سُئل فضيلة الشَّيخ ابن عُثيمين -رحمه الله-:
ما حكم كتابة الآيات والأحاديث على جُدران المساجد؟


فأجاب بقولـه:
هذه مُشوِّشـة؛ تشوِّش على النَّاس، أمَّا كتابة الآيات على الجدران -
سواءً في المساجد أو غيرها-؛ فإنَّه مِنَ البِدَع، لم يُعهدْ عَنِ الصَّحابة
أنَّهم ينقشون جدرانَهم بالآيات، ثمَّ إنَّ اتِّخاذ الآياتِ نقوشاً في الجدران:
فيه شيءٌ مِن إهانة كلام اللهِ، ولذلك نجد بعضهم يكتب الآيات وكأنَّها قصور،
أو مآذن، أو مساجد، أو ما أشبه ذلك، يعني: يكيِّف الكتابة حتَّى تكون كأنَّها قَصْر،
ولا شكَّ أنَّ هذا عَبَثٌ: عبثٌ بكتاب الله -عزََّ وجلَّ-،
ثمَّ لو قُدِّر أنَّها كُتِبَتْ بكتابةٍ عربيَّةٍ مفهومة؛ فإنَّ ذلك ليس مِن هَدْي السَّلَف.
وما الفائدة من كتابتها على الجدار؟! يقول بعض النَّاس: لعلَّه يكون تذكيراً للنَّاس؛
فنقول: التَّذكير يكون بالقَوْلِ، لا بكتابة الآيات، ثمَّ إنَّه أحياناً يكتب على الجدار:
{وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُمْ بَعْضاً}، وتجد الَّذين تحت الآية هذه يغتابون النَّاس؛ فيكون كالمستهزئ بآيات الله.
إذاً: كتابة الآيات لا في المساجد ولا على جدران البيوت:
كلُّها مِنَ البِدَع الّتي لم تَكُنْ معهودةً في السَّلَف. أمَّا كتابة الأحاديث-
ففي المساجد إذا كانت في القِبلة-؛ لا شكَّ أنَّها تُوجب التَّشويش،
وأنَّه قد يكون هناك نظرة ولو مِن بعض المأمومين إليها في الصَّلاة،
وقد كَرِهَ العلماءُ -رحمهم الله- أنْ يكتبَ الإنسان في قِبلة المسجد شيئًا،
أمَّا في البيوت؛ فلا بأس أنْ يكتبَ حديثاً يكون فيه فائدة، مثل كفَّارة المجلس:
"سبحانك اللَّهمَّ ربَّنا وبحمدك، أشهد أنْ لا إله إلا أنتَ، أستغفركَ وأتوبُ إليكَ"؛
هذا فيها تذكير.

المصـدر: سلسلة لقاء الباب المفتوح، 197، (00:29:16).