قال تعالى (( حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا
مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )) ..كيف تكلمت تلك النملة التي ذكرها الله في كتابه العزيز ؟؟
هل هي لغة لها مفردات وقواعد ونحو وصرف .. أم أننا لاندري ؟؟
كل الدلائل تشير إلى أننا لاندري.. وكل الذي ندريه أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن تلك النملة قد أوصلت معلومات معينة لأفراد نوعها وأن نبي الله سليمان عليه السلام سمعها وفهم لغتها فتبسم ضاحكاً من قولها , وهو يشكر الله على نعمته .
إن هناك وسائل اتصال كثيرة بين أفراد مملكة النمل .. فالنملة في أصغر صورها تعكس تنظيماً بيولوجياً اجتماعياً معقداً . ومجتمعات النمل التي نراها هي وحدة متكاملة من الترابط الذي ينظم سلوك أفرادها .
والفرد في تلك المجتمعات لايستطيع أن يعيش بمفرده أو بعيداً عن المجموعة ككل .
إنها لغة كيميائية تخضع لتركيبيات محددة هي إحدى الجمل المفيدة في مصطلحات هذه اللغة والتي هي عبارة عن ارتفاع روائح معينة في الجو يتم إلتقاطها بواسطة أجهزة معينة (( قرني استشعار ))
مثبتة على رأس النملة .. تتم ترجمتها وفك رموزها داخل الجهاز العصبي ... وتتصرف النملة طبقاً للمعلومات التي تحملها تلك الروائح .. ولأول مرة يكتشف العلماء مادة جديدة أشبه بالهرمونات أطلقوا عليها اسم الفيرمونات ,, وتختلف الفيرمونات عن الهرمونات اختلافاً وظيفياً فالهرمونات تفرز بواسطة غدد داخل الجسم لتنظيم عمله بينما تفرز الفيرمونات خارج الجسم وينحصر عملها في تنشيط أو تثبيط عمل وظيفي خاص وتؤدي إلى التأثير على حيوان آخر .
من هذه الفيرمونات مايسمى فيرمونات التحذير ..
فإذا راقبت خيطاً طويلاً من النمل وهو يتسلق الجدران ثم ينزل في طريقه إلى مكانٍ ما.. فإنك تشعر أن حركة ذلك الخيط من النمل في مجموعها حركة واحدة تتكون من حركة أفراد النمل وهم يتحركون لبضع مليمترات ثم يتوقفون ليقابلوا النمل الآتي من الناحية الأخرى وفي جزء من الثانية .؟؟ تتم ملامسة قرون الإستشعار لبعضها البعض عند أفراد النمل , ثم يستمر الأفراد في سيرهم ويتوقفون لفترة وهكذا .
فإذا ازعجت هذا الخيط النملي فإنك تلاحظ أن اضطراباً قد حدث وانتقل إلى بقية أفراد النمل بسرعة فائقة وهذه دلالة على وجود جهاز ينقل المعلومات داخل الخيط النملي .
إن فصائل النمل تملك مواداً كيميائية تنطلق لتنقل إنذاراً إلى جميع أفراد المجموعة .
فإذا أحس أحد أفراد المجموعة وهو غالباً يكون من الشغيلة وهم مجموعة من الإناث التي ليست لها القدرة على الإنجاب لافتقارها إلى الأعضاء التناسلية ,, وتعمل فقط لحماية المجموعة والذود عنها وخدمة الملكة والذكور الذين يلقحون الملكات , فإذا أحس أحد هؤلاء الشغيلة بخطر فإنه يفرز إفرازاً كيميائياً من فمه أو فتحة الشرج .. وكل النمل الذي يقع في الدائرة التي يطلق فيها الإفراز تظهر عليه أعراض الهيجان والتحفز للقتال أو الهروب بعيداً عن مكان الخطر , والذين يقعون بعيداً عن تلك الدائرة فإنهم سرعان مايلتقطون تلك الإشارات من الذين إلتقطوها فأرسلوا في الجو ذلك الإنذار الكيميائي . . وقد وجد أن المواد الكيميائية التي تثير هذا السلوك هي نوع من الكيتونات والهيدروكربونات المختلطة بمواد متطايرة تنتشر في الجو على شكل غاز ينفذ برائحته وسط ذرات الهواء العادي .
ومن الفيرمونات التي اكتشفت فيرمونات ***** حيث توصل العلماء إلى أن بعض ذكور النمل يفرزون بعض االمواد التربينية بواسطة غدد موجودة في أفواههم .
وهناك نوع آخر من الفيرمونات يسمى بفيرمونات السطح وهذه تفرزها الملكة لتجذب الشغيلة من النمل الذي يتمسح بهذه المواد بالإحتكاك بجسم الملكة أو بواسطة ملامستها بقرون الإستشعار وهذه الفيرمونات تثبط عمل الغدد *****ية عند الشغيلة حتى يتفرغوا للعمل من أجل الملكة . وقد أمكن استخلاص هذه المواد كيميائياً فوجد أنها عبارة عن أحماض دهنية يتكون معظمها من حامض الأولييك .
وهناك خاصية أخرى لهذا الحمض .. فالنمل ينقل موتاه إلى مقبرة بعيداً عن الجحر الذي يعيش فيه ,, وقد وجد أن جثث النمل تحتوي على هذه المادة . وقد لاحظ العلماء أن الحجارة الصغيرة إذا مسحت بهذا الحامض فإن النمل ينقلها إلى المقبرة , ولهذا فإن ظاهرة نقل الجثث لابد أن تكون مرتبطة بنوع من المواد الكيميائية التي يصعب فصلها عن الجثة ... وحتى النمل الحي عندما يحمل هذه الرائحة من الجثث فإن النمل الآخر ينقله إلى المقبرة على أساس أنه ميت وفي هذه الحالة تنظف النملة جسمها جيداً للتخلص من تلك الروائح التي تجعل الإسراع بها إلى المقبرة أمراً حتمياً .
ومن الفيرمونات أيضاً مايعرف باسم فيرمونات الأثر . فالنمل الذي يجمع الغذاء يفرز هذه الفيرمونات حتى لايضل الطريق إلى جحره , وهذه تفرز بواسطة غدد في البطن تعرف بغدد دفور أو بافان أو الغدد السامة . فعندما تجد النملة غذاءً فإنها تنقل المعلومات لغيرها بأن تترك مادة كيميائية تفرزها في طريقها من مكان الغذاء إلى الجحر .