حديث ورد ضعيف مرة وصحيح مرة ، فهل يُعمل به أم يُترك ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يمتعكم بطول العمر في طاعة ، وأن يبارك في أيامكم وأوقاتكم وأعماركم إنه ولي ذلك والقادر عليه
أما بعد


أحببت السؤال بخصوص حديث أشكل عليّ إن كان يُعمل به أو لا يُعمل به
وذلك بسبب أنني حين بحثت عن تخريجه ، وجدت البعض يُضعّفه ، والبعض يُصححه .. حتى أصبحت في حيرة .. ولا أعلم في حال اجتمع تضعيف وتصحيح لعمل واحد _ فبأي القولين نأخذ ؟

والحديث الصحيح هو :
من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين ، و من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين ، أو كتب من القانتين . من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين ، و من صلى في ليلة بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
خلاصة حكم المحدث: صحيح

والحديث الآخر المضعف :
من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة ، ومن قرأ مئتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ أربعمئة آية كتب من العابدين ، ومن قرأ خمسمئة آية كتب من الحافظين ومن قرأ ستمئة آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثمانمئة آيه كتب من المخبتين ، ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار ، والقنطار ألف ومئتا أوقية ، والأوقية خير مما بين السماء والأرض - أو قال خير مما طلعت عليه الشمس - ومن قرأ ألفي آية كان من الموجبين
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب -
خلاصة حكم المحدث: ضعيف جداً

فعند قراءة عدد من الآيات بنية أن نكون مثلاً من القانتين ، هل يكون هذا موافقاً للسنة أم لا مع تفاوت درجات الحديث الدال على ذلك .. ؟!

وجزاكم الله خيراً


.............................
إختلاف العلماء في التصحيح والتضعيف قديم ، فعلى طالب العلم القادر على البحث والسبر عدم التقليد بل اتباع الحجة ؛ فمن وجد معه الحجة ـــ في تصحيحه أو تضعيفه ـــ اتبعه على قوله .
ومن لم يكن أهلاً لهذه المسالك فإنه يقلّد فيها من يغلب على ظنه أنه أعلم بهذا الفن .
ولا حرج عليه بعد ذلك فيما أخطأ فيه العالم في تصحيحه أو تضعيفه .

وأما سؤالكم : فعند قراءة عدد من الآيات بنية أن نكون مثلاً من القانتين ، هل يكون هذا موافقاً للسنة أم لا ؟!
فالجواب : نعم هو موافق للسنة بلا ريب ، لأن ( قصد ) النبي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي من ذكر فضائل الأعمال هو حث الناس على فعلها لتحصيل أجرها ، والأعمال بالنيّات ، وهذه هي ( النية ) التي سألتم عنها .

تنبيه : لعله أشكل عليكم تصحيح الشيخ الألباني للحديث الأول وتضعيفه للحديث الثاني رغم تقاربهما ، فقلتم : وجدت البعض يُضعّفه ، والبعض يُصححه .. حتى أصبحت في حيرة .
والجواب : أن تقارب حديثين لا يعني أنهما قد صارا حديثًا واحدًا ، ثم هما في الحقيقة مختلفان في كثير من الفقرات ، وعندئذٍ لا إشكال ولا حيرة .
فإن كنتم قصدتم غيرهما فجوابه ما أسلفتُه أولاً .


والله تعالى أعلم .