعضها الآخر يعرض للأطفال قصصاً اجتماعية فيها حب و غرام و إثارة للغرائز في سن مبكرة كما هي الحال في مسلسل (توم و جيري) حيث نرى القطة على أعلى مستوى من الأناقة تتزين برموش طويلة و عيون جذابة جميلة و كعب عالٍ تتمايل لتخطف قلب القط .
2- و من سلبياتها على الصعيد الاجتماعي أنها تكرس في الطفل الغلظة في المشاعر و البلادة في الأحاسيس و هذا ينعكس على الأسرة كلها سلبياً فالأم إذا طلبت من ابنها أمراً و هو يشاهد أفلامه المفضلة تعلم أنه سيتلكأ كثيراً في إجابتها لطلبها و كذلك الحال مع الأب أو الأخوة الكبار .
و المشكلة أن هذه الأفلام صارت تربي الطفل على هداها و قد تسلمت زمام التربية حتى صار دور الوالدين ثانوياً و بعضها يغالظ في التربية فيصور الكذب و الخداع و المراوغة ذكاءً
و مهارةً و خفة .
و في مسلسل (مدينة النخيل) يضرب الابن والده ثم يهجر المنزل لينام عند صديقته أو صديقه (على الطريقة الأمريكية) ثم يعرض ذلك على أنه سلوك اجتماعي مقبول و الأشد من ذلك أن الوالد يسترضي ابنه في نهاية الحلقة و يقدم له ما يريد و يرضخ لمطالبه .
3- و من آثارها الاجتماعية السلبية أنها تولد الإهمال و اللامبالاة عند الأطفال مثال ذلك (علاء الدين) في الفيلم الذي أنتجته شركة ديزني و فيه يصور علاء الدين ابناً لخياط فقير تطلب منه أمه أن يساعدها فيرفض و يفضل اللعب مع أصدقائه في ساحة الحي و حين يموت والده لا يبالي بالأمر فيأتي الساحر و يحتال عليه و يدعي أنه عمه و يأخذه إلى الكهف ليحضر له المصباح السحري .
4- و من آثارها الاجتماعية السلبية أنها تجعل الطفل عدوانياً مهيأً لمعالجة أمور حياته بعنف و عداء كما تجعله منحرفاً عن السلوك الإنساني السوي , يقول الطبيب ستيفن بانا (إذا كان السجن هو جامعة الجريمة فإن التلفاز هو المدرسة الإعدادية لانحراف الأحداث) و تأتي العدوانية بسبب المعارك و الأسلحة المتطورة التي تستخدم فيها الأقنعة المخيفة مما يشيع جواً من القتل و الدماء و الصدام .
و قد حكي أن طفلاً فرنسياً عمره 5 سنوات قتل جاره برصاصة من مسدس أبيه لأنه لم يعطه قطعةً من اللبان و قد ذكر للشرطة أنه تعلم ذلك من أفلام الرسوم المتحركة .
5- و من و من آثارها السلبية أنها في كثير من الأحيان تثير في النفس الغرائز البشرية في وقت مبكر و في إحصاء عن الأفلام التي تعرض على الأطفال عالمياً وجد أنه 29.6% منها يتناول موضوعات جنسية بطريقة مباشرة و غير مباشرة .
27.4% منها يعالج الجريمة و العنف و المعارك و القتال الضاري .
15.00% منها يدور حول الحب بمعناه الشهواني العصري .
6- و من آثارها السلبية أنها تحارب في نفس الطفل الفطرة السليمة إذ تقوم على قطبي الدراما : (الخير و الشر) و من الأفضل تربوياً أن تكون شخصيات الخير جميلة محببة و أن تكون شخصيات الشر قبيحة مكروهة لأن الطفل يربط بين الخير و الجمال و بين الشر و القبح .
7- و من آثارها السلبية أن بعضها يؤثر في مشاعر الأطفال نحو دينهم و يوجه الطفل إلى التسليم ببعض الأفكار المغلوطة ففي مقدمة فيلم (علاء الدين) يبدأ الساحر (في النسخة الأجنبية) بالغناء
و يقول أتيت من أرض بعيدة (الصحراء العربية) التي يقطعون فيها أذنيك إذا لم يعجبهم وجهك إنه مجتمع وحشي و لكنه بيتي .
8- و من آثارها الفكرية السلبية أن بعضها يمجد اليهود و يثير الشفقة عليهم ففي مسلسل (كريستوف كولومبوس) في النسخة الأصلية يصور للأطفال أن الذين عذبوا في محاكم التفتيش هم اليهود
و ليس العرب كما هو ثابت تاريخياً و يصور العرب عملاء للإسبان يتآمرون معهم ضد اليهود
و هذا تشويه مقصود لحقائق التاريخ .
و من آثارها السلبية إدمان الأطفال عليها حتى إنهم لا يقدرون على العيش بدونها و هذا الإدمان هو شكل من أشكال السيطرة الفكرية التي تهيمن على مشاعر و أحاسيس الأطفال الفطرية .
ارجو كل ام تشوف هى سايبة عيالها قدام التلفزيون بيتفرجوا على اية؟؟؟؟
عشان ربنا حايحاسبها