أُمَّاهـُ ضجَّ الكونُ من زفراتي
لمَّا طوتكـِ مقابرُ الأمواتِ

ووقعتُ كالطَّيرِ الكسيرِ جناحُهُ
ووقفتُ لكنِّي فقدتُ ثباتي

مصلوبةٌ ونسورُ فاجعتي هَوَت
بمخالبٍ جبَّارةِ السَّطَواتِ

بَطَشَت بحلمِ العمرِ في رَيَعانِهِ
أوَ بعد هذا الفقدِ فقدٌ آتي ؟

غصنٌ أنا قد جرَّدتْهُ الـرِّيحُ من
أوراقِهِ , وكسَتهُ ثوبَ شتاتِ

جسدٌ أنا والرُّوحُ حين وداعِكُم
فرَّت من الأضلاعِ في الدَّمَعاتِ

فرَّت لِتوأَمِها تريدُ عِناقَهٌ
في مشهدٍ يطغى على الكَلِماتِ

لو أنَّ للأحجارِ مثلَ عيوننا
لتفجَّرت من أوِّلِ النَّظَراتِ

الصبُّحُ يعبرُ كالَّليالي شاحباً
والَّليلُ بعدَكـِ ثائِرُ الظُّلُماتِ


/

الشاعر يحي المشعل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي