إن تجودي وقد بخلتِ فجودي
أنتِ في الحب عالمي ووجودي
شَفَّني الوجد والفراق ضناني
والأسى فيك جاوزته حدودي
واحتراقٌ لمهجتي واضطرابٌ
قد أجبتيه مسبقاً بالصدودِ
وتَنَكَّرتِ للوفــــــــاء وخُنْتِ
وتَبَدَّلتِ بالتناسي عهودي
كبَّلتني عهود وعدٍ قديمٍ
ما حَنَثْتُ وما حَلَلْتُ قيودي
جادَكِ الغيثُ من سحائب وصلي
مغدقُ الطَّلِّ ما خَبِرْتِ رعودي
أملٌ انتِ يا وجود فجودي
بين عينيك حجتي وشهودي
وتمرُّ بي أحسو من الأحزان كأسي
أقتات من ذكراك يأســــاً بعد يأسِ
متهالك الخطوات قد أطرقتُ رأسي
لا أحتمل يومي وقد فارقتُ أمسي
يا قلب ويحك ما تريد وويل نفسـي
قد قُلتها زمناً وقد كَذَّبْتَ حدسي
حظِّي من الحب انتهى ويحــلُّ نحسي
وسعـــادتي نفدت على أنات بؤسي
***********
أتريد حقَّــــــاً أن تعيش وأنت منسي!
مالهجــــر إلا كالفنـــــاء بقاع رمسِ
شاكٍ إلى الله من مُرِّ الهوى شاكِ
وما لقيتُ بدرب الحب واياكِ
ما دَقَّ
في
القلب
من
نبضٍ
يخالطه
إلا وجفني كسيرٌ في الهوى باكِ
أشقيتُ نفسي هل أقول شقيتُ؟
وأنا الذي أُضحي به وأبيتُ
ما قَرَّح الجفن المُسهَّد مثله
أو كأسه المرّ الزؤام سُقيتُ
لو كان سُمًّا ناقعاً لشربته
حتى وإن هلك الفؤاد رَويتُ
يا بحر مالك واجم الشطآنِ!!
أتراكَ مثلي هائم الوجدانِ ؟
أتراك لا تنفكّ صوت حبيبتي
تشذي بك الأمواج كل مكانِ
أتراك موجاً هائجاً في أضلعي
كعتاب فاتنتي لقلبي الحاني
قد حمَّلتني عنوةً وزر الهوى
وتقول أنت - ورغم نزفي- الجاني
يا نَدِيَّ العشق هذا موسمي
وبواكير حناني وشجوني
أيها الهاطل كالغيث الهَمِيْ
وندىً فوق رموشي وجفوني
قد أَحَلْتَ القلب روضاً ينتمي
لربيع العمر في أسمى لحونِ
وأحال الشوق أطْياراً فمي
أيقظ التغريد بعضاً من جنوني
وجعلتَ النار تشبو في دمي
وبحار الوجد تجري في عيوني
فَتَّحَ القلب وقد كان عَمِيْ
فاستثارت موجة الحب سكوني
فُتِحَ الجرح فهيَّا فالأَمِيْ
شَرْخَ مابين وقاري ومجوني
إن أظمأتكَ ليالي الشوقِ والألمِ
وقد جفتك سطور الطرسِ والقلمِ
وإن حوَتْكَ مآسٍ لستَ تفهمها
وغاب نوركَ بين الضوءِ والظُلَمِ
يَمِّمْ إلى الروض فالأزهار عابقة
وجُلْ بفكركَ بين البانِ والعلمِ
وعلِّلِ الروح بالأطيار صادحة
ليأنسَ القلب من هم ومن سقمِ
هناك في عالمٍ يعطي بلا ثمنٍ
تمحو وتكتب في أسفاره بِفَمِ
ضوابط المشاركة
رد مع اقتباس