أمسك بيدي الباردة , سرت رعشة الخلايا بين كفيّ شعرت بأن المعالم انمحت ومن أمامي عبارة عن روح متحركة لاتحمل أعضاء أو مايحمله الآخرون , قال لي لاعليكِ ساختصر المسافات وأضع للمعالم حدودا ,فمن الظلم أن نظل حبيسين للوجع والعتمة .
أتعلمين ماذا أحمل لكِ بين طيات أيامي إني أحمل لكِ هدية واسمعي تفاصيلها :
فكرت في أي هدية أقدمها لك .. لم أجد ما يقنع نفسي أن أقدمه لك ( أنتِ ) أيتها ( الأميرة ) .. ذهبت إلى البائع .. وسئم من كثر الطلبات .. ولم يرضني أي هدية لك .. فتناولت قلمي لأهديك هذه الكلمات التي أرى أنني لم أعطك حقك ابداً .. لكن أنتِ من يعذرني ، وأنتِ جود من جود .. وأصالة من عمق أصالة .. ورائعة ، بل أكثر من روعة ..
أهديك أشواقي الحارة لك .. وبعد ..
أيتها الكوكبة المطلة من علياء سمائه .. !! أأنت عروس حسناء تشرف من نافذة قصرها وهذه النجوم المبعثرة حواليك قلائد من جمان ..؟؟
أم ملك عظيم جالس فوق عرشه وهذه النيرات حور وولدان .. ؟؟
أم فص من ماس يتلألأ وهذه الأفق المحيط بك خاتم من الأنوار ..؟؟
أم مرآة صافية وهذه الهالة الدائرة بك إطار ..؟؟
أم تنور مسجور وهذه الأشعة جداول تتدفق ..؟؟
أيها القمر المنير .. إنك أنرت ( طريقي ) ووهادها ونجادها وسهلها فهل لك ان تشرقي في نفسي فتنير ظلمتها وتبدد ما أظلمها من سحب الهموم والأحزان ... !!
أيها القمر المنير .. إن بيني وبينك شبهاً واتصالاً أنت وحيد في سمائك وأنا وحيد في أرضي كلانا يقطع شوطه صامتاً منكسراً حزيناً لا يلوي على أحد ولا يلوي أحد عليه , وكلانا يبرز للآخر في ظلمة الليل ( دائماً ) فيسايره ويناجيه يراني الرائي فيحسبني سعيداً لأنه يغتر بابتسامة في ثغري وطلاقة في وجهي ولو كشفت له عن نفسي ورأى ما تنطوي عليه من الهموم والأحزان لبكى لي بكاء الحزين إثر الحزين .. !!
ويراك الرائي فيغتر بجمال وجهك ولمعان جبينك وصفاء أديمك ولو كشفتِ له عن عالمك أكثر لرآه عالماً صاخبا وكوناً زاخرا بالأمنيات تهب عليه نسائم الأشواق , وتلتقي في فضاءاته سحب المساءات المشبوبة .. !! .
أما هديتي والتي لاتليق إلا بكِ فهي ورقة مدون عليها :
هو الحب؟
أم ظل صيف من اللوز؟
أم هدلت في المساء
على شرفة القلب عائلة
من يمام؟
وجع في الهواء يدفّ
فيخرج نوم الهواء
ويسيل البنفسج من غيمة
في الطريق إلى بيتها،
في ضواحي الشتاء
مطر لم يمرّ ببال الغمام
مطر طيب القلب كالطيب،
صاف كدمع الحمام
سأسمي البنفسج بيتاً،
وأدعو القصيدة من غيبة.../
... هذه شرفات البنفسج..،
كل منافي القصيدة مفتوحة،
كل أوقاتها بانتظار الغناء
والآن قفي قليلاً .. لا تغيبي عني .. لا تفارقينني .. لا تتركيني وحيداً .. فاني لا أعرف غيرك ولا آنس بمخلوق سواك .. ؟؟
كلانا اختار طريقا طويلا , وحتما سنجد المخرج .
فانتظري ياأمل الصباح !!