لغة التعصب من يردعها
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الحصاد المر ليس إلا ثمرة للزرع المبذور في الأرض اليباب,وبطبيعة الحال لن تخرج الثمرة طيبة ولا مستساغة طالما رويت بالماء الأجاج وما شابهه من المياه الآسنة, وهكذا تكون النباتات المستزرعة تبعاً لأصل نواتها وماسقيت منه, وحتى الكلم الطيب حينما يصدر من نفس طيبة ولسان طري بروح المودة والإحسان فإنه يسمو بالكلمة فوق الهامات فتؤتي ثمارها ألقاً وبلسماً على شفاه القراء والمستمعين وتجد من يصغي لها ويقتنع بها وتصبح العلاقة بين المتحدث والمستمع علاقة تنسج حروف التآلف وترتق ما تفتق في جدار العلاقة من خلاف وتضع الاختلاف دوماً في دائرة السيطرة بما لايشرخ جدارها في المجتمع ولايؤدي إلى التباغض من أجل توافه الأمور , من منطلق (قل الحق ولو على نفسك).

ولكن يبدو أن الوضع في وقتنا الراهن قد تغير وأصبحت سمة المصداقية شبه مفقودة في زمن التجني وزمن التعصب للرأي الواحد وزمن الافتراء وإعتساف الحقائق بشكل ملتوٍ لا إستقامة لها .

عطفاً على ماسبق وتعليقاً على ما أقرأه في بعض المقالات الرياضية لبعض الكتاب من ذوي الميول الأزرق اللذين دأبوا على تظليل أنفسهم قبل القراء وتشدقوا بكلمات لا أصل لها في قواميس التنافس الرياضي وبالذات حينما تتلاشى حظوظ فريقهم في المنافسة على لقب أو تعرض لهزيمة قاسية من منافس فإن ردة أفعالهم تكون عشوائية وكأن الحسام قد وقع على رؤوسهم وأصبح ديدنهم التعصب الذي لايمكن التراجع عنه قيد أنملة وبأساليب ركيكة ومفكك لمقالات لا تخلو من الهمز واللمز في شخصيات بعض الرموز أو الكيانات أو المعنيين بالشأن الرياضي حكاما أو إداريين حتى تشعر بالخجل وأنت تقرأ سيلاً جارفاً من الهراء قد طغى على المقال لذر الرماد في عيون الآخرين وضحكاً على ذقون شركائهم في الميول من خلال أقلامهم التي دأبت على صناعة الكذب وإستمرائه بلا خجل من الله ولا من المجتمع الذي لم يعد خافياً عليه ما يجري في الساحة الرياضية من أحداث ومناسبات تتعلق بكرة القدم تحديداً ولديهم من المقدرة على إستقراء الواقع دون تدخل من أحد ولكننا بتنا نرى آثار التعصب ونجني ثماره في المجتمع حتى أضحى مرضاً يستشري في الأنفس بسبب مايتم طرحه بإسهاب وبشكل مكثف وبصفة يومية وأسبوعية من الشحن النفسي والتلاعب بالألفاظ وتسخيرها لزرع التعصب وقلب الحقائق ونزع الثقة من الناس والتشكيك في الذمم حينما لاتأتي النتائج بما لاتهوى الأنفس حتى تغلغل هذا الداء في النفوس وأصبحت مع الأسف مريضة تتنفس الكذب شهيقاً وتنفثه زفيراً وكأن الرياضة بلاطعم ولا متعة إلا من خلال هؤلاء المأزومين وما يطرحونه في صحيفتهم اللتي إشتهرت بميولها الفاضح دون رقيب أو حسيب بما يوحي بأن قسمها الرياضي لايخضع لسلطة رئيس التحرير أو حتى يقرأ شيئاً مما يكتب فيها وهي مسألة تحتاج إلى من يتدخل لضبط توجه القسم الرياضي الذي أصبح في حالة يرثى لها من التعصب بعد أن وجدوا الطريق إليه سهلاً وفيه وجدوا ضالتهم دون أن يناقشوا عما يكتبون فيه حتى أصبح كل كاتب أشد ضراوة من صاحبه والضحية هم الشباب اللذين تشبعت نفوسهم بداء التعصب وأصبحت لغتهم ومنهجهم في التعامل مع الرياضة على أساس أنها لعبة مجبولة على هذا المنهج اللذي يتنافى مع القيم والمبادئ اللتي ترسخها وتدعو إليها الروح الرياضية .والله من وراء القصد


عبدالله محمد فايز الشهري