يوميات متناثرة بين الحقيقة والخيال
يكتبها لكم : خالد الصغير
لم يتوقع ذالك الصبي في حياته ان تظهر له حقيقة غير التي هو موقن بهآ ففي حياته عاش مسالما وينظر لناس بمنظوره الذي يعيشه في واقعه
الذي يصور له كل شيء حتى اتت لحظة الصدمة التي أيقظته من غفلته التي كان يعيشها ولكنه عاش كل تفاصيلها حقيقة وليس خيال ولم يتوقع ما
حدث ,
وهو في الواقع يسمع عنها ولا يصدق ما يقال ويسمع فهو يرى شيء ومقتنع بهى ولكن الواقع صدمه ينثر دمعه حسرة على ما عاش وهو غير مصدق
ما حدث له ,
عاش الصبي بحسن ضنه للناس في كل عمل يقوم به وعاشر كثير منهم في أماكن مختلفة وكان نظرته لهم واحدة ابتسامه تملئ وجهه لهم دائما
وبعد زمن تظهر له حقيقة قد هو يتجاهلها لكي لا يعكر مزاجه ,
ويسترجع الصبي ذاكرته ليقنع نفسه ان الذي حدث سوى خيال او حلم ولكنه حقيقة تجرع مرارتها لسنوات مضت من عمره ,
في حياته يسمع كثير من الاحداث اخ يقتل اخاه وابن يهجر امه وأباه وصديق لا يثق بصديقه وأخ يعترض على اخيه ومصادمات وشكاوي ومحاكم
وخيانات وسرقه وكذب ولكن لم يبالي بكل ما سمع فقناعته واحده ولا ينثني لها فتصوره ان هذه افلام مستوحاة من الخيال يكتبها كاتب لديه حس
عالي وقدرات لا يجدها احد مثله هكذا صور له المشهد ,
الصبي في حياته عاش متنقل بين المدن ولم يستقر ابدا لزمن طويل تجاوز ربع قرن ليعود الى موطنه الاساس والذي يراه رمز له في كل مكان وعن
طيب اهلها ومعاملتهم الجميلة مع بعضهم ومع الصديق والغريب وحسن نواياهم ولا يغيرهم شيء ,
ضن الصغير ان الزمن غير الناس وحول مسار اوضاعهم الى الهلاك ولكن الزمن لا يغير احد ذهب الصغير في تفكير عميق يحلل اوضاع الناس فوجد
كلهم يلهيهم المال وكيف الطرق لجمعه فعيونهم كساها الظلام ونفوسهم تغيرت وصار تفكيرهم القوي لمن يملك مال كثير ويبدأ بتعالى على من
حوله من اهل وأصدقاء فيظهر له انه اعلى منهم بماله وقدرته على جمعه ومعها لا يعرف شيء غير كم معك وهنا تبدأ المفارقات تظهر بينه وبين
الاخرين ليمسح كل طيب في قلبه من اجل نفسه فقط وليت الحال بس على ما هو علية بل لا يثق بأحد في مجتمعه يشك فيهم جميعا على انهم
يطمعون في ماله ,
وتظهر له حالة اخرى وهي الانساب فكل واحد متعالي على الاخر وينظر لنسبه يلامس السماء وتفرقت النفوس وتجد كل مجتمع لوحده يخطط كيف
يكون هو الاقواء في منطقته وهم يعيشون في مكان واحد اجدادهم يجلسون مع بعض ونفوسهم صافيه لبعض كل واحد يقدر الثاني ويخاف ان يجرحه
ولو بكلمة بسيطة ,
لم تكن هي الاولى بعد عودته بل حتى أطباعهم تغيرت وكلن منهم مشغول في نفسه وهواه الذى هو يسيره في حياته وتنظر لهم وعيونهم تقدح
شرار من قوة جشعهم ,
وبعد مضي عمر طويل تظهر حقيقة غير التي هي في قناعته لينام وهو مجروح ويستيقظ وهو مجروح وسيبقى الجرح الى اخر عمره ينزف ويزيد من
الهموم في حياته وهو ليس معتاد عليها ,
يتأمل الصبي ان تعود الحياة كما كانت بسيطة , وقلوب الناس صافيه تجمعهم ابتسامه وتفرقهم ابتسامه .. اخوة تجمعهم المحبه وصدق التعامل في
حياتهم ولا يفرقهم شيء سوى الموت يدافعون عن بعضهم البعض ويساعدون انفسهم على شق الطريق بدون عناء ,
وذهب الصغير يسأل ماذا حدث للناس هنا ولم يجد اجابه مقنعه بل كل من سأله ينظر اليه بتعجب ويقول هكذا هي الحياة .
ماذا حدث هل العلم من غير افكار الناس وفتح لهم اشياء في غير الحسبان
ماذا حدث هل الحضارة هي من غيرة البشر من طيب الى شر
ماذا حدث هل الأعين غم عليها ظلام دامس
والصبي محتار في وضعه يريد جواب لما حدث ويخاف من القادم أن يكون اسوء من ما هو حاصل أمام عينيه .
خالد معافا