هو يوم وطني الحبيب الذي أحب كل شبر بأرضه وأعشق ثراه
ولكن لاحرج أن يعاتب المحب من يحب في يوم عيده
فلربما أعاره السمع ولو لبرهة من الزمن
حزني كبير وزدت حزني ابمْآسي ـــــــــــــــ
ـــــــــــــــ والمـــــــــــوق زادت عبرته فـــــــــــوق عبره
والله منسى كيف بأكون ناسي ـــــــــــــــ
ـــــــــــــــ وأغلا الخلايق صـار في حضن قبره
*****
فيـــك ياموطني وبأحد مستشفياتك الكبرى تموت أعظم وأشرف وأطهر من سكنت قلبي
ومشت أمام عيني على ثرى هذا الوطن المعطاء
ولا اعتراض على هذا فهو قضاء الله وقدره فكل نفسٍ ذائقة الموت ..
كما قال تعالى ( وَلَنْ يُؤَخِّرْ اللهُ نَفْساً إذَا جَاءَ أَجَلُهَا واللهُ خَِبيرٌ بِمَا تَعْمَلُون )
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولكن تموت ولا أجد لها تابوتاً من قبل ذلك المشفى ولا أجد من المسؤولين فيه
تعاوناً ولا تنسيقاً مع جمعيات خيرية لتوفيره فهذه مصيــــــبه
هرعت حينها كالمجنون يمنة ويسرة من مشفى لآخر ومن مغسلة لأخرى
لأدرك الوقت قبل فوات تلك الرحلة التي حصلت عليها بشق الأنفس
وبعد جهد ومعاناة يفزع لي ذلك البنجالي بتابوتٍ لدى صديقه الذي يعمل بإحدى المغاسل لأشتريه منه بذاك الثمن وللأمانة يستحق قبلةً على جبينة لفزعته لي .
أعود فرحاً إلى المشفى فقد حصلت على التابوت
ولكن المسؤول هناك يقول لي ليس لدينا إسعافاً يقل الجثمان إلى حيث الشحن
ولا صلاحية لنا في ذلك ..حسبنا الله ونعم الوكيل
فأهرع مرة أخرى لأجد من يفزع لي حينها بتلك السيارة لأحمل بها الجنازة
وعند وصولي إلى مكان الشحن بالمطار وبعد طلوع الروح
يكرم الميت فيك يا موطني بوزنه مع تابوته على ذلك الميزان الفاره
ليضرب ذاك الوزن في رقمٍ معين ليدفع الثمن ثم يكرم الميت بعدها بإيصاله ..
فهـــــذه لوحدها أفنت كل عبراتي
وكل هذا فيــك يا موطني ياوطن الخير والعطاء والإنسانية فهل من مغيث .
فوالله الذي لا إله إلا هو إنا نحبك ونعشق كل شبرٍ بأرضك ونفتدي ثراك بأرواحنا
ولكننا نعـــــــــــاني ونحن أبناءك ونكره الفساد الذي فيك ونبغض المفسدين
فهــل من منقذ ومجيب..
( فكلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته )