وَقَـفَـتْ تنوحُ ومابها صـبْـرُ=وأمامها دربُ المـنى قـفـْـرُ
وتَنازَعَتْها في الدُّجى حُرَقٌ= فكأنَّما هي في الحَشا جَـمْـرُ
غَيْداءُ مثل البدر تحجبُهُ=سُحُبٌ يضيقُ بوصفها الفِـكْـرُ
لهفي عليها وهْيَ واقفةٌ= تسْتَرْجِعُ الذِّكْرى فتَصْـفَـرُّ
تَـئِـدُ الجراحُ فؤادَها سحَرًا= لا الليلُ يُحْيِيها ولا الفـجْـرُ
تبكي الأحبةَ بعدما رقدوا= وشفاهُهُم بالحبِّ تَـفْـتَـرُّ
حتى رأتني فانثنتْ خجلا= ودموعُها يجري بها الكِـبْرُ
ورَنَتْ إلى الآفاقِ صارخةً=ماعاد يكتمُ حزنَها الصدْرُ
قالتْ وفي وجناتها أثرٌ = للدمعِ يعذُبُ عنده البحرُ
أنا جنَّةُ الدنيا ورَوْنقُها = وجمالها الأخَّاذُ.. والعطرُ
شمسُ الضحى وجهي ..وفي عنقي= بدرُ التَّمام .. وفي يدي الزَّهْرُ
وعلى شعاعِ مفاتني رقصتْ = زُهْرُ النجوم.. وسبَّحَ البدرُ
ونوارسي بالحب تسحر مَنْ= بالشاطئ الفتَّان قد مرُّوا
أنا فوق صدرِ الأرض لؤلؤةٌ=أصدافيَ الياقوتُ والتِّـبْـرُ
واليوم أرسل قُبْلتي فأرى = وجهَ الحبيبِ هناكَ يََزْوَرُّ؟!!
أتراه لمْ يظفرْ بعاشقِهِ= أمْ أنهُ في الحبِّ يغْـتَرُّ؟!!
آهٍ.... بلى ..مازال مؤتلقًا= لكنَّ كفَّ الليل تجْـتَـرُّ
لم يرحموا نوري فأطْفأَهُ= حقدٌ يمجُّ رياحَهُ الغـدرُ
كانتْ ثمار الكَرْمِ يانعةً= كانت ... وكان الصدق والبِرُّ
كانت قلوبُ الناس طاهرةً= لا الزيفُ يعرفها ولا المَكْرُ
كانت... وأطلق خاطري صورًا= لم يرْوِها بحرٌ ولا نهْرُ
أتنالُ إسرائيلُ ماطلبتْ= ولإخوتي التَّشْريدُ والقهْرُ؟!
وعلى الموائدِ أبطُنٌ بَشِمَتْ = والجائعون هناكَ لا حَصْرُ؟!
وغبارُ مؤتمراتنا انطلقتْ= ذَرَّاتُهُ في الأفْقِ تَحْمَرُّ!
يتلو السلامَ مُخادعٌ لَبِقٌ= واللاجئون دموعُهمْ قَطْـرُ!
والخاطبون لودِّنا كُثُرٌ = لكنَّهم عند الوغى صِفْـرُ!
وعلى مجالسِ أمْنِهِمْ رَقَدَتْ= أوراقُنا .. وتثاءبَ الحِبْـرُ!
وكأنَّما بُلْدانُنا سِلَعٌ = خُتِمَتْ وعُلِّقَ فوقها السِّعْرُ!
أوَّاه يا أُخْتاهُ من زمنٍ = الهِرُّ في ميزانِهِ نِمْـرُ
أَوَهكذا يلهو العدوُّ بنا = لا خالدٌ فينا ولا عَمْرُو؟!
وجِهادُنا شَجْبٌ وتعْزِيَةٌ = وقصيدةٌ جَوْفاءُ أونَـثْـرُ
"لبْنانُ" ياجُرْحَ الإباءِ قِــفِــي = فعلى يدَيْكِ سيَنْبُتُ النَّصْرُ
واسْتَعْصِمي بالله لا تَــهِــنِـي = ما خابَ مَنْ للهِ يَضْطَرُّ
زرعوا العداءَ لنا وكلُّ يَـدٍ = لا تَسْتَقيمُ... مصيرُها الـبَـتْـرُ