إلى كلِّ انثى لم تجد لها ناصراً غير ربي فعاشت
في عذاباتها كسيرة الجناح لاأهل يشعرون بما تعانيه
ولامن يحفظ لها ماتريد أن تبوح به ولا ولداً تمتص
من بسماته رحيق عمرٍ جديد وفوق هذا وذاك ينالون
من كرامتها زوراً وبهتاناً ...... حتى حين البوح
تجد من يضايقها .. أقول لها لقد اشتد
غضب الجبار على من ظلم من لم يجد له ناصراً غيره
إليكِ من قلبٍ تفطَّر حزناً عليك فأمطره شعرا على
قاحلك المنكوب علَّ وعسى أن ينبت زهر الأمل
دعيكِ الحبَّ إنَّ الجرحَ غائر
وكـلُّ الـنَّـاس عـذَّالٌ وغـادر
شربتِ مـرارةَ الحرمانِ قـهـراً
وكان الطعنُ إن أقـفـيتِ جائر
فـلا إلْـفٌ إلى لـقـياكِ يـدنو
ولا طـفـلٌ يُعوِّضـُكِ الخسـائـر
كـأنَّكِ في روابـي الأرض فـردٌ
إذا قستِ الظُّروفُ ولا مـناصـر
تـجـوبـيـنَ اللَّـيـالـي في هـدوءٍ
وضـيـفـاكِ والـدَّفـاتـر والمحابر
ويمـضي اللَّـيلُ في صمتٍ رهيبٍ
ومـوجُ الـبـوحِ في الأورااقِ ثـائـر
وفي جـنبيـكِ مـن شـكـواكِ نارٌ
وفـوق النَّـارِ تـحتـرقُ المـشـاعـر
ولـولا الـبـوحُ مـاخـفَّـت جروحٌ
وطـاب الـحالُ مـن حـينٍ لآخر
فـأيـن الأهــل والأصـحـاب لمَّـا
حملتِ الحلـمَ نعـشاً للـمقـابـر
يـرونَـكِ دُمـيـةً في كــفِّ طـفـلٍ
وحقاً أنتِ مـن أغـلى الجواهـر
تعالَي , اخرسي ,كُـفِّـي , تنحَّيْ
وويـلُ الـويـلِ إن تـعصي الأوامـر
ونحنُ نهـيمُ إن سطـَّـرتِ حرفاً
وتـبـحرُ في الـثَّـناءِ لـنا بـواخـر
جـمـيـلٌ رائـعٌ عـذبٌ أنـيـقٌ
كظـلِّ الروضِ في الأعـمـاقِ عابـرِ
ونـنـسـى أنَّهـا آهـاتُ قـلـبٍ
ودمـعٌ قـد تجـمَّـد في المـحـاجـر
أتـيـتِ وحـيـدةً فـاحيَيْ كـذلك
لأنَّكِ في عـيــونِ الـقـومِ عـاهـر
فصـمـتُـكِ عـنـدهـم تُخفينَ عاراً
وليـلُ البـوحِ من إحدى الكـبائر
مـعـاذ الـلـه بـل أمٌّ وأخـتٌ
نُـبـادلُـكِ الـوفـا والقدرُ عامر
أخـيَّـةُ لاعـلـيـك فـقـد أسـاءوا
إلى الـعـذراءِ وانـتهكوا الشـعـائـر
وأمُّ المـؤمـنـيــنَ دجـىً رمـاهـا
بـسـهـمِ الإفـكِ مـلـعـونٌ وفـاجر
فـمـدِّي الـكـفَّ للـرحـمـن دومـاً
سلـيـهِ الـعـونَ فالـرحـمـنُ قـادر
وخلِّـي عـنـكِ مـن باعوا ضمـيراً
وشقِّي الدَّربَ واحتطبي المخاطر
فــارس الكلـــــمة .. يحيى المشعل