ثم صكت وجهها عني وقالت
جئت بالبشرى لعل الشام عادت
غير بشرى النصر لا تحمل إلينا
أيها المشتاق فالأنفاس ضاقت
في بلاد الشام كل الحب أمسى
خبرا فيه أحاديثي استذابت
من لأهل الشام في وهن وظلم
كي تعاني عبر احداث توالت
يا بشير الشوق اعذر جفوتي
ما لصد الشوق والأحزان جارت
قلت بشرى الشوق احملها وعذرا
إن أنا اخطأت من فوري اجابت
انما الأحزان يا موسى وحسبي
في مصاب الشام عاطفتي استماتت
كيف أوفي حقها الشامي مني
نار أشواقي بأحزاني استقادت
لو أنا قصرت عمدا كيف اسلو
من عنايا الفتك عاثرة تراءت
فاستسال الدمع من قلبي وعيني
دورة الأحزان في سبق تداعت
قد جرت مني باوردتي وأخرى
في شراييني التي بالحزن ثارت
هل ترى الاشوق من داع ومعنى
أيها القيسيّ لو شامي تفانت
قلت لا والله يا حبي وعمري
أنما روحي التي بالشوق هامت
فاترك الأحزان في عيني ودعني
في بكاء الشام ما الأوجاع عاثت
واكنز الأشواق في عينيك قبرا
قد حوى بالطهر ماضينا فكانت
لوعة الذكرى التي بالقلب تحيا
في ربيع الأمس والأقدار حالت
بيننا ما الله في إحداث امر
يعتني بالشام كم بالقدر قاست
كم تعاني الخوف والجوع اصطبارا
اثر برد قارص في الموت حارت
فاحفظ الاشواق في حبي وصنها
يوم تأتي ساعة لله حانت
قد تراني الوصل في سبق لأني
بعد نصر الشام اشواقي استفاقت
واستقلت محمل العير اتجاها
باب وصل فيك يا موسى اناخت
ارضّ عني اليوم ما ارضى لوقت
عنك منك الحب والأشواق صارت
وادعّ ما تسطع إلاه العرش ربا
أن يعين الشام حالا منه عانت
فارفع اللهم ضرا مس شامي
نصرك اللهم يا رحمن نادت
شعر / موسى غلفان واصلي