بارك الله فيك
((ويحك يا أعرابي فمن يعدل إن لم أعدل ؟))
دخل عليه رجل غريب، فلما رآه اضطرب، واختلجت أعضاؤه ومن صفات النبي عليه الصلاة والسلام أنه من رآه بديهةً هابه، ومن عامله أحبه، على المعاملة، وبالاحتكاك، والقرب تزداد حباً له، أما إذا رأيته بديهةً تهابه، لشدة ما ألبسه الله من الوقار.
دخل عليه رجل غريب فاختلجت أضلاعه، واضطرب من شدة هيبته ماذا فعل النبي ؟ أعجبه ذلك ؟ رضي أن يخضع له ؟ أن ترتعد مفاصله خوفاً منه ؟ استدناه، قال اقترب مني يا فلان وربت بيده على كتفه في حنان، وفرط تواضع، وقال:
((هون عليك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة..))
ما رضي صلى الله عليه وسلم أن يستعلي عليه، ما شعر بدغدغة في مشاعره حينما يخضع له الناس، ويعظمونه، قال:
((هون عليك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة.))
الحقيقة أيها الإخوة ـ أن عدل النبي، وتواضع النبي ينطلقان من سِمة عميقة في شخصيته، هذه السمة هي أنه ـ مع أنه سيد الخلق وحبيب الحق، مع أنه تفوق على كل الخلق، في العلم والخلق، والفهم والإشراق، وضع نفسه مع كل الخلق جنباً إلى جنب، أصل العدالة أن لا تشعر بالتميز، أصل العدالة أن لا تشعر بالخصوصية، أصل العدالة أن يرفعك الناس لتواضعك، ولكمالك، لا أن ترفع نفسك فوقهم فيضعوك إن تواضعت لهم يرفعوك، أما إن علوت عليهم يخفضوك.
انظر إلى الأكحال وهي حجارة لانت فصار مقرها في الأعينكل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك ..