احببت أيها الأخوة الأعضاء ان اورد لكم ما قرأته في جريدة الجزيرة يوم الأحد 6/6/1427هـ
في مقال دفق قلم تحت موضوع عروسي صدمتني للدكتور عبدالرحمن العشماوي نترككم مع التفاصيل...
كانت ملامح وجهه توحي بما يخفيه من ألم شديد، وكان أسلوب حديثه المضطرب، وسرعته في الكلام، وتردُّده في نطق بعض الكلمات، توحي بأنه يعاني من مشاعر متضاربة متصارعة في وجدانه.
شابٌ يتجاوز العشرين بسنتين، يعمل في إحدى الشركات براتب جيّد، طموح محبُّ للعمل، حريص على تطوير نفسه، بذل كثيراً من المال لتطوير قدراته من خلال عدد من الدورات التدريبية المختلفة، شابٌ رزينٌ مطيعٌ لربِّه، فهو حريص على الصلاة حرصاً شديداً، قال لي بعد أن عرَّفني بنفسه، وتحدث لي عن شخصيته:
أنا - برغم نجاحي المتواصل - أشعر أنني أقف على بوابة الإخفاق في حياتي الزوجية. قلت له: لماذا؟ قال متأوِّهاً: أرجو أن تصغي إليَّ وتشرح صدرك لحديثي. قلت له: لك ذاك. قال: بعد أن رتبت حياتي المادية بدأت أبحث عن شريكة الحياة، وجنَّدت عدداً من الأهل لهذا الغرض، وبعد شهور أكدت لي أختي أنها وجدت الفتاة المناسبة لي، وأنها من حيث الشكل تلبِّي رغبتي، فهي ذات عينين واسعتين، ولون بشرتها موافق لما أريد، ووصفت لي بعض الصفات الظاهرة التي تعرف أنني أريدها، وفرحت فرحاً كبيراً خاصة بعد أن ذكرت لي أختي أسرة تلك الفتاة فهي أسرة فاضلة محترمة.
وذهبت في زيارة رتبتها أختي للرؤية الشرعية، فرأيت ما وصفته ماثلاً أمام عيني، فمستوى لون البشرة في الوجه والكفين كان هو المستوى الذي أريد، وخرجت وأنا أكاد أطير من الفرح، وتمّ ترتيب موعد الزواج، فأنا - ولله الحمد - جاهز تماماً نفسياً ومالياً، وأُقيمت حفلة صغيرة في بيت أهلها لعقد القران، فرأيتها كما رأيتها سابقاً، وزادني ذلك سروراً، ثم أُقيمت حفلة الزواج، وقد رأيت عروسي فيها أبهى بهاءً، وأصفى صفاءً، وأجمل جمالاً.
وبدأت رحلة الأسرة الصغيرة في الشقة الصغيرة الأنيقة التي جهزَّتها عُشاً لبيت الزوجية السعيد، وزادت سعادتي بما رأيت من أخلاق عروسي، وعذوبة منطقها في ليلة زواجنا بعد أن تخلَّصنا من تكاليف حفلة الزواج، وإيقاعها الصاخب، ومجاملاتها المتعبة، وقلت لعروسي: هيا اغسلي عن وجهك هذه المساحيق البرَّاقة، وأريحي بشرتك من آثارها السيئة، فالأطباء يحذرون منها أشد التحذير، ورفضت ذلك في بداية الأمر، ثم استجابت، وغسلت وجهها ويديها، وأنا أنتظرُ أن أرى لون بشرتها الذي أحب، وكانت الصدمة يا سيدي، اختلف كل شيء، زالت القشرة التي كانت تستر وراءها الحقيقة، لون بشرة عروسي مختلف عن اللون الذي أحب، وسعة عينها تحوَّلت إلى ضيق حين زالت رسومات السواد والهالات الخضراء وغير الخضراء التي كانت تزيد شكل العين اتساعاً، ولون العين الداخلي كان لون عدسة عسلية تغطي لون العين الحقيقي، لقد صدمتني عروسي - سامحها الله - في ليلة فرحتي، ولم أستطع أن أكتم تضايقي، وشعرت بذلك، وأخذت تعتذر إليَّ وتقول: والله لقد كنت حريصة على أن أقابلك على طبيعتي التي خلقني الله سبحانه وتعالى عليها، مع شيء من الزينة التي لا تستغني عنها المرأة، ولكن والدتي وأخواتي وصديقاتي أبين عليَّ ذلك كلَّ الإباء، وأتعبنني بالتنقُّل من مكان زينة إلى آخر، وأنا الآن بين يديك، تراني على حقيقتي، وأخذت تبكي، عندها قمت إلى مكان آخر من المنزل وأنا في ضيق شديد.
قلت له: هل انتهت قصتك؟ قال: نعم.
قلت: الذي يبدو لي أنك أغرقت نفسك في الأحلام والتصوُّرات الخيالية قبل إقدامك على الزواج، وهذا خطأ يقع فيه كثير من الشباب ذكوراً وإناثاً، وأخذت تبني على أحلامك قصوراً وهميِّةً لا تصمد أمام الواقع، وما دمت قد وصلت إلى هذه المرحلة فلنترك التفاصيل، واسمح لي أن أسألك: هل زوجتك قبيحة أم أنها اختلفت عن الصورة التي في ذهنك؟ قال: كلا ليست قبيحة إن لها نصيبها من الملاحة ولكن.. قلت له: دعك من لكن وما دامت على الصفة التي ذكرت، فافتح لها قلبك، وادخل إلى عالم السعادة الزوجية من بوَّابة الواقع، فخرج راضياً بالنصيحة عازماً على التطبيق.
إشارة
إلى متى يظلُّ هذا التزويق المبالغ فيه للعرائس الذي يُعدُّ نوعاً من الخداع؟!.
فعلا ايها الأخوة الأعضاء الى متى يظل هذا العبث بوجوه الفتيات وطمسها بالمساحيق والألوان الغريبة والتشوهات وابعادها عن الجمال الحقيقي فوالله ان الطبيعة اجمل وأنقى ...
أترك لكم التعليق ...