قصة الشيخ بنيه الجربا شيخ قبائل شمر
للعلم هناك اثنان بهذا الإسم ولا اعلم أيهما هو ولكن القصة تدور احداثها في البادية السورية وهي تحكي الشجاعة والكرم والوفاء ايضا
تقول القصة
غضب بنيه الجربا من قبيلته شمر لأمر ما ....
فقرر تركهم والنزول وحده هو وأهله وحلاله ، وكان نزوله في مكان يقال له " السبع بيار " في الأردن .
كان بنيه الجربا متزوجاً من بنت اسمها زين المها ويقال انها كانت من اجمل بنات البدو في تلك الأيام (وكان الشيخ تركي بن مهيد ( مصوت بالعشاء يسمع عنها ويتمنى ان يراها .......
وفي تلك الاثناء قدم على تركي بن مهيد شاعر قال لتركي هل لك بغنيمه سهله قال : ماهي قال بنيه الجربا مغاضب قبيلو شمر ونازل وحده في البادية .....
فإغتنمها تركي ليضرب عصفورين بحجر وقرر الغزو على بنيه وأخذ معه تسعة فرسان هو عاشرهم وتوجهوا إلى مكان نزول بنيه الجربا .....
وقد كانت الغاره بعد شروق الشمس فساق تركي الحلال وقفل راجعا وفي اثناء رجوعه رأى زين المها التي خرجت بدورها لتعطي الرعيان أكلهم وقد كانت متلحفه بتالي عباة ( عباة قديمه ) وعندما رأها تركي ورأى جمالها دار بينهما هذا الحديث :ـ
تركي :ـ
القوه يابنت ...
زين المها :ـ
قويت ...
تركي :ـ
من أنتِ يابنت ....
زين المها :ـ
ليه السؤال ....
تركي :ـ
للمعرفه يابنت الأجواد ....
زين المها :ـ
مالك بهالمعرفة إن كنتم ضيوف هذا المعزب بالبيت وتراه لحية غانمة ...
تركي :ـ
ماحنا ضيوف حنا غزو ....
زين المها :ـ
إن طعتني هذا المعزب بالبيت وتراه لحية غانمة ....
غضب تركي بن مهيد من كلامها ومن لبسها وقال لها مخاطباً :ـ
يابنت من علمك سرح الغنم ................. والضأن عرجا والمعز كشافِ
يابنت من لبسك جرد العبا ................. يبلى بشلفى من يميني شافِ
يابنت عزباء ولا لك حليل ................. ورمان صدرك للعقل خطافِ
يابنت وإن كنت قصيرة عندنا ................. لا ألبسك ثوب الحرير الضافِ
فردت عليه زين المها :ـ
أنا حليلة من يجر ردونه ................ وليا هرج هرجه ماهو زيافِ
أنا حليلة من يقصر بعينه ............... يغض النظر عن جارته عفافِ
أنا حليلة من يجر المنسف ............... كفه سخية وخنصره دلافِ
أنا حليلة من يعز ربوعه ............... لا صار بالجمعين كز شلافِ
هالساعة تشوفه وعينكم لداده.............. من فوق حمراء شلفته تنشافِ
يخوي عليكم كالعقاب الكاسر .............. أنتم الحباري وهو لكم خطافِ
وإن ما جابك اسير مكتف .............. حارم عليه يقبلٍ على شفافِ
ولا أتركه طموح وعيشته ما ارضا بها.......... وادورعلى شيخ ماهو بخوافِ
ذهبت زين المها إلى البيت و( مرشحت ) الفرس ( جهزتها ) وأيقظت بنيه ، وعند قيامه قال عسى ماشر ، قالت ما فيه شر ، قال كيف ما فيه شر والفرس ممرشحه ، قالت غزو ، قال كم هم ، قالت عشرة إلى خمسة عشر ، قال بسيطة ...
هاتي الحديد فقام وتجهز ولبس درعه وأخذ سلاحه وتوجه للغزو ...
وعندما رآه الغزو توقفوا ، فأتاهم ودار بينهم هذا الحديث :ـ
بنيه :ـ
يالربع تراكم ضيوفي الليلة ورجعوا الحلال لأهله ...
تركي :ـ
لابد من أروح انا وياك مشوار ...
بنيه :ـ
نروح ....
فأخذه تركي إلى رابية قريبة فقام بنيه وكز الشلفى على حصان تركي فقتلته وقال إمنع عن بن الجربا ...
قال تركي :ـ
دخيلك ...
قال بنيه :ـ
عقلت السلامه ، والله إن مارجعتوا الحلال لأهله ونزلتوا عن خيلكم للبيت ولا والله إن يشيل بعضكم بعض ....
فرجعوا الحلال ونزلوا عن خيلهم وهم يجرونها إلى بيت بنيه ....
وعندما رأتهم زين المها استقبلت زوجها بالزغاريد ...
وضيفّهم بنيه وقام بواجبهم وفي الصباح استأذنوا فأذن لهم ولكن تركي بن مهيد قال لبنيه أبغي فرسك يابنيه ....
قال بنيه ماهي لك أركب ورا واحد من ربعك وروح خبر باللي شفت ....
( القصة منقوله عن كتاب ادب الصحراء )
فاروق الداوود