لقد جرت العادة عند الأجداد أنهم يحبون السفروالتنقل من مكان إلى مكان آخروقد كان الأجداد يفضلون الليالي المظلمة في سفرهم وتنقلاتهم إما مشيا على الأقدام أويركبون الإبل أوالحمير-أكرمكم الله-غيرمبالين بأخطار الطريق أثناء سفرهم وتنقلاتهم بحثا عن قضاء حوائجهم ومستلزماتهم الضرورية التي تتعلق بحياتهم المعيشية.
إلا أنه أحياناقد تصادف الأجداد بعض المواقف التي تثير الرعب في النفوس فتحتاج منهم إلى شجاعة لكي تقف في وجه هذه المواقف الحرجة ومن ثم تبطل مفعولها وكلنا نعرف عن مدى شجاعة الأجداد فهم أناس لايعرفون الخوف وقد كانت لهم مواقف كثيرة تثبت شجاعتهم ورجولتهم وقد رويت لنا بعض من تلك المواقف البطولية.
فهناك أكثر من قصة قدرويت لنا عن الأجداد تثبت شجاعتهم وحسن تصرفاتهم مع بعض المواقف التي تستدعي الرجولة كالتخلص من الحيوات المفترسة التي تحاول افتراسهم في الطرقات أثناء سفرهم وتنقلاتهم في الليالي المظلمة ولست الآن بصدد الحديث عن ذكربعض مواقف الأجداد مع الحيوانات المفترسة كالذئاب وغيرها ربماالحديث قديطول.
وإنما سوف أسلط الضوء في هذه العجالة بالحديث عن بعض مواقف الأجداد مع الجن التي تصادفهم ليلا أثناء سفرهم وكيف كان الأجداد يتخلصون من هذه الظاهرة التي تستدعي منهم الشجاعة والرجولة وهي خروج الجن عليهم ليلا متمثلين بأشكال مختلفة؟
لقد سمع عن الأجداد مقولة تقول:أن الجن لم تظهرفي الليل إلا على الرجل الشجاع وأظن بأن هذه المقولة كانت في محلها وقد ورد أكثر من مسمى للجن باللهجة المحلية واعترف بهاقاموس الأجداد اللهجي ومنها على سبيل المثال "التهوال"و"أبومشعل" وسمى أبومشعل لأن الجني يظهر على هيئة نار مشتعلة في أعلى الشجرة ثم تنتقل النار إلى شجرة أخرى وهكذا حتى يظل الإنسان الطريق يعني يصاب ب"عومة".
أماإذا ظهر الجني متمثلا في صورة إنسان شكله غريب أوفي صورة حيوان ففي هذه الحالة يستطيع الإنسان أن يقف أمام الجني ثم يحاكيه ببعض العبارات فيرد عليه الجني بالمثل وسرعان ماينتهي الأمربينهما فيختفي الجني ويسري الإنسان في حال سبيله ولاضرر ولاضرار.. فياترى:ماهذه العبارات التي كانت متبادلة بين الإنسان والجني ؟
لقد حكى لنا أحد كبار السن قصة لموقف حصل له مع جني حيث قال :كان في ليلة من الليالي المظلمة كنت أمشي في الطريق أريد قرية مجاورة لقريتي وكانت الطريق تمر في عاصب من الأشجار فحسيت بشيء غريب في جسمي وقشعر شعررأسي فإذا بجني على هيئةجمل كبير معترض الطريق يحاول أن يمنعني من المرور فاقتربت من الجمل ثم قلت:"أعوذ بالله من تهاويل الليل" فمريت بين رجلي الجمل ويديه فرد الجني المتمثل في صورة جمل "أعوذ بالله من صناديخ الرجالي" ثم سريت في حال سبيلي.
قديسأل سائل ماالهدف من ظهورالجن على الإنسان ليلا في الطرقات؟وهل تسبب الجن أذي للإنسان في هذه الحالة كما عرفناه عن الجن مع بني الإنسان؟..لقد خلق سميناه ..أقصد لقد سأل سائل أجبناه ..
ماأظن بأن هناك مخاطر تجلبها الجن للإنسان عندما تظهر عليه ليلا غير أن هناك نوع من الجن تحاول أن ترغل الإنسان لكي تقلل من شجاعته ولكن الإنسان يصمد ويثبت أنه شجاع أمام الجن فلايستطيع الجني أن يتغلب على الإنسان مهما حاول الجني أن يظهر متمثلا بعدة صور مخيفة إلا في حالة واحدة فقد يتغلب الجني على الإنسان وذلك عندما يظهر الجني بعيدا عن الإنسان متمثلا في صورة نار ملتهبة تنتقل هذه النار من شجرة إلى شجرة أخرى وهذا النوع من الجن الذي يتمثل في صورة نار يسمى عند الأجداد "أبومشعل"فمجرد مايرى الإنسان النار في ظلمة الليل ثم يتابعها وهي تنتقل من شجرة إلى أخرى فإن الإنسان في هذه الحالة يصاب بعومة أي يظل طريقه فيسري يهرع امخبت طول امليل في غير حسه مايدري يان جهة الشام من جهة اليمن حتى تشرق امشمس وبعدين يعرف امطريق.
ولكن الأجداد لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الظاهرة فقد اخترعوا طريقة تفك طلاسم هذه العومة التي تسببها الجن للإنسان .
ياترى:
ماهذه الطريقة؟
بطاقة شحن للإجابة الصحيحة..
دمتم بخير.