ولا زلت في أبها تداعبني نسمات هوائها العليل وأتفيأ بضلال غيماتها فتجذبني غيمة غيمة وأنسج فيها بعض الأبيات
ألا جُـــودي بِـمُـزْنِـكِ أغـدقـينا
فـصارت أرضُـنا جـدباً سنينا
فـإن عـشنا فـمن إغـداق غـيمٍ
حِـياضُ القلب قد جفَّت مَعينا
وقـال الـعُرْبُ في التاريخ يوماً
قـدومُ الـغيم سـعد الخير فينا
فــإن أبـصرتُها سَـرَّتْ فـؤادي
وإن جــادتْ فـغيثُ قـد رُوِيـنَا
وزارتـــنــا بــأبــيـاتٍ عِـــــذَابٍ
فـهـزَّتْ جـامـدَ الـخَـفَّاقِ حـينا
وفاض الشعرُ نبعا من فؤادي
وكـنَّـا مِــنْ قـصـيدٍ حـاسـرينا
فـبـيـت الـشِـعْرِ إلـهـامٌ وكـنـتم
بــهـتَّـان الـمـشـاعـرِ رافــديـنـا
وبــرقٌ صــارَ لـلـغيمات عِـقداً
يُـزَّيْنُ فـي سـما الـدنيا جبينا
فسامحْ يا يراعي بوحَ شِعْرِي
فـمن حـورِ الـعيونِ قـد ابْتُلِينا