افتتح السلطان محمد الثانيباكورة أعماله في عاصمة بلاده الجديدة بأن أخذ يعمل على إعادة إحيائها من الناحية الاقتصادية وانتشالها من الوضع المزري التي كانت عليه، فأمر بإنشاء "السوق الكبير المغطى" (بالتركية: Kapalıçarşı)، ودعا السكان الهاربين، من أرثوذكس وكاثوليك، إلى العودة إلى بيوتهم بالمدينة وأمنّهم على حياتهم، كذلك أطلق سراح السجناء من جنود وسياسيين الذين قُبض عليهم بعد الدخول إلى القسطنطينية، ليسكنوا المدينة ويرفعوا من عدد سكانها، وأرسل إلى حكّام المقاطعات في الروملي والأناضول يطلب منهم أن يرسلوا أربعة آلاف أسرة لتستقر في العاصمة، سواء كانوا مسلمينأو مسيحيينأو يهود، وذلك حتى يجعل من مجتمعها مجتمعًا متعدد الثقافات.[37] قام السلطان أيضًا بتشييد الكثير من المعالم المعمارية في المدينة رغبةً منه بجعلها "أجمل عواصم العالم" و"حاضرة العلوم والفنون"، فأمر ببناء المعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة،[41]وبتصليح الأسوار المهدمة والمباني القديمة،[42]وأدخل المياهإلى المدينة بواسطة قناطر خاصة. وشجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحماماتوغيرها من المباني التي تعطي العاصمة بهاءً ورونقًا. ومن أبرز المعالم التي تركها السلطان محمد الفاتح: قصر الباب العالي الذي أمر بالبدء ببنائه قرابة عقد الستيناتمن القرن الخامس عشر، ومسجد أيوب سلطان. كذلك أُنشئت مؤسسات دينية لتموّل عمليات بناء المساجد الكبرى، مثل مسجد الفاتحالذي بُني في ذات الموقع حيث كانت كنيسة الرسل المقدسة موجودة سابقًا.
بعد 50 سنة من فتح القسطنطينية، أصبحت المدينة إحدى أكبر المدن وأكثرها ازدهارًا في العالم، لكن هذا لم يدم طويلاً، إذ ضربها زلزالشديد في 14 سبتمبرمن عام 1509أسفر عنه عدد من الهزات الارتدادية وتدمير 45 مبنى والكثير من القتلى والجرحى.[43] وقد عُرفت هذه الكارثة باسم "يوم القيامة الصغير" (بالتركية: Küçük Kıyamet). ولم تزل آثار هذا اليوم إلّا في عام 1510، عندما أحضر السلطان "بايزيد الثاني" 80,000 عامل وبنّاء ليقوموا بإعادة بناء ما تهدم من المنازل والمعالم.
وفي سنة 1517كانت الدولة العثمانيةقد قضت على السلطنة المملوكية المصرية،[44]وضمت أراضيها إليها، ومنها أراضي الحجازحيث المدينة المنورةوأراضي تهامةحيث مكة المكرمة، وتسلّم السلطان "سليم الأول" مفاتيح الحرمين الشريفينكرمز لخضوع الأراضي المقدسة الإسلامية للدولة العثمانية، وكان السلطان قد اصطحب معه إلى الأستانةآخر الخلفاء العباسيين بالقاهرة "محمد المتوكل على الله" حيث تنازل له عن الخلافة، فأصبحت المدينة منذ ذلك الحين وحتى قيام الجمهورية التركية، عاصمة الخلافة الإسلامية.[45] يُعتبر عصر خليفة سليم الأول، السلطان "سليمان القانوني"، العصر الذهبي للدولة العثمانية، إذ تم في ذلك العهد إنشاء الكثير من المعالم الهندسية والفنية في المدينة وفي مختلف أنحاء الدولة، ويرجع الفضل في تزيين المدينة وإظهارها بأبهى الحلل إلى المهندس الشهير "سنان آغا"، الذي صمم الكثير من المساجد والمباني التاريخية في المدينة. في عام 1718، أي خلال ما عُرف باسم "دور ثورة الخزامى"، أنشأ الصدر الأعظم "إبراهيم باشا" أول محطة إطفاء بالمدينة، كذلك افتتحت فيها أول مطبعة. وفي 3 نوفمبرمن سنة 1839، أطلق السلطان "عبد المجيد الأول" حملة الإصلاحات أو "التنظيمات" في مختلف أنحاء الدولة، في محاولة منه للنهوض بالدولة العثمانية التي كانت تمر بمرحلة من الفوضى والتخلف، ولمواكبة التطور الحاصل في أوروبا، فكان أن انعكس ذلك على العديد من أنحاء المدينة من حيث التنظيم المدني وزيادة عدد المستشفياتوشق الطرق ومد السكك الحديديةوغير ذلك.
منظر عام للمدينة من برج غلطة في عام 1890.
ضرب المدينة زلزالشديد مرة أخرى في عام 1894ونجم عنه الكثير من الأضرار. وفي عام 1914نشبت الحرب العالمية الأولىودخلتها الدولة العثمانية إلى جانب دول المحور، وبعد نهاية الحرب وهزيمة المعسكر الأخير، قامت قوات الحلفاءباحتلال المدينة، ولم تخرج منها إلا بعد بضعة سنين بعد إبرام معاهدة مع "مصطفى كمال أتاتورك" احتفظ بموجبها الأتراك بوطنهم الأم الذي سكنته قبائل التركمنذ القدم بما فيه مدينة إسطنبول.[46]
الجمهورية التركية
بعد قيام الجمهورية التركيةفي عام 1923نقل الرئيس "مصطفى كمال أتاتورك" مركز العاصمة إلى أنقرة، الأمر الذي أدى إلى ضعف الاهتمام بإسطنبول. إلا أن هذا الأمر عاد ليتغير في بداية عقد الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، حيث تغيرت بنية المدينة بشكل جذري، إذ تم شق وإنشاء العديد من الميادين والجادات والسبل، مثل "ميدان تقسيم"، في مختلف أنحاء المدينة؛ على حساب بعض المباني التاريخية في بعض الأحيان. وخلال الخمسينات هاجر العديد من الجاليات الرومانية إلى اليونانوانخفضت أيضًا وبشكل كبير الجاليات الأرمنيةواليهودية نتيجةً الهجرة الكثيفة. في عام 1960أرادت حكومة عدنان مندريستطوير البلاد فقامت ببناء العديد من المصانععلى أطراف المدينة والتي حفزت بالسبعيناتأهل الأناضولعلى الهجرة للعمل في هذه المصانع والعيش بالمدينة وأدى ذلك إلى ارتفاع هائل في نسبة الطلب على المساكن، الأمر الذي أدى إلى تطوير وضم الكثير من القرى والغابات المحيطة بالمدينة، إلى تجمعها الحضري. كان النزوح المكثف إلى المدينة، وما زال، يؤدي إلى نشوء العديد من المباني ذات البناء الرديء، وقد أظهرت إحدى الإحصائيات أن 65% من المباني بإسطنبول تُبنى بطريقة غير شرعية ودون أي تخطيط ملائم،[47]وقد أدى هذا الأمر إلى ازدياد قلق المسؤولين من الكوارث التي قد تقع جرّاء هذا الأمر، خصوصًا بعد أن تبين مدى الضرر الذي لحق بالأبنية جرّاء زلزال ازميت الذي وقع بتاريخ 17 أغسطسسنة 1999.[48] أصيبت المدينة ببعض الأضرار جرّاء الفيضانات بتاريخ 7 سبتمبرعام 2009.[49]
الجغرافيا
الموقع
صورة ساتلية لاسطنبول ومضيق البوسفورالذي يصل البحر الأسودشمالاً ببحر مرمرةجنوبًا.
تقع إسطنبول في شمال غرب إقليم مرمرة في تركيا، وهي تُقسم إلى قسمين يفصل بينهما مضيق البوسفور، الأمر الذي يجعل المدينة تقع على قارتينفي آن واحد، حيث يقع القسم الغربي منها في أوروبا، بينما يقع القسم الشرقي في آسيا. تشغل حدود المدينة مساحة 1,830.93 كيلومترًا مربعًا (707 أميال مربعة)، بينما تشغل منطقة التجمع الحضري، أو محافظة إسطنبول، مساحة 6,220 كيلومترًا مربعًا (2,402 ميل مربع).
المناخ
الثلج في إسطنبول شتاءً.
تتميز إسطنبول بمناخها المعتدل، على الرغم من وقوعها في منطقة تحوّل مناخي،[56]أي بين المناطق التي يسود فيها المناخ المحيطيوالمناطق التي يسود فيها المناخ المتوسطي. غالبًا ما يكون الصيفبإسطنبول حارًا ومستويات الرطوبة مرتفعة، وتصل درجات الحرارة في شهريّ يوليو وأغسطس إلى حوالي 28 °مئوية (82 °فهرنهايت). أما الشتاءفبارد ورطب وغالبًا ما تتساقط خلاله الثلوج، ويصل معدل درجات الحرارة في هذا الفصل إلى 5 °مئوية (41 °فهرنهايت). وفي الربيع الخريف يعتدل الطقس وتتساقط بعض الأمطار المتفرقة، إلا أن المناخ في هذه الفترة يبقى غير مستقر بعض الشيئ نهارًا، إذ من الممكن أن يتحول من بارد إلى دافئ بين يوم وآخر، أما الليالي فتكون باردة على الدوام إجمالاً.
دائمًا ما تكون نسبة الرطوبة بالمدينة مرتفعة، الأمر الذي يجعل المرء يشعر بأن الهواء ثقيل على النفس. تصل نسبة الرطوبة السنوية بإسطنبول إلى 72%، بما أنها تقع في ثاني أكثر المناطق رطوبةً في تركيا.[57][58] تصل نسبة المتساقطاتسنويًا إلى 843.9 مليمتر (33 إنشًا)،[59]ويبلغ عدد الأيام التي تهطل فيها الأمطار 152 يومًا.[58] يُعد الصيف أكثر مواسم السنة جفافًا، إلا أنه من الممكن أن يتخلله بعض الأيام الممطرة، وتكون الأمطار الصيفية متفرقة لكن غزيرة في أغلب الأحيان.
معالم المدينة
آيا صوفيا
شُيّد هذا المبنى بالأساس ليكون كاتدرائيةالبطريركية الأرثوذكسية، وعند الفتح الإسلاميتحوّل إلى مسجد، وعند قيام الجمهورية التركيةأصبح متحفًا. كان هذا المبنى كاتدرائية القسطنطينية في الفترة الممتدة بين عاميّ 360 و1453، يُستثنى منها السنوات الواقعة بين عاميّ 1204 و1261، عندما تحول إلى كاتدرائية الإمبراطورية اللاتينية. تحوّل إلى مسجد منذ 29 مايوسنة 1453حتى سنة 1934عندما أعلن الدستور التركي أن تركيا دولة علمانية، فتحول إلى متحفوما زال.[87]
مسجد السلطان أحمد
بُني هذا المسجد في الفترة الممتدة بين عاميّ 1609 و1616، خلال عهد السلطان "أحمد الأول". يُعرف أيضًا باسم المسجد الأزرق بسبب البلاط الأزرق الذي يُزين داخله. وهو كمعظم المساجد العثمانية يحوي قبر السلطان الذي أسسه بالإضافة لمدرسةوتكية. كان هذا المسجد يظهر على خلفية العملة الورقية التركيةمن فئة 500 ليرة، التي وُضعت بالتداول من سنة 1953حتى سنة 1976.[88]
مسلة تحتموس الثالث
كانت هذه المسلة موجودة في معبد الكرنكجنوب الصرحالسابع، حيث رفعها الفرعون "تحتموس الثالث" (1479–1425 ق.م). أمر الإمبراطور "قنسطانطيوس الثاني" بنقل هذه المسلة وواحدة أخرى عبر نهر النيلوصولاً إلى الإسكندريةعام 357، احتفالاً بذكرى توليه العرش منذ 20 سنة. بقيت هذه المسلة في الإسكندرية حتى سنة 390عندما أمر الإمبراطور "ثيودوسيوس الأول" (378-392) بنقلها إلى القسطنطينيةحيث رفعها في مضمار سباق المدينة.[89]
المسجد الجديد
يُعرف هذا المسجد أيضًا باسم "مسجد يني" و"مسجد والدة السلطان"، وهو يقع على مضيق القرن الذهبيجنوب جسر غلطة. أبتدئ بتشييد هذا المسجد سنة 1597، بعد أن أمرت ببنائه السلطانة "صفيّة" زوجة السلطان مراد الثالث، وكان مصصمه هو "داود آغا" تلميذ المهندس "سنان آغا" الشهير، وأكمله الرقيب "أحمد الغطاس" بعد وفاة داود سنة 1599. يُعد من أشهر معالم إسطنبول.
قصر الباب العالي
كان هذا القصر المقر الرئيسي للسلاطين العثمانيين طيلة ما يُقارب من 400 سنة،[90]من عام 1465حتى 1856. أبتدئ ببناء القصر عام 1459بأمر من السلطان محمد الفاتحبعد غزو القسطنطينية. يجذب القصر اليوم أعدادًا كبيرة من السياح، وهو يحوي بعض الأثار المقدسة الإسلامية، مثل عبائة النبي محمدوسيفه.[90] يُصنف القصر على أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التاريخية في إسطنبول، وقد أصبح موقعًا للتراث العالميفي سنة 1985، ووُصف على أنه من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي في الدولة العثمانية.[91]
متحف تشورا
كان هذا المبنى في الأساس إحدى أجمل الكنائس البيزنطية،[92]وفي القرن السادس عشرتحول إلى مسجد بناءً على أمر الصدر الأعظم "علي باشا"، ثم أصبح متحفًا في سنة 1948. تزين الفسيفساء والتصويرات الجصية سقف هذا المتحف وجميع جدرانه.
مسجد فتحيّة
كان هذا المسجد كنيسة بيزنطية أساسًا تحمل اسم كنيسة ثيوطوكس پاماكريستوس. وبعد دخول الإسلامإلى القسطنطينية، قام السلطان مراد الثالثبتحويلها إلى مسجد وأطلق عليها اسم "مسجد فتحيّة" احتفالاً بالفتح العثماني لجورجيا وأذربيجان. وقد قام المعماريون العثمانيون بإزالة بعض الجدران الداخلية لإفساح المجال للمصلين وعدم إزعاجهم. وفي سنة 1949تم تحويل المصلى المسيحي الأساسي إلى متحف وبقي المبنى الرئيسي مسجدًا.[93]
جسر البوسفور
يُسمى هذا الجسر أيضًا بجسر البوسفور الأول، وهو أحد الجسرين الذين يصلان أوروبا بآسيا. يبلغ طوله 1,510 أمتار (4,954 قدمًا)، ويصل عرض سطحه إلى 39 مترًا (128 قدمًا). تصل المسافة بين برجيه إلى 1,074 مترًا (3,524 قدمًا) ويبلغ ارتفاعهما 105 أمتار (344 قدمًا)، أما المسافة بين البحروالجسر فتصل إلى 64 مترًا (210 أقدام). حصل هذا الجسر على المركز الرابع بين أطول الجسور المعلقةفي العالم عند اكتماله في سنة 1973، وكان أطول الجسور خارج الولايات المتحدة. أما اليوم فهو يقبع في المركز السادس عشر بين تلك الجسور.
قصر السلاطين
قصر السلاطين أو قصر دولما بهجة، هو مقر السلاطين العثمانيين من سنة 1856حتى سنة 1922، باستثناء الأعوام الممتدة من سنة 1889حتى سنة 1909عندما كان هذا اللقب لقصر يلدز. تم بناء هذا القصر بناءً على أمر السلطان "عبد المجيد الأول"، وقام بأعمال البناء "الحاج سعيد آغا"، بينما قام بالتصميم المهندس "گربات باليان" وولده "نيگوغايوس باليان" و"إيفانيس كلفا". كلّف تشييد القصر 5 ملايين ليرة عثمانية مجيدية، أي ما يقارب 35 طن من الذهب.[94]
برج غلطة
برج غلطة هو برج حجري يعود للقرون الوسطى، موجود في ناحية غلطة من إسطنبول، شمال مضيق القرن الذهبي. بنى الجنويونهذا البرج عام 1348في مستعمرتهم بالقرب من القسطنطينية. يبلغ ارتفاع البرج 66.90 مترًا كاملةً، و 62.59 مترًا دون احتساب طول العمود المزخرف على سطحه، الذي يصل في طوله إلى 51.65 مترًا. كان هذا البرج أطول مباني المدينة عندما تم تشييده، فقد وصل ارتفاعه إلى ارتفاع مبنى بتسع طبقات، وهو ارتفاع شاهق مقارنة بمباني ذلك الزمان. يصل القطر الخارجي للبرج إلى 16.45 مترًا عند القاعدة، و 8.95 مترًا في الداخل، وتصل سماكة الجدران إلى 3.75 مترًا.
مسجد أورطاكوي
يُعرف هذا المسجد أيضًا باسم المسجد المجيدي، تيمنًا بالسلطان "عبد المجيد الأول"، الذي أمر ببناءه مكان المسجد الأصلي، في الفترة الممتدة بين عاميّ 1854 و1856. صُمم المسجد بواسطة المهندسين "گربات باليان" وولده "نيگوغايوس باليان"، وتم تشييده على نمط الباروكيه الجديد. وفي هذا المسجد عدد من التخطيطات الإسلامية التي كتبها السلطان عبد المجيد بنفسه.
قلعة روملي حصار
تقع هذه القلعة على تلة في الجانب الأوروبي من البوسفور، وقد أمر ببنائها السلطان "محمد الفاتح" في الفترة الممتدة بين سنتيّ 1451 و1452، لمحاصرة القسطنطينيةتمهيدًا لفتحها. سُميت أبراجها الضخمة الثلاثة تيمنًا بوزراء السلطان في ذلك الوقت: الصدر الأعظم "خليل باشا" الذي بنى البرج الكبير إلى جانب البوابة، "زغانوس باشا" الذي بنى البرج الجنوبي، و"ساريكا باشا" الذي بنى البرج الشمالي.
جسر السلطان محمد الفاتح
يُعرف أيضًا بجسر البوسفور الثاني، وقد تم تسميته تيمنًا بالسلطان محمد الفاتح. يصل طول الجسر إلى 1,510 أمتار، ويبلغ عرضه 39 مترًا. تصل المسافة بين برجيه إلى 1,090 مترًا، ويبلغ ارتفاعهما 105 أمتار. أما المسافة بينه وبين البحرفتصل إلى 64 مترًا. احتل هذا الجسر المركز السادس في قائمة أطول الجسور المعلقةفي العالم عندما تم افتتاحه سنة 1988، وحاليًا فهو يحتل المركز الخامس عشر في القائمة الأخيرة.
قصر كجكسو
يقع هذا القصر الصغير على الجانب الآسيوي من البوسفور، في ناحية "باي كوز" بين قلعة أناضول حصار وجسر السلطان محمد الفاتح. كان السلاطين العثمانيينيقيمون في هذا القصر لفترات قصيرة خلال تجوالهم في البلاد ورحلات صيدهم.
قناة الصقر الرمادي
كانت هذه القناة مصدر تأمين المياه الأساسي للقسطنطينية في القرون الوسطى، وقد رُممت عدد من المرات على يد الكثير من السلاطين العثمانيين بعد أن لحقت بها أضرار متعددة جراء التآكل عبر الزمن. يبلغ طول القسم الباقي منها 921 مترًا، أي أقل بحوالي 50 مترًا من طولها الأساسي.[95]
قصر سيد الأسياد
يقع هذا القصر على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور، وقد بُني بأمر من السلطان "عبد العزيز الأول" (1830–1876) ليكون مقرًا صيفيًا له وللسلاطين الذين يلوه، ومركزًا ترفيهيًا للمسؤولين العثمانيين والأجانب القادمين إلى تلك الأنحاء من البلاد. شُرع ببناء القصر سنة 1861واكتمل في عام 1865على يد المهندس "سركيس باليان".[96]
قصر يلدز
بُني هذا القصر عام 1880، وكان مقرًا للسلطان "عبد الحميد الثاني" وحاشيته. القصر عبارة عن مجمع من البيوت الصغيرة ودور متعددة كان السلاطين العثمانيينيلجأون إليها للابتعاد عن مشاكل الحكم وهمومه وللاستراحة من متاعب العمل بين الحين والأخر. كانت المنطقة التي بُني فيها القصر مليئة بالأحراج،[97][98]وقد اشتراها السلطان "أحمد الأول" (1603-1617) وأنشأ فيها أول دار للاستجمام، وقلّده بذلك السلاطين اللاحقين.
إسطنبول الرسمية
"قادر طوباش" هو المحافظ الحالي لمدينة إسطنبول،[99]أما حاكم المحافظة فهو "معمّر گولر".[100] وإسطنبول مدينة تشريعية، تجري فيها الانتخابات البلدية على أساس حزبي، والمجلس البلدي هو المسؤول عن إصدار جميع القرارات المتعلقة بتنظيم المدينة من مختلف النواحي.[101]
يتكون مجلس البلدية الحضرية من ثلاثة أعضاء رئيسيين: (1) محافظ المنطقة الحضرية، الذي يُنتخب مرة كل 5 سنوات، (2) المجلس البلدي، وهو الهيئة التي تُصدر القرارات إلى جانب المحافظ والمخاتير وخُمس أعضاء مجالس النواحي، (3) اللجنة التنفيذية الحضرية. كذلك هناك 3 سلطات محلية: (1) البلديات، (2) مجالس الإدارة المحلية الخاصة، (3) مجالس الإدارة القروية. تُعتبر البلديات أهم تلك السلطات المحلية حاليًا بسبب ارتفاع نسبة التحضر في المناطق المحيطة بالمدينة.
يقع دار البلدية للمدينة في منطقة ساراشأني بحي الفاتح، وقد شُرع في بناءه بتاريخ 17 ديسمبرسنة 1953، واكتمل إنشاؤه وافتتح بتاريخ 26 مايوسنة 1960، ومن المقرر أن يتم هدمه في القريب العاجل واستبداله بمبنى آخر من تصميم شركة "أرولات للهندسة المعمارية".[102]
دار بلدية إسطنبول.
السكان
تتكون إسطنبول من 39 منطقة أو ناحية يسكنها عدد كبير من الناس جرّاء النزوح التاريخي المكثف نحو المدينة، وبسبب توسعها وضمها للقرى والبلدات المجاورة منذ أوائل النصف الثاني للقرن العشرين. وفي عام 2009قام المعهد الإحصائي التركي (TÜİK) بإحصاء عدد سكان المدينة وفق كل ناحية وقرية، فتبين أن مجموع سكان المدينة يصل إلى 12,915,158 نسمة، منهم 12.78296 شخص يسكون الضواحي و 132.198 نسمة أخرى في البلدات والقرى المحيطة بالمدينة.[103] وبهذا فإن عدد سكان المدينة يكون قد ارتفع منذ أخر إحصاء تمّ في عام 2007، عندما وصل إلى 11,372,613 نسمة.[104]
تبين من خلال إحصاء عدد سكان المدينة عدد الناس القاطنين في كل ناحية من نواحيها، وظهر أن أكثر تلك النواحي اكتظاظًا بالسكان هي "باغشيلار" وأقلها سكانًا هي "جزر الأمراء"
عملة تركيا
1 ليرة تركية
=
0.470378 ﺩﻭﻻﺭ أمريكي
1 ريال السعودي = 0.5667 ليرا تركيا 
1 ليرا تركيا = 1.7646 ريال السعودي