لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 311

الموضوع: نـزاريـات...

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    مشاركة: نـزاريـات...(نزار قباني)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    درس في الرسم...


    1
    يضع ابني علبة ألوانه أمامي
    ويطلب مني أن أرسم له عصفوراً ..
    أغط الفرشاة باللون الرمادي
    وأرسم له مربعاً عليه قفل .. وقضبان
    يقول لي ابني ،والدهشة تملأ عينيه :
    " .. ولكن هذا سجن ..
    ألا تعرف - يا أبي- كيف ترسم عصفوراً؟؟ "
    أقول له : يا ولدي .. لا تؤاخذني
    فقد نسيت شكل العصافير ...

    2
    يضع ابني علبة أقلامه أمامي
    ويطلب مني أن أرسم له بحراً ..
    آخذ قلم الرصاص ،
    وأرسم له دائرة سوداء ..
    يقول لي ابني :
    " ولكن هذه دائرة سوداء يا أبي ..
    ألا تعرف أن ترسم بحراً ؟
    ثم ألا تعرف أن لون البحر أزرق ؟.. "
    أقول له : يا ولدي
    كنت في زماني شاطراً في رسم البحار
    أما اليوم .. فقد أخذوا مني الصنارة
    وقارب الصيد ..
    ومنعوني من الحوار مع اللون الأزرق ..
    واصطياد سمك الحرية .

    3
    يضع ابني كراسة الرسم أمامي ..
    ويطلب مني أن أرسم له سنبلة قمح
    أمسك القلم ..
    وأرسم له مسدساً ..
    يسخر ابني من جهلي في فن الرسم
    ويقول مستغرباً :
    ألا تعرف يا أبي الفرق بين السنبلة .. والمسدس ؟
    أقول له يا ولدي ..
    كنت أعرف في الماضي شكل السنبلة
    وشكل الرغيف
    وشكل الوردة ..
    أما في هذا الزمن المعدني
    الذي انضمت فيه أشجار الغابة
    إلى رجال الميليشيات
    وأصبحت فيه الوردة تلبس الملابس المرقطة ..
    في زمن السنابل المسلحة
    والعصافير المسلحة
    والثقافة المسلحة
    والديانة المسلحة ..
    فلا رغيف أشتريه ..
    إلا وأجد في داخله مسدساً
    ولا وردة أقطفها من الحقل
    إلا وترفع سلاحها في وجهي
    ولا كتاب أشتريه من المكتبة
    إلا وينفجر بين أصابعي ...

    4
    يجلس ابني على طرف سريري
    ويطلب مني أن أسمعه قصيدة
    تسقط مني دمعة على الوسادة
    فيلتقطها مذهولاً .. ويقول :
    " ولكن هذه دمعة يا أبي ،وليست هذه قصيدة "
    أقول له :
    عندما تكبر يا ولدي ..
    وتقرأ ديوان الشعر العربي
    سوف تعرف أن الكلمة والدمعة شقيقتان
    وأن القصيدة العربية ..
    ليست سوى دمعة تخرج من بين الأصابع ..

    5
    يضع ابني أقلامه وعلبة ألوانه أمامي
    ويطلب مني أن أرسم له وطناً ..
    تهتز الفرشاة في يدي ..
    وأسقط باكياً ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    مشاركة: نـزاريـات...(نزار قباني)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أحلا خـبر...


    كَتَبْتُ (أُحبُّكِ) فوقَ جدار القَمَرْ
    (أُحبُّكِ جدّاً)
    كما لا أَحَبَّكِ يوماً بَشَرْ
    ألمْ تقرأيها ؟ بخطِّ يدي
    فوق سُورِ القَمَرْ
    و فوق كراسي الحديقةِ..
    فوقَ جذوع الشَجَرْ
    وفوق السنابلِ ، فوق الجداولِ ، فوقَ الثَمَرْ..
    و فوق الكواكب تمسحُ عنها… غُبارَ السَفَرْ..
    حَفَرتُ (أُحبُّكِ) فوق عقيق السَحَرْ
    حَفَرتُ حدودَ السماء ، حَفَرتُ القَدَرْ..
    ألم تُبْصِريها ؟
    على وَرَقات الزهَرْ
    على الجسر ، و النهر ، و المنحدرْ
    على صَدَفاتِ البحارِ ، على قَطَراتِ المطرْ
    ألمْ تَلْمَحيها ؟
    على كُلِّ غصنٍ ، و كُلِّ حصاةٍ ، و كلِّ حجرْ
    كَتبتُ على دفتر الشمس
    أحلا خبرْ..
    (أُحبُّكِ جداً)
    فَلَيْتَكِ كُنْتِ قَرَأتِ الخبرْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    مشاركة: نـزاريـات...(نزار قباني)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هذا أنا...

    أدمنت أحزاني
    فصرت أخاف أن لا أحزنا
    وطـُـعنتُ آلافا من المرات
    حتى صار يُوجعني, بأن لا أُطعنا
    ولـُـعِـنتُ في كلّ اللغات..
    وصار يقلقني بأن لا أُلعنا..
    ولقد شـُـنِقتُ على جدارِ قصائدي
    ووصيتي كانت..
    بأن لا أُدفنا
    وتشابهت كل البلادِ
    فلا أرى نفسي هناكَ
    ولا أرى نفسي هنا..
    وتشابهت كلُّ النساء
    فجسم مريم بالظلام.. كما منى..
    ما كان شعري لعبة عبثية
    أو نزهة قمرية
    إني أقول الشعر -سيدتي-
    لأعرفَ من أنا..

    يا سادتي:
    إني أسافر في قطار مدامعي
    هل يركب الشعراءُ إلاّ قطاراتِ الضنى؟
    إني أفكر باختراع الماء..
    إن الشعرَ يجعلُ كلّ حلمٍ ممكنا
    وأنا أفكر باختراع النهد..
    حتى تطلع الصحراء, بعدي, (الميجنا)
    إن صادروا وطن الطفولة من يدي
    فلقد جعلت القصيدة موطنا..

    يا سادتي:
    إن السماء رحيبة جدا..
    ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا..
    وتقاسموا أوطاننا..
    وتقاسموا أجسادنا..
    لم يتركوا شبرا لنا..
    يا سادتي:
    قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
    وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
    أنا لست مكترثا
    بكل الباعة المتجولين..
    وكل كُـتـّـاب البلاط..
    وكل من جعلوا الكتاب حرفة
    مثل الزنى..

    يا سادتي
    عفوا إذا اقلقتكم
    أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
    هذا أنا..
    هذا أنا..
    هذا أنا..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    مشاركة: نـزاريـات...(نزار قباني)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المرأة و جسدها الموسوعي...

    ليسَ صحيحاً أن جسَدَكِ..
    لا علاقة له بالشعر..
    أو بالنثر, أو بالمسرح, أو بالفنون التشكيلية..
    أو بالتأليف السمفوني..
    فالذين يطلقون هذه الإشاعة, هم ذكور القبيلة..
    الذين احتكروا كتابة التاريخ..
    و كتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة..
    و مارسوا الإقطاع الزراعي, و السياسي, و الاقتصادي,
    و الثقافي و النسائي..
    و حددوا مساحة غرف نومهم..
    و مقاييس فراشهم..
    و توقيت شهواتهم..
    و علقوا فوق رؤوسهم
    آخر صورة زيتية للمأسوف على فحولته..
    أبي زيد الهلالي!!..

    ليس صحيحاً..
    أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً.
    و لا ينتج شيئاً..ولا يبدع شيئاً..
    فالوردة هي أنثى ..و السنبلة هي أنثى..
    و الفراشة و الأغنية و النحلة.
    و القصيدة هي أنثى.
    أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب و الأسلحة.
    و اخترع مهنة الخيانة..
    و زواج المتعة..
    و حزام العفة..
    و هو الذي اخترع ورقة الطلاق..

    ليس صحيحاً أن جسدك ساذج.. و نصف أمي..
    و لا يعرف شمال الرجولة.. من جنوبها..
    و لا يفرق بين رائحة الرجل في شهر تموز..
    و رائحة البهارات الهندية..

    ليس صحيحاً أن جسدك قليل التجربة..
    و قليل الثقافة..
    و أن العصافير تأكل عشاءك..
    فجسدك ذكي جداً..
    و متطلب جداً..
    و مبرمج لقراءة المجهول..
    و مواجهة القرن الواحد و العشرين!!.

    ليس صحيحاً..
    أن جسدك لم يكمل دراسته العالية..
    و أنه لا يعرف شيئاً من فقه الحب..
    و أبجدية الصبابة..
    و لا عن العيون و أخواتها..
    و الشفاه..و أخواتها..
    و القبلة .. و أخواتها..

    لجسد المرأة قرون استشعارية..
    تسمح لها أن تلتقط كلمات الحب
    بكل لغات العالم..
    و تحفظها على شريط تسجيل..

    ليس هناك امرأة لا تحفظ عن ظهر قلب ..
    أسماء الرجال الذين أحبوها ..
    و عدد رسائل الحب التي استلمتها..
    و ألوان الأزهار التي أهديت لها..

    ليس هناك امرأة ليس بداخلها بوصلة..
    تدلها على مرافئ الحب..
    و على الشواطئ التي تتكاثر فيها الأسماك.
    و تتزوج فيها العصافير..
    و على الطرق الموصلة إلى جنوب إسبانيا
    حيث يتصارع الرجال و الثيران..
    للموت تحت أقدام امرأة جميلة..

    جسد المرأة ناي
    لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين.
    ناي لا يعرف النوطة الموسيقية..
    و لا يقرأ مفاتيحها..
    ناي لا يحتاج إلى من يوزنه..
    لأنه يوزن نفسه..

    جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي
    و يفرز الحب..
    كما تفرز الشرنقة حريرها..
    و الثدي حليبه..
    و البحر زرقته..
    و الغيمة مطرها..
    و الأهداب سوادها..

    جسد هذه المرأة ..مروحة..
    و جسد تلك ..صيف إفريقي..

    الحب في جسدك..
    قديم و أزلي..
    كما الملح جزء من جسد البحر..

    ليس صحيحاً..
    أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلا.
    انه يلتزم الصمت..
    ليكون أكثر فصاحة!!..

    ليس هناك جسد أنثوي لا يتكلم بطلاقة..
    بل هناك رجل
    يجهل أصول الكلام...

    لا بد في الجنس من الخروج على النص..
    و إلا تحولت أجساد النساء
    إلى جرائد شعبية..
    عناوينها متشابهة.
    صفحاتها مكررة!!.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •