المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الجنوب
الحديث عن الحب .. شي جميل ..
ولا يعرف الكلام في الحب وترجمته .. من لم يعرفه ..
لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..
وحينما نحمل الحب بداخلنا .. يشع جماله من وجوهنا .. وأخلاقنا .. وكلامنا .. وسلوكنا ..
وقبل أن نطالب غيرنا بالحب .. علينا أن نمنح غيرنا الحب ..
نشكتي ممن يعاملنا بقسوة .. وجفوة .. وغلظة .. وبلادة .. ثم نألأتي لنطالبه أن يعاملنا بالحب ..
جرب أن تتجهم في وجه شخص لا تعرفه .. مباشرة سوف يقطب حاجبيه .. وينعقد جبينه .. ويعلوه جفاء ..
وبالعكس .. لنجرب أن نصطدم مع شخص بعنف .. ولكن مباشرة انظر إليه وابتسم بحب صادق يفبض به الوجه .. بدون شعور ستجده يبادلك هذه الابتسامة .. بكل رضى .. دون أن يلتفت إلى ما أصبته به ..
هذا في الإبتسامة ... فكيف لو جربنا الحب ..
كيف لو جربنا الحب مع الزوجة .. تدخل عليها مبتسماً .. تجاملها بالحب .. تقول لها:
ـ تصدقين .. رغم أني خرجت الصباح لكني .. أرجع بعد الدوام .. وأنا في شوق إليك ..
إذا رأيتها متزينة .. فقل:
ـ الله .. الله .. ايش هذا الجمال الملائكي .. يعني ناوية تجننيني ..
( اليوم الثاني .. صدقني ستجدها لابسة أحسن الثياب .. ومقدمة لك وردة .. )
أيضاً الحب الذي يجب أن تمنحه الزوجة لزوجها .. فالرجل كذلك يحب تدليل من الزوجة .. !
مثلاً:
ـ يوم يخرج من البيت .. تضع له في جيبه منديل معطر بأفضل عطر يحبه ..
أو تقول له وهو خارج للدوام:
ـ لا تتأخر .. لأن الكهرباء ستنطفئ ..
سيقول لها:
ـ ايش دراك ؟
تقول له:
ـ أنت نور البيت .. إذا خرجت ظلم البيت .. !
هذا الحب بين الزوجين .. قد لا يستمر بهذه الرومانسية .. مع طول العشرة .. وهموم الحياة .. لذا ينبغي أن يتجدد ..
ولكي نحافظ على رومانسية الحب بين الزوجين عليهما:
1 ـ أن يتغاضى كل واحد عن عيوب الآخر ..
2 ـ أن يغير الجو العائلي .. بأن يخرج في رحلة أو نزهة ..
3 ـ أن يزورون الأهل .. أهله وأهلها .. !
4 ـ أن يركز كل واحد على إيجابيات الآخر ..
.. وهنا أحب أن أسرد قصة عجيبة .. لزوجين بلغت بهم المشاكل إلى درجة أن طلبت الزوجة من زوجها الطلاق .. وهي تعلم أنه أبغض الحلال إلى الله .. ولكن وصلا إلى طريق مسدود .. وأظلمت الحياة في وجهها ..
فوافق الزوج مباشرة .. وأخذ ورقة وجلس يكتب ورقة طلاقها .. ثم وضعها في ظرف .. وناولها وقال لها:
هذا هو الطلاق .. !
وتركها وخرج لدوامه ..
.. أسقط في يد الزوجة .. ورأت أنها اسعجلت في طلبها للطلاق .. وانهارت من هول الصدمة .. حتى أنها لم تقوى يديها على حمل الظرف الذي ناولها ..
سقطت على الأريكة .. محطمة الجسد والقلب والخاطر ..
في لحظة غضب خسرت حياتها ..
في لحظة غضب فقدت عقلها ..
في لحظة ضاعت منها مقومات الزوجية ..
.. ظلت في حالة ذهول .. وإعراض عن الطعام .. حتى بعد الظهر ..
حضر زوجها بأكل من الخارج .. دخل وسلم عليها .. وكأن الأمر عادي .. قامت إليه غاضبة تقول:
لماذا تطلقني .. ؟
هل تتركني بكل هذه السهولة ؟
ألم يعد لي مكان في قلبك .. ؟
.. وانهالت بأسلتها .. نظر إليها بحب وقال:
ـ اقرأي الورقة ..
فتحتها .. فإذا مكتوب فيها:
((( والله والله .. لو صار ما صار .. فإني أحبك .. ولن أتركك ما بقيت الحياة تنبض في شراييني )))
.. رمت بنفسها بين أحضانه تقبله .. وتعتذر له بكلمات غير مفهومة من كثرة البكاء.
( انتهت القصة .. إن شاء الله يكون فيها ترجمة للحب بطريقة أخرى ).***
الحب بين الوالدين وأبناءهم .. ينبغي أن يكون حميمياً .. متواصلاً ..
ولعلك ـ أخي أختي ـ تستغرب من دراسة متخصصة تقول: أن متوسط الضمات التي يحتاجها الطفل من والديها لكي يكبر وهو متشبع عاطفيا .. بمعدل: ( 8 ) ضمات يومياً ..
أطفالنا يحتضنهم التلفزيون .. والشارع .. والأصدقاء .. وينشغل عنهم الأب بالعمل .. والأم ـ إن كانت موظفة ـ بعملها .. وإن كانت في البيت .. فبخروجها أو سوء تربيتها أو قلة خبرتها .. الخ.
الحب مطلوب بين الأصدقاء والصديقات .. أن تمنح الآخرين فرصة التعبير عن ذاتهم .. إذا كان لك صديق أو صديقة .. فإن أقوى وسائل الحب أن تستمع إلى كل همومه .. ومشاكله .. اهتم به وبحياته ...
***
هذا شتات من بعض ترجمات الحب كما عشتها خلال حياتي الزوجية الجديدة .. !
أخلص شكري.