الممثلون
مقاعد المسرح قد تنفعل،
قد تتداعى ضجرا،
قد يعتريها الملل،
لكنها لا تفعل،
لأن لحما ودما من فوقها لا يفعل؛
ياناس هذي فرقة يضرب فيها المثل،
غبائها معقل، وعقلها معتقل،
والصدق فيها كذب، والحق فيها باطل،
ياناس لا تصفقو، يا ناس لا تهللو،
ووفرو الحب لمن يستأهل،
فهؤلاء كالدمى: ما ألفوا، ما أخرجوا، ما دققوا، ماغربلوا؛
وفي فصول النص لم يعدلوا؛
لكنهم قد وضعوا الديكور والطلاء ثم مثلوا؛
وهكذا ظل الستار يعمل،
يرفع كل ليلة عن موعد،
وفوق عرقوب الصباح يسدل،
وكلما غير في حواره الممثل،
مات وحل البدل،
رواية مذهلة لا يحتويها الجدل،
فالكل فيها بطل، وليس فيها بطل،
عوفيت ياجمهور يامغفل؛
.لا ينظف المسرح أن لم ينظف الممثل
منفيون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت ســيحـيـيـنا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا ؛
ومنفيون نمشي في أراضينا ؛
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا ؛
ونعرب عن تعازينا لنا فينا ؛
فوالينا ، أدام الله والينا،
رآنا أمة وسطا، فما أبقى لنا دنيا،
ولا أبقى لنا دينا ؛
ولاة الأمر : ماخنتم ، ولا هنتم ،
ولا أبديتم اللينا ،
جزاكم ربنا خيرا، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا،
وحققتم أمانينا ،
وهذي القدس تشكركم ،
ففي تنديدكم حينا ،
وفي تهديدكم حينا ،
سحبتم أنف أمريكا ،
فلم تنقل سفارتها ،
ولو نقلت ــ معاذ الله لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا ؛
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ،
.تهانينا
أبا العوائد
قرأت في الجرائد
أن أبا العوائد
يبحث عن قريحة تنبح بالإيجار ،
تخرج ألفي أسد من ثقب أنف الفار ،
وتحصد الثلج من المواقد ،
ضحكت من غبائه، لكنني قبل اكتمال ضحكتي،
رأيت حول قصره قوافل التجار،
تنثر فوق نعله القصائد،
لا تعجبو إذا أنا وقفت في اليسار،
وحدي، فرب واحد
تكثر عن يمينه قوافل،
.ليست سوى أصفار
المخبر
عندي كلام رائع لا أستطيع قوله،
أخاف أن يزداد طيني بلة،
لأن أبجديتي،
في رأي حامي عزتي،
لا تحتوي غير حروف العلة ؛
فحيث سرت مخبر يلقي علي ظله،
يلصق بي كالنملة ،
يبحث في حقيبتي ،
يسبح في محبرتي،
يطلع لي في الحلم كل ليلة ،
حتى إذا قبلت يوما طفلتي ،
أشعر أن الدولة
قد وضعت لي مخبرا في القبلة ،
يقيس حجم قبلتي،
يطبع بصمة لها عن شفتي،
يرصد وعي الغفلة ،
حتى إذا ماقلت يوما جملة،
يعلن عن إدانتي، ويطرح الأدلة ،
لا تسخرو مني ، فحتى القبلة
.تعد في أوطاننا حادثة تمس أمن الدولة