أسئلة من بعض بائعي السيارات
فضيلة الشيخ :
محمد بن صالح العثيمين
س 1 : ذهبت إلى أحد باعة السيارات بالتقسيط فلم أجد عنده سيارة تناسبني، فقال لي: اذهب إلى أي معرض سيارات واختر ما يناسبك وتعالى ونحن ندفع قيمتها ونسجلها عليك بالأقساط علماً أن السيارة لم تدخل في حوزة المقسط أفتونا عن هذه المسألة جزاكم الله خيرًا ؟
ج 1 : هذه المسألة محرّمة لأنها حيلة على الربا ، فكأنه قال : أقرضك قيمتها بالفائدة التي يتفقان عليها ، والحيل لا تحلل ما حرم الله عز وجل ، بل لا تزيده إلا قبحًا وفسادًا . قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل . ولأن الحيل على المحرم مخادعة لله عز وجل .
س 2 : في بعض الأحيان أزيد في ثمن السيارة وأنا لا أريدها ولكن أقصدها من ذلك شيئًا آخر هل يجوز ذلك أفتونا جزاكم الله خيرًا ؟
ج 2 : ما هو الشيء الآخر الذي تريد إذا كنت تزيد فيها لأنك رأيتها رخيصة فلما علت قيمتها تركتها فهذا لا بأس به.
أما إذا كنت تريد الإضرار بالمشترين أو تريد نفع البائع فهذا حرام لأنه من النجش الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
س 3 : معي سيارة أريد أن أبيعها وصرت أمدحها وأحلف بالله أنها جيدة وأختلق أعذارًا لسبب بيعها وكل هذا غير صحيح هل يجوز ذلك أفتونا جزاكم الله خيرًا ؟
ج 3 : هذا لا يجوز بل هو من الغش الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا , إذا كنت تعلم أن فيها عيبًا وجحدته وكذلك إذا وصفتها بما ليس فيها من صفات الكمال فذلك يعتبر من التدليس الذي نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله لا تصر الإبل والغنم والواجب أن تبين ما فيها من العيوب التي تعلمها وأن لا تصفها بما ليس فيها ورزق قليل حلال خير من كثير حرام .
ولأنك إذا حلفت كاذبًا كانت يمينًا غموسًا لأنك تقطع بها مال امرئ مسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن اليمين الغموس من كبائر الذنوب وثبت عنه أنه قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم فسئل عنهم فقال : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب .
س 4 : رأيت شخصا يريد أن يبيع سيارة وهو جاهل بالسوق والأسعار ومعه سيارة جيدة فزدت في ثمنها واشتريتها حالًا فلما خرجنا من السوق لكي أجربها قلت له السيارة فيها كذا وكذا وأريد أن تخفض من سعرها حتى أشتريها علمًا بأن هذا قصدي من البداية وليس في السيارة عيوب وهدفي إبعاد الزبائن عنها لئلا يتنافسون عليها أفتونا عن هذه الطريقة جزاكم الله خيرًا؟
ج 4 : هذا يا أخي لا يحتاج إلى فتوى هذا لا شك في تحريمه ولا يشتبه على أحد لأنك خدعته وكذبت عليه فاتق الله في نفسك ولا تجعل الدنيا أكبر همك واحرص على أن يكون مطعمك حلالًا ومشربك حلالًا وملبسك حلالًا فإن من كان مطعمه ومشربه وملبسه حرامًا كان حريًّا أن لا تجاب دعوته إذا دعا ربه .
س 5 : عندي سيارة أريد أن أبيعها وكان عداد الكيلو يدل على أنها سارت كثيرًا فعمدت إلى حيلة وأنقصت العداد حتى يتوهم المشتري بذلك أفتونا عن هذه الطريقة جزاكم الله خيرًا ؟
ج 5 : هذا حرام لأنه من التدليس وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه .
س 6 : رأيت شخصًا يريد أن يبيع سيارة جيدة وقد اجتمع الناس حوله وقد عرفت بالخبرة فسألته عنها فقال لي سيمت بكذا فقلت له عجيب لا تساوي هذا السعر وقصدي من هذا أن أفرق الناس من حولها وأقلل من شأنها في أعين المشترين ثم أشتريها بأقل أفتونا عن ذلك جزاكم الله خيرًا ؟
ج 6 : هذا حرام من عدة أوجه أو أكثر لأنك كذبت حين قلت لا تساوي هذا السعر مع أنها تساويه ولأنك ظلمت الناس الذين لهم فيها إرادة وظلمت أخاك الذي باعها وواحد من هذه الأشياء يوجب تحريم هذه المعاملة .
س 7 : معي سيارة أريد أن أبيعها وأعلم أن بها خلل خفي فسألني الذي يريد أن يشتريها هل تعلم بها شيئًا قلت هذه السيارة أمامك جربها إن أردتها ولم أخبره بشيء عنها فما رأيكم بذلك أفتونا جزاكم الله خيرًا ؟
ج 7 : رأينا أن هذا حرام ولا يجوز والواجب عليك أن تبين العيب وإذا قدر الله لك شيئًا أدركته وأما السكوت عن العيب وعدم بيانه فهذا حرا م ولا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا وقوله في المتبايعين إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما .
س 8 : بعض باعة السيارات يتساهلون بالكذب ولا يرون أن الصدق واجب في البيع وفي الشراء وقد يحلفون بالله كذبًا دفعهم إلى هذا حب الكسب الوفير فبماذا تنصحوهم جزاكم الله خيرًا ؟
ج 8 :ننصحهم بأن يتوبوا إلى الله عزّ وجل وأن يكونوا من الصادقين مع الله تعالى ومع عباد الله فإن الصدق يهدي إلى الجنة ونحذرهم من الكذب لاسيما الكذب المتضمن لليمين الكاذبة وأكل أموال الناس بالباطل فقد قال عليه الصلاة والسلام الكذب منفقة للسلعة ممحقة للكسب حذر النبي علية الصلاة والسلام من أن يحلف الإنسان على سلعته وهو كاذب . فقال : من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وعليه غضبان .
س 9 : سماحة الشيخ هل يجوز أن أعلن للجميع أن من يشتري من عندي سيارة يحصل على رقم ولمدة محدودة وبعدها يُجعل سحب على هذه الأرقام فالذي يُسحب رقمه يحصل على جائزة قيمة وبذلك أُرغب في بضاعتي ويكثر زبائني أفتونا عن هذه الطريقة جزاكم الله خيرًا ؟
ج 9 :هذا لا يجوز لأنه إما قمار أو شيبه به والله تعالى أعلم يقول الله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (المائدة : 90 ) . والميسر هو القمار الذي يكون الداخل فيه بين غانم وغارم.
س 10 : عندي سيارة أريد بيعها وفيها عيب لا يرى بالعين فهل يجوز أن أعمل طريقة تخفي هذا العيب بحيث لا يمكن أن يكتشفه أحد أفتونا جزاكم الله خيرًا ؟
ج 10 : لا يجوز لإنسان أو أحد أن يبيع سلعة سيارة أو غيرها وفيها عيب خفي حتى يبينه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في المتبايعين إن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما . ولقوله عليه الصلاة والسلام من غش فليس منا .
س 11 : سماحة الشيخ هل يجوز إذا رأيت أحد المشترين يرغب أن يشتري سيارة وهو في غير محلي أن أقول له عندي أحسن منها فتعال معي لتراها أفتونا جزاكم الله خيرًا ؟
ج 11 :لا يجوز إذا رأيت شخصًا يريد أن يشتري سلعة من شخص سواء كانت سيارة أم غيرها أن تقول له عندي أحسن منها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع الرجل على بيع أخيه وأن يسوم على سومه أما إذا لم يتفق مع صاحب السيارة ولم يحصل مساومة بينهما فالأمر راجع إليك مع أن عدم التعرض له أولى .
س 12 : يلاحظ في الحراج على السيارات أن الدلّال يذكر عيوبًا كثيرة في السيارة وهي ليست بصحيحة ويهدف من وراء ذلك إلى إخفاء العيوب الحقيقية في السيارة تحت هذه العيوب الوهمية المعلن عنها وليس للمشتري في عرفهم حق الرجوع ولو مع وجود البائع فهل يجب عليّ أن أوضح عيوب سيارتي الحقيقية أثناء الحراج مع ملاحظة أن الدلّال لا يذكر العيوب الوهمية إلا بعد البيع وتسليم العربون ولا يمكن للمشتري فحص السيارة بل ولا يسمح له بذلك أفتونا عن هذه الطريقة التي تتبع كل مزاد سيارات . جزاكم الله خيرًا.
ج 12 : البائع إذا كان يعلم أن في السيارة عيبًا بيّنًا ولكنه يخفيه بذكر عيوب كثيرة وهمية فإن هذه الطريقة محرمة لأنها غش ظاهر ولا يجوز للإنسان أيضًا أن يقول للمشتري أبرئني من العيوب التي تجدها فيها وهو يعلم أن فيها عيبًا معينًا لم يذكره أما إذا كان لا يدري عنها مثل أن يكون قد اشتراها وباعها قبل أن يعلم ما فيها من العيوب فلا حرج عيه حينئذٍ أن يقول أبرئني من كل عيوب تجده فيها فإذا أبرأه فلا بأس ولا حق للمشتري حينئذ في الرجوع لو وجد عيبًا وخلاصة الجواب أن من علم عيبًا في سيارته أو غيرها مما يبيعه فإن الواجب عليه تبيينه للمشتري ولا يحل له أن يخفيه بأي أسلوب كان وإذا تم البيع والبائع قد أخفى العيب فإن للمشتري حق الر جوع ما دام البائع كتم العيب وهو عالم به أما إذا كان جاهلًا بالعيب وشرط على المشتري أن يبرئه من كل عيب يجده فهذا جائز ولا حق للمشتري في الرجوع حينئذ .
س 13 : سماحة الشيخ ما هي نصيحتكم للباعة عمومًا وحبذا لو أوضحتم الغرض بين أكل الكسب الحلال وأكل الكسب الحرام الذي هو سحت والعياذ بالله جزاكم الله خيرًا ونفع الله بعلمكم ؟
ج 13 : نصيحتي للباعة عمومًا أن يتقوا الله عز وجل وأن تكون معاملتهم بالصدق والبيان والصدق بما يتكلمون به عن السلعة من الأوصاف المرغوبة والبيان فيما يكون من العيوب في السلع حتى يبارك لهم في عيوبهم وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتي إليه .
وثبت عنه قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه فإذا كان الإنسان يكره أن يعامله أحد من غير أن يبين له فكيف يكره ذلك لنفسه ويرضاه لغيره .
نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين الهداية والنصح لعباد الله إنه جواد كريم .
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد .
|
 |
رد مع اقتباس
