وفي حديث إسرائيل : عن محمد بن حجادة ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الجهاد كلمة حق (6) عند سلطان جائر".
رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : حسن غريب من هذا الوجه. (7)
وقال ابن ماجه : حدثنا راشد بن سعيد الرملي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة (8) قال : عَرَض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ عند الجَمْرة الأولى فقال : يا رسول الله ، أيّ الجهاد أفضل ؟ فسكت عنه. فلما رَمَى الجمرة الثانية سأله ، فسكت عنه. فلما رمى جمرة العَقَبة ، ووضع رجله في الغَرْز ليركب ، قال : "أين السائل ؟" قال : أنا يا رسول الله ، قال : "كلمة حق تقال عند ذي سلطان جائر". تفرد به. (9)
وقال ابن ماجه : حدثنا أبو كُرَيْب ، حدثنا عبد الله بن نُمَيْر وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مُرَّة ، عن أبي البَخْترِي ، عن
أبي سعيد (10) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يَحْقِر أحدكم
نفسه". قالوا : يا رسول الله ، كيف يحقر أحدنا نفسه ؟. قال : "يرى أمرًا لله فيه مَقَال ، ثم لا يقول فيه. فيقول الله له يوم القيامة : ما منعك أن تقول فيّ كذا وكذا وكذا ؟ فيقول : خَشْيَةَ الناس ، فيقول : فإياي كنت أحق أن تَخْشَى". تفرد به. (1)
وقال أيضا : حدثنا علي بن محمد ، حدثنا محمد بن فُضَيل ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أبو طُوَالة ، حدثنا نَهَارُ العَبْدِيّ ؛ أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الله ليسأل العبد يوم القيامة ، حتى يقول : ما منعك إذ (2) رأيت المنكر أن تنكره ؟ فإذا لَقَّنَ (3) الله عبدًا حجته ، قال : يا رب ، رَجَوْتُكَ وفَرقْتُ من الناس". تفرد به أيضًا ابن ماجه ، (4) وإسناده لا بأس به.
وقال الإمام أحمد : حدثنا عمرو بن عاصم ، عن حماد (5) بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، عن جُنْدَب ، عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا ينبغي لمسلم أن يذل نفسه". قيل : وكيف يذل نفسه ؟ قال : "يتعرض من البلاء لما لا يطيق".
وكذا رواه الترمذي وابن ماجه جميعًا ، عن محمد بن بَشَّار ، عن عمرو بن عاصم ، به. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب. (6)
وقال ابن ماجه : حدثنا العباس بن (7) الوليد الدمشقي ، حدثنا زيد بن يحيى بن عُبَيد الخُزَاعي ، حدثنا الهيثم بن حميد ، حدثنا أبو مَعْبَد حفص بن غَيْلان (8) الرُّعَيني ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك قال : قيل : يا رسول الله ، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ قال : "إذا ظَهَر فيكم ما ظَهَر في الأمم قبلكم". قلنا : يا رسول الله ، وما ظهر في الأمم قبلنا ؟ قال : "المُلْك في صغاركم ، والفاحشة في كباركم ، والعلم في رُذالكم". قال زيد : تفسير معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " "والعلم في رُذالكم" : إذا كان العلم في الفُسَّاق.
تفرد به ابن ماجه (9) وسيأتي في حديث أبي ثَعْلَبة ، عند قوله : { لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } [المائدة : 105] شاهد لهذا ، إن شاء الله تعالى وبه الثقة.







رد مع اقتباس