السؤال 1:ما هي الغاية من خلق البشر
الجواب الشيخ العثيمين) : قبل الجواب على هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة ’فيما يخلقه الله عز وجل.وفيما يشرعه.وهذه القاعدة مأخوذة من قوله تبارك وتعالى"وهو العليم الحكيم ".وقوله "ان الله كان عليما حكيما ",وغيرها من الآيات الكثيرة الدالة على اثبات الحكمة لله عز وجل .فيما يخلقه.وفيما يشرعه.أي :في أحكامه الكونية والشرعية .فانه ما من شئ يخلقه الله عز وجل الا وله حكمة.سواء كان ذلك في ايجاده أو في اعدامه.وما من شئ يشرعه الله سبحانه وتعالى الا لحكمة.سواء كان ذلك في ايجابه أو تحريمه.أو اباحته.
لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمة الكوني والشرعي.قد تكون معلومة لنا.وقد تكون مجهولة.وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض.حسب ما يؤتيهم الله سبحانه من العلم والفهم.اذا تقرر هذافاننا نقول.ان الله سبحانه وتعالى خلق الجن والانس لحكمة عظيمة.وغاية حميدة.وهي عبادته تبارك وتعالى.كما قال الله تعالى."وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون" الذاريات 56
وقال تعالى "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون"المؤمنون115.وقال تعالى "أيحسب الانسان أن يترك سدى" القيامة36.الى غير ذلك من الآيات الدالة على أ، لله تعالى حكمة بالغة في خلق الجن والانس.وهي عبادته.
والعبادة هي التذلل لله عز وجل .محبة .وتعظيما بفعل أوامره واجتناب نواهيه.على الوجه الذي جاءت به شرائعه .قال تعالى "وما أمرو الا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء "البينة 05.فهذه هي الحكمة من خلق الجن والانس.وعلى هذا .فمن تمرد على ربه.واستكبر عن عبادته .فانه يكون نابذا لهذه الحكمة التي خلق العباد من أجلها .وفعله يشهد بأن الله سبحانه وتعالىخلق الخلق عبثا وسدى.وهو ان لم يصرح بذلك.لكن هذا مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.
انتهى كلامه رحمه الله .