الباب الرابع/ مرفأ لكل السفن
النص رقم(17) صــ 168 ـــ
لست باللعبة الغبية
سيــدتـــي..
رايتكـِ في عينيه تحصدين الربيع الذي زرعته أنا
رايتكـِ على شفتيه تحاولين إزالة بصماتي التي حفرتها بشوقي .
لمحتكـِ بين كلماته تختبئين كي لا اكتشف الحقيقة ،
وأبقي أنا المخدوعـه الأبديـه وراء ستار صداقتكما.
وتخيلتكـِ سبب هروبه مني ، وكذبهُ علىّ ساعات فراقنا .
وأصدق لأني أضعف من أن أكذبهُ، لأني لا أحب أن أكذبهُ .
ورغم اعتراضي ، رغم غيرتي وشكوكي،بقيتِ أنتِ تحتلين واجهة حياته ،
وأقف أنا بين ستائر الظلمه رغماً عني ، وبرضاه هو ..
أحببتهُ أنا سيدتي ..
كما لم يحبه أحد من قبل ، وكما لم تحلمي أنتِ بالحب، ولن تعرفيه .
وأعطيتهُ كل ما أملكـ. خضعتُ لهُ ، وتمردتِ أنتِ.
ركضتُ وراء خطواتهُ ، ومشيت أنتِ ، وجعلته يركض وراءكـ.
أغرقتهُ أنا بحناني واهتمامي وضعفي ، ومثلتِ أنتِ أللا مبالاة والقوة والجاذبية ..
وكانت النتيجة يا سيدتي ،
أن تراجعت أنا الىالزاوية المظلمة في حياتهِ ، وتركتِكـِ تخرجين معه الى النور.
ولم أتمكن من الإعتراض ،
فقد عودته أن أسكت دائماً،أن اقتنع بحججه،
وأصدق كل تفسيراته حتى لو رأيتكما معا،
حتى لو تكلم عنكما كل الناس.. حتى لو تكلم قلبي.
وكأنهُ تعود سكوتي ، وأحبّ تعذيبي ، فلم يعد يخاف من اعتراضاتي ،
لم تعد تهمه ثورتي ،ولم يعد يحاول حتى إقناعي بأن لا شي بينكما،وأنك مجرد صديقة.
ونسي يا سيدتي إنني أنثى ،
أستطيع أن أعرف الحب من رائحته ،أستطيع أن اكتشف العلاقة من نظرته ،
أستطيع أن أقتنع بأن المرأة لا تضحي بسمعتها ، إلا من أجل رجل تحبه.
سيـدتـي ..
أنا لا أطلب منكـ أن تتركيه لي، فلم أعد املكـ شيئاً جديداً أقدمهُ لك.
لقد أعطيتهُ مره واحده كل ما املكـ، ولم أعد اقوى على تصديق أكذوبتكما،
فخوفي منه،وضعفي أمامهُ ، لم يحولاني بعد الى لعبة غبية .
فأنا مازلتُ أنثى تحب الحب الذي لم يحبه أحد من قبل ، ولم تحلمي أنتِ به .
مازلتُ الأنثى العاشقة التي تحسدكـِ على قوتكـِ،
وتعرف أيضاً أنكـ لن تحبيه مثلها ، ولن يحبك أبداً كما أحبها .
سيـــدتــــي،
ماذا أقول لكـ؟!
لاشيء ... لا شيء ...
إن الكلمات تغص في قلمي .
زينات نصار
العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)