تحسّن الملكي كثيراً هذا الموسم على مستوى النتائج المحلية وجمالية الأداء مع إستمرار منافسته على الثلاث بطولات حتى الآن. يبدو أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي قد فهم خبايا وأسرار الكرة في مدريد وأصبح يخطو بشكل ثابت نحو النصر .
الفريق الأبيض أمام البارسا يحتاج إلى فوز، ليس لإستمرار صدارة الليجا ولكن لتأكيد التغيّر والتطور حينما يواجه فريق كبير وخبير. لذلك فإن المباراة ستكون مصيرية للجانبين في تفاصيل صغيرة .
الريال لعب في البداية 4-4-2 ثم 4-2-3-1 ثم 4-2-2-2 وأخيراً وجد كارلو الحل في خطة لعب قريبة إلى حد كبير من 4-3-3، بتمركز دي ماريا بين الوسط والجناح حسب مجريات اللعب .
الأرجنتيني همزة وصل في التشكيلة، هو لاعب وسط ثالث من العمق أمام كلاً من لوكا مورديتش وتشابي ألونسو، لكنه أيضاً أثناء التحول الدفاعي يتحول إلى الجناح قليلاً لسد الفراغ الكبير بين رونالدو والظهير الأيسر، مشكلة مدريد الأزلية .
وبالتالي لا خلاف على دي ماريا رفقة مودريتش وألونسو بالوسط لمواجهة تكتل برشلونة المنتظر. كذلك في الهجوم بعد إصابة خيسي، لا فرص أمامنا للتخمين، فبيل ورونالدو وبنزيما المعافي هم الثلاثي المنتظر .
بينما في الدفاع، بيبي وراموس لا خلاف عليهم. أعتقد الكلاسيكو دائماً يحتاج إلى ظهير دفاعي مثل أربيلوا لكن الغيابات لها دور، وكارفخال ومارسيلو في الغالب سيكونا فارسي الرهان، وإن كنت أرى أن كونتيراو سيكون أنسب في لقاء مثل هذا .
بالنهاية، تشكيلة الريال شبه متوقعة، لكن في الملعب، هناك حسابات أخرى
برشلونة، الكبير يعود حاضر دوماً في المواعيد
بارسا تاتا يريد الفوز وبشدة، الإنتصار في قلب البرنابيو يعيد الأيام الخوالي ويؤكد أن هذا الفريق مهما كثر الكلام حوله فرده يكون داخل الملعب، لكن لكي يهزم الريال فإن البارسا مطالب بمجهود كبير وتركيز مضاعف .
في الغالب، لا خلاف على رباعي الدفاع، ماتشيرانو، بيكيه، مع ألبا وداني ألفيش. الثنائي الأخير يقدم مستوى مميز خلال الفترة الأخيرة ولا داعي إطلاقا للمداورة في لقاء مثل هذا، كذلك بوسكيتس يضمن مكان أساسي في منطقة الإرتكاز .
هنا يبقى السؤال، هل يلعب البارسا بـ أربع لاعبين بالوسط ؟ أم يعود لتيمته الأساسية، ثلاث بالوسط وثلاث بالهجوم ؟
أعرف تاتا مارتينو منذ سنوات بعيده، أتابعه وأعتقد أنني أفهمه بشكل جيد. هو أحد عشاق مدرسة الضغط العالي والسرعة الشديدة في نقل الكرة من الخلف إلى الأمام، تلميذ نجيب للأستاذ والمعلم مارسيلو بيلسا .
الأرجنتيني الصايع أراد تطبيق هذه الأفكار حينما جاء لكنه إصطدم بالواقع المرير، إصابات بالجملة، وكبر سن أكثر من نجم خصوصاً تشافي محرك ودينامو الفريق، بالإضافة إلى بيع أكثر من لاعب وعدم دعم الفريق بالشكل الكافي،
لذلك إتجه تاتا في الآونة الأخيرة إلى اللعب بأكبر عدد ممكن من اللاعبين في الوسط، هي بالنسبة لي ليست ميزة ولا نقطة قوة، لأنني أرى دوماً أن النظام الناجح لا يحتاج إلى خطة بديلة، لكن نظام البارسا الحالي ليس ناجح بالشكل الكافي،
وبالتالي رهان مارتينو أصبح يعتمد أكثر على زيادة السيطرة على منطقة الوسط وحرمان الخصم من عملية بناء الهجمة بطريقة سليمة، مع إضافة جزئية مهمة كانت غائبة خلال الموسم الماضي، عدم الإندفاع الهجومي وسد الأطراف بشكل سليم .
وهنا سيكون الأقرب للبدأ رفقة بوسكيتس، الثلاثي تشافي وسيسك وإنيستا لتصبح تشكيلة الوسط مكونة من 3-4 لاعبين في أغلب الفترات. بينما في الأمام، لا خلاف على ميسي، مع لاعب آخر .
بيدرو / سانشيز / نيمار، الثلاثي له فرصه. الأول قوي دفاعياً وسريع في التحول، والثاني يجيد التحول بين الجناح ورأس الهجمة، والثالث مهاري غير عادي يستطيع قلب سيناريو أي مباراة بلسمة أو فكرة،
لكني أفضل البدأ بالبرازيلي، ليس فقط لسبب فني خاص بقدرته على إستغلال أخطاء دفاع الريال والحصول على ضربات حرة من مناطق خطيرة بالملعب، ولكن أيضاً لسابق تألقه في معظم المباريات الكبيرة هذا الموسم وعلى رأسها لقاء الذهاب في كامب نو .