(عودي إلي)
عودي إليَّ كفاكِ هجرًا فارجعــي
مـــا عُدتُ محتملاً غزارةَ أدمعي
إني ببابِكِ قد وقفتُ مطـــالـــِبًــا
بالقربِ منكِ ألا فــقومي واسمعي
عذَّبتِني وقسوتِ ثمَّ تـــــركتِنــي
وهجرتني وبرغمها لم تـــقـنَـعي
عودي إليَّ كـــفــاكِ بُعْدًا إننــي
أرجو اللقاءَ وزادَ فيه تَضـــــرُّعي
والدمعُ سالَ على الخدودِ صبابـةً
يشتاقُ والفُرقى تُــمَــــزِّقُ أضلُعي
وأَبِيتُ أشكو للوسادةِ بُـــعْــــدَكِ
ويؤرِّقُ العينَ الفراقُ ومضـــــجعي
ويزورُ طيْفُكِ كُلَّ ليلٍ مُـــقْــــلَتي
وأراكِ في حلمي ولو لم أهـــــجعِ
وأذوبُ مثلَ الثلجِ من ألمــــي وفي
قلبي لهيبٌ من فراقٍ موجِـــــــعِ
بينٌ فــحزنٌ وانــقــطاعٌ فــالتياعْ
ويـــلٌ لـقـلبي من أولاءِ الأربَــــعِ
يامن نَقَشْتُ على الجوارِحِ إسمها
إني لمـــــشتاقٌ ولَـــســتُ بِمُدَّعي
فلقد عشقتُ العشقَ حينَ عشقتكِ
ثمَّ انطوى عن قلبي غيرَ مُـــوَدِّعي
ولقد ملأتُ بحبِّكِ القلبَ الـــذي
يــهــواكِ ثُمَّ تَـــرَكْـــتِهِ كــالبلْقَعِ
ماذا أقولُ وكلُّ حرفٍ مـــدبــــرٌ
عني وليسَ الشعرُ يدرِكُ مـــدمَعي
وأنا الذي أعيَتْ حُروفُ قصائدي
كُلَّ القصــائدِ والـــكــــلامِ المُسْمَعِ
ونَظَمتُ في حبي لكِ الشعرَ الـذي
فاقتْ بلاغَتُهُ قصيدَ الأصـــمَــــعِي
ها قد عييتُ عن الكتابةِ عن هوىً
لمْ يبقَ منهُ سوى فــــؤادٍ مـــــولَعِ
بقلم : محمد صبحي غيث
من ديوان
حسناءُ من بين الحسانْ