قال الله تعالى.

{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}








قالت الحكماء في هذه الآية: " والله غالب على أمره


" حيث أمره يعقوب ألا يقصّ رؤياه على إخوته.


فغلب أمرُ الله حتى قص






ثم أراد إخوتُه قتلَه فغلبَ أمرُ الله حتى


صار ملكاً وسجدوا بين يديه







ثم أراد الإخوةُ أن يخلو لهم وجهُ أبيهم


فغلبَ أمرُ الله حتى ضاق عليهم قلبُ أبيهم





, وافتكره بعد سبعين سنة أو ثمانين سنة


, فقال: { يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ } [ يوسف: 84 ].






ثم تدبّروا أن يكونوا من بعده قوماً صالحين



, أي تائبين, فغلب أمرُ الله حتى


نسوا الذنبَِ وأصرّوا عليه حتى أقرّوا بين يدي


يوسف في آخر الأمر بعد سبعين سنة,.


وقالوا لأبيهم: { إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [ يوسف: 97 ].









ثم أرادوا أنْ يخدعوا أباهم بالبكاءِ والقميص


, فغلب أمر الله فلم ينخدع, وقال


: { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ} [ يوسف: 18 ]











ثم احتالوا في أن تزول محبتُه من قلْبِ.


أبيهم فغلبَ أمرُ الله فازدادت المحبةُ


والشوقُ في قلبه.












ثم دبّرت امرأةُ العزيز أنها إن ابتدرته.


بالكلام غلبتْه، فغلبَ أمرُ الله حتى قال العزيز:.


{ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}.

[ يوسف: 29 ]









ثم دبّر يوسف أن يتخلّص من السجن


بذِكْرِ الساقي فغلبَ أمرُ الله فنسي الساقي



ولبثَ يوسف في السجن بضع سنين.


السورة: يوسف الآية: 21.








سؤال. : في بلدنا كثيرا ما نقول كلمة "الله غالب".



وقد يكون ذلك في سياق الاحتجاج على عدم.


فعل أمر ما ، فمثلا تقول لشخص لماذا لم.


تفعل كذا وكذا ؟ فيجيب الله غالب ، تقول


لماذا لم توف بعهدك ؟ فيجيب الله غالب.




فما حكم هذه الكلمة ؟ خاصة في ذلك السياق ؟








الجواب :



الحمد لله



يقول الله عز وجل :




( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )

يوسف / 21









قال ابن كثير :



" أي إذا أراد شيئا فلا يُرَد ولا يمانع.


ولا يخالف ، بل هو الغالب لما سواه .









قال سعيد بن جبير : أي : فعال لما يشاء " انتهى .



"تفسير ابن كثير" (4 / 378) .







وقال الشيخ السعدي رحمه الله :


" أي : أمره تعالى نافذ ، لا يبطله مبطل.


ولا يغلبه مغالب ، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.).








فلذلك يجري منهم ، ويصدر ما يصدر.


، في مغالبة أحكام الله القدرية ، وهم أعجز


وأضعف من ذلك " انتهى .








"تفسير السعدي" (ص 395) .








وهذا كقوله تعالى : ( وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ.).


الأنعام/ 18 ، ونحو ذلك .








فقول القائل : " الله غالب ".


متى قصد به وصف الله بالغلبة والقدرة.


والعزة والقهر ، فقد وصف الله بما هو أهله .







أما إن قصد به الاحتجاج لنفسه






عند التقصير أوالعصيان فهو من الاحتجاج بالقدر



والقدر إنما يحتج به على المصائب لا المعائب