وإليكم هذه اللفتَات المجتباه من ذات الكتاب-وهي بتصرُّفٍ يسيرٍ من الكاتبة:
كلُّ عملٍ لا بدَّ لهُ من نيّة ، ومن كانَ الغالبُ على قلبه أمرُ الدِّين ؛ تيسّرَ عليهِ في أكثرِ الأحوال إحضار النيّة للخيرات .
ومن مالَ قلبُه للدُّنيا وغلبت عليه ؛ لم يتيسّر لهُ ذلك ، بل لا تتيسّر له في الفرائض إلّا بجهدٍ جهيد .
لفتة: النيّة الصّالحة لا تُغيِّر المعاصي عن مواضعها .
فلا ينبغي أن يفهمَ الجاهلُ ذلك من عموم قولِه صلّى اللهُ عليهِ وسلّم : "إنّما الأعمالُ بالنّيات" فيظنُّ أنَّ المعصية تصيرُ طاعةً بالنيّة!
وينبغي للمُسلم أن يتعلّمَ النيّة ؛ فإنّها كما جاءَ عن الإمام يحيى بن كثير -رحمه الله " أبلغ من العمل" ..
وينبغي له كذلك أن ينوي بأفعاله نيّات كثيرة ، إذ ما من طاعة من الطّاعات إلّا وتحتمل نيّات كثيرة .
ونصحَ بعضُهم ، فقال: " لا تعملنَّ عملاً إلّا بنيّة " .
- وعلى المُسلم أن يتنبّهَ لنيّتهِ في كُلِّ شيء ؛ فما من شيء من المُباحات إلّا ويحتملُ نيّة أو نيّات يصيرُ بها من محاسنِ القُرُبات!
فإنَّ المُباحَ بالنيّة الصّالحة ؛ يرتفعُ إلى قُربة ، وبالنيّة الفاسدة ؛ يُصبح معصية .