حقيقة أن هذا الموضوع قد رجعني للوراء مايقارب من خمس وأربعين سنة وقد تزيد إن صدقت الذاكرة والسبب في ذلك عندما كنت اليوم مع طلابي أشرح موضوعا في منهج لغتي الجميلة بعنوان "بنية الرسائل التواصلية"ثم تعرفنا على مكونات الرسالة "البسملة-المرسل إليه-المكان والتأريخ-عبارة الافتتاح-نص الرسالة-عبارة الختام-اسم المرسل وتوقيعه"فسألني طالب نبيه حيث قال:بالله ياأستاد من عاد اليوم يستخدم الرسائل مع توفر خدمة الجوال؟فقلت للطالب الرسالة وسيلة مهمة من وسائل التواصل الإنساني حتى في ضل انتشار رسائل الجوال والبريد الإليكتروني.
أنا أعرف أن سؤال الطالب كان في محله وإنما حاولت أن أقنع الطالب بأهمية الرسائل في وقتنا الحاضر حتى وإن كانت خدمة الجوال متوفرة الآن لأن الموضوع قد اعتمد في منهج دراسي ووضح المؤلف طريقة كتابة الرسالة ثم أهميتها فكيف يتسنى لي أن أعترض على منهج دراسي قد اعتمدته وزارة التربية والتعليم .
وهنا بدأت الذاكرة تتحرك إلى الوراء فتذكرت موقفا وأنا في السنة العاشرة من عمري أيام ماكان للرسائل أهمية وكيف كانت تصل بدون ساعي البريد ثم ضحكت فقال أحد الطلاب علاماذا تضحك ياأستاذ؟ فقلت للطالب أضحك وفي هذه الأثناء دق الجرس ثم انصرف الطلاب قبل أن أكمل حديثي وكان يدور حول رجل كبير في السن سافرإلى بلاد الشام عند ولده الذي كان موظفا في بلاد الشام وعندما روح الرجل الكبير من بلاد الشام تجمعنا في بيته بعد صلاة العشاء نستمع للرجل الكبير وهو يتكلم عن بلاد الشام ثم عن بعض المواقف التي تعرض لها في حله وترحاله في بلاد الشام ونحن نضحك من بعض المواقف التي تعرض لها ذلك الرجل الكبير في السن في بلاد الشام.
نتابع..