السلام عليكم ورحمة الله

برد و رياح رعود وأمطار ثلوج و برد
أدوار منتظمة تؤدى بحكمة وقدرة قادر .
فتتبارك الله أحسن الخالقين
لفصل الشتاء نكهة خاصة وذكريات جميلات
تلتف الأسرة حول مدفأة لتتدفأ معها مشاعرنا الأسرية
فتخيم السعادة والصفاء أجواء الدار
نحتسي سويا شوربة شاي حتى يداعب النعاس
أجفاننا فنحمل لأَسرتناونلتحف لحافا كأنه قطع قطن
نسبح عليها في عالم الأحلام الوردية
نستفيق بين الفينة والأخرى على صوت
الرعود و حبات البَرَدْ تطرق نوافذنا
نتمسك أكثر باللحاف ليحلو الليل الطويل
وهناك نور خافت لمدفأة تنير أركان
الدار فتعطيه إشعاعا رائعا
يبزغ الفجر وتشرق الشمس
ليطلع النهار ونستفيق من نوم الملوك والسلاطين
من على فراش وثير
فلنبس خفين من قطن أو صوف لتتدفأ الأقدام الناعمة
نفتح حنفية الماء فيسيل منها ماء دافئ يزيد من نعومة أيدينا
نجتمع على مائدة الإفطار و عليها ما لذ وطاب
حليب دافئ ’و حلويات معجنات فطائر
نجهز حالنا ونلبس معاطفنا ونحمل
محافظنا لنتجه صوب مدارسنا
ونحن نشعر سعادة غامرة
تنتعش لها النفس
وفي زاوية اخرى
هناك من يرتجف بردا متمسكا بمعطفه المرقع
حذاءه المهترئ لا يكاد يحمي أقدامه المتجمدة من البرد
أسنانه تصطك فتكاد تسمع لها صوت
يذهب لمدرسته و يخرج كتابه ويتابع الدرس متناسيا
الجوع والبرد يشق مصاعب الحياة لنيل أعلى الدرجات
علَّه يحقق بها جملة من الأمنيات
فهو من النجباء الطامحين للمعالي لأنه يحمل هدف
علّه يخرج أسرته من دائرة الفقر والفاقة والبؤس
علّه يسكنهم في بيت جدرانه
من أجر وإسمنت و سقفه من قرميد
علّه يفتح حنفية ماء وبها ماء ساخن
أو ينام على فراش من حرير
أو يجتمع مع أسرته على مائدة
الشاي والإفطار أو العشاء ونور المدفأة يبهج الأرواح
ليشعر بما يشعر به الأغنياء
إليكم يا من تتقلبون على فراش وثير
وتلتحفون لحافا من حرير
يا من تستعذبون فصل الشتاء
ويطيب لكم فيه العيش الرغيد
وعندكم فائض من الكساء والغذاء وحتى الدواء
هناك من جيرانكم وأقاربكم وإخوانكم
من يفتقدون أبسط شروط الحياة
هناك من يفترشون الحصير ويلتحفون القصدير
ويسكتون جوع صبيتهم بكسرة خبز ومدقة لبن إن وجدت
وهناك القابعين تحت الخيام التي
تتلاعب بها الرياح وكأنها ألبسة بالية خرقة
ما عادت تستر الجسد النحيل والهيكل الهزيل
خيمتهم مهددة بالزوال ليصير من هم تحتها
يفترشون الأرض ويلتحفون السماء
شيخ وعجوز وطفل ورضيع لا
يستطيعون مقاومة البرد ولا سد الجوع
في زمن العصرنة والمدنية تعيش البشرية
أزمة خبز وبيت ودفء
أين أنت يا عمر لترى ما آلت إليه الرعية ؟
من يمر على البيوت ليلا ليسمع ما سمع
عمر من أنين الجوعى ولوعة الثكلى ؟
من يوقد النار ليطهو الطعام ويسكت الجياع ؟
من يبكي لحال الفقراء ويعاتب نفسه
ويلومها حتى على بغلة إن تعثرت في العراق ؟
أيعود عهد عمر؟
أم أنه صار قصة تروى على الأنام ليقال :
كان يا ماكان في سالف العصر والأوان
خليفة همام يتفقد الرعية والناس نيام .
همسة وتذكرة :
عباد الله إن نعم الله علينا جليلة لا تعد ولا تحصى
والنعم تستوجب شكر المنعم
ومن أعظم نعمه علينا أن هدانا لطريق الحق
وجعلنا من أمة سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه
ثم أنعم علينا بنعم في أنفسنا وأيضا أنعم علينا
بنعم في الرزق وسعته
والشكر لا يكون إلا بالحمد والثناء على المنعم
والحفاظ على النعم وإنفاقها في الخير
تحياتي ..