بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال :
ماذا يمكن للمسلم الغيور على دينه أن يفعل وهو يرى إخوانه يأكلهم الانحراف بمختلف أنواعه ، في زمن أصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جريمة تعاقب عليها قوانين الطغاة .
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد :
فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة في الإسلام، بل هي الشعيرة المميزة للأمة المسلمة كما قال الله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } وهي الشعيرة الفارقة بين المؤمنين والمنافقين { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف } ، { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } وهي شعيرة معدودة في أسباب النجاة من العذاب { فلما نسوا ما ذكروا أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون } وقد أخبر – صلى الله عليه وسلم - بالأثر الخطير لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : ( لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لكم ) ، كما أنه وضح أن أول ما دخل النقص في بني إسرائيل أنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان أحدهم يرى صاحبه على المنكر فيقول : يا هذا إنه لا يحل لك ، ثم لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه فما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم لعنهم، وتلا قول الله - عز وجل - { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } .
ومع هذه الأهمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره في الأمة فلابد من معرفة جملة من الأمور المهمة :
شروط إنكار المنكر :
وضع الفقهاء عدة شروط للمنكر متى استوفيت لزم الإنكار أو التغيير وأهم هذه الشروط خمسة :
1- وجود منكر .
2- أن يكون المنكر موجوداً في الحال .
3- أن يكون المنكر ظاهراً دون تجسس .
4- أن يكون المنكر معلوماً بغير اجتهاد .
5- أن يدفع المنكر بأيسر مت يندفع به .
يا اخوان لا تنسوني من دعائكم الصالح وبالله التوفيق