بسم الله الرحمن الرحيم


% الدرس الثامن %

¥ كتاب الصيام ¥
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
@ تعريف الصيام @

الصيام هو:
الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصيام تعبدا لله عز وجل.

*يتضح لنا من خلال هذا التعريف أن للصوم ركنان اساسيان وهما:
(١)_الإمساك عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبدا لله.
(٢)_نية الصوم.

¥¥وهذان الركنان يحتاجان إلى شيئ من التوضيح.
_ _ _ _ _ _ _
%الركن الأول%
وهو ينقسم إلى جزأين وهما:
(الجزء الأول)
وهو:
الإمساك عن جميع المفطرات.
=وهذا سنتحدث عنه عندما نصل إلى مفسدات الصيام إن شاء الله.

(الجزء الثاني)
وهو:
وقت الإمساك_أي بدايته ونهايته.

**فأما بداية الصوم اليومي فهي من طلوع الفجر.
=ويقصد بطلوع الفجر هو: طلوع الفجر الثاني.

=وذلك لأن هناك فجر أول _ ويسمى بالفجر الكاذب.
=وهناك فجر ثاني _ ويسمى بالفجر الصادق.

% والفرق بينهما هو: أن الفجر الأول يطلع فيه ضوء على شكل عمودي فيستمر فترة من الزمن ثم يذهب ويتلاشى ويأتي بعده ليل_ولذلك سمي بالفجر الكاذب.
=وأما الفجر الثاني: فإنه إذا طلع يظهر معه ضوء على شكل أفقي يعترض فيزداد حتى يتضح أنه بياض النهار _ ولذلك سمي بالفجر الصادق.

¥ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بعدم الإمساك حتى يؤذن إبن أم مكتوم_وليس على أذان بلال رضي الله عنهم.
=والسبب هو أن ابن أم مكتوم كان رجلا اعمى فلا يؤذن حتى يكثر عليه كلام الناس بأن الفجر قد طلع.
وأما بلال فكان يجتهد في رؤية الفجر لأنه مبصر _فلربما أخطأ وأذن عند طلوع الفجر الأول.

ولذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
إن بلالا يؤذن بليل.

%الخلاصة%
يبدأ الإمساك عن المفطرات عند طلوع الفجر الثاني_الصادق.
وذلك كما قال تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر).
_ _ _ _ _ _ _
**وأما نهاية الصوم اليومي فهي تكون بغروب الشمس.
وذلك لقوله عليه الصلاة والسـلام (إذا اقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)
=ومعنى هذا الحديث هو:
أن الصائم يكون قد افطر حكما_حتى وإن لم ينوي الفطر فإنه اصبح في حكم المفطر.

*ومعنى قوله تعالى (ثم اتموا الصيام إلى الليل)
أي إذا غربت الشمس كما في الحديث السابق.

%وهنا مسألة مهمة%
وهي:
أنه لايجوز لنا الوصال في الصوم _لأنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.

ومعنى الوصال في الصوم أي وصل الليل مع النهار في الصيام.

وقد نهانا عن الوصال_ ولما سأله الصحابة :
كيف تنهانا عن الوصال يارسول الله وأنت تصل؟
فقال:
(انا لست كهيئتكم فإني أبيت والله يطعمني ويسقيني).

_ _ _ _ _ _ _ _
%الركن الثاني من اركان الصوم%
وهو:
النية.

*والنية هي: الإرادة والقصد.
فقصد الشيئ يعني نيته.
وإرادة الشيئ يعني نيته ايضا.

**والنية هي:
من اعمال القلوب وأن التلفظ بها بدعة.
=وهي ركن من اركان الصيام _ فلا يصح الصيام إلا بنية الصيام.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
% وقت النية في الصيام%

إن الأصل في نية الصيام تكون من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.

**ولكن في صيام التطوع فإنها تجوز في النهار _ ولكن يشترط أن يكون الذي نوى من النهار لم يأت بشيئ من المفطرات.
=فأما إن كان قد أتى بشيئ من المفطرات فإن صيامه لايصح.

**وأما النية في صيام الواجب كصيام رمضان_فإنه يجب تعيينها من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني ولو بدقائق قليلة.
وذلك كما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها ( من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له)
وهذا يقصد به في الصيام الواجب وليس التطوع.

¥¥ ومن هذا يتضح لنا مايلي:
١_أن النية في الصيام الواجب تجب من الليل وقبل طلوع الفجر الثاني.

٢_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام في أول الليل أو اوسطه أو آخره بشرط قبل طلوع الفجر الثاني.

٣_يجوز للإنسان أن ينوي الصيام قبل أن ينام من الليل.

٤_يجوز للإنسان النوم وتأخير نية الصيام الى قبل طلوع الفجر الثاني.
ولكن الأفضل أن ينوي الصيام قبل أن ينام لأنه قد لا يصحى من نومه إلا بعد طلوع الفجر الثاني.
_ _ _ _ _ _ _ _ _
¥¥ مسألة مهمة ¥¥

س: هل تكفي نية واحدة في بداية رمضان للشهر كله؟ أم أنه يجب لكل يوم نية خاصة به؟
*الجواب*
اختلف العلماء في هذا إلى قولين وهما:
&القول الأول&
وهو أنه تجب لكل يوم من ايام رمضان نية خاصة به.
=وهذا القول مرجوح.

&القول الثاني&
وهو أنه تكفي نية واحدة في أول الشهر عن الشهر كله _ ولكن بشرط التتابع وعدم القطع.
فإن حدث القطع وجب إعادة النية من جديد _وتكفي نية واحدة للأيام الباقية بشرط التتابع وعدم القطع.
=أي كلما حدث القطع وجب تجديد النية.

% فلو أن رجلا نوى في بداية الشهر صيامه كاملا _ فإنه تكفيه هذه النية في أول الشهر.
=ولكن لو افطر في اليوم السابع مثلا _ فإنه يجب عليه تجديد النية لأنها انقطعت _وتكفيه نية واحدة للأيام الباقية.

*وهذا هو القول الصحيح والراجح_والذي عليه جمهور أهل العلم ومنهم ابن باز وابن عثيمين وغيرهما.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
%الباب الأخير في النية%

**قاعدة مهمة جدا**

أنه يشترط لصحة النية:
وجود الجزم بها والعزم على فعل ما نوى.
وأما التردد في النية فإنه يفسد الصوم.

&وهنا ثلاث مسائل&
وهي:
¥المسألة الأولى¥
لو أن إنسانا نام في ليلة الثلاثين من شعبان مبكرا ؛ وكان هناك إحتمال أن تكون هذه أول ليلة من رمضان _ولكنه نوى قبل أن ينام _فقال: إن كان غدا هو أول يوم من رمضان فأنا صائم؛
وإذا لم يكن من رمضان فأنا مفطر.
ثم استيقظ بعد طلوع الفجر الثاني فإذا هو من رمضان_فما حكم صيامه؟

ج_ صيامه صحيح لأن تردده في النية هنا كان مبني على تردد ثبوت الشهر _ولم يكن التردد في النية.
(قاله ابن تيمية وابن عثيمين وجمهور اهل العلم).

¥المسألة الثانية¥

س:
لو أن إنسانا عرف أن غدا هو أول أيام رمضان _ فقال أنا سأصوم غدا إن شاء الله _ثم اصبح صائما_فما حكم صيامه؟

ج:
إذا كان يقصد بقوله:إن شاءالله_ تحقيقا لما نوى _ أي عازما على الصيام بدون تردد فصيامه صحيح.
=وأما إن كان يقصد بها التردد _أي يمكن اصوم ويمكن افطر _ فصيامه لايصح إلا في حالة واحدة فقط إذا غير نيته من التردد الى العزم قبل طلوع الفجر الثاني فحينئذ يصح صيامه.

¥المسألة الأخيرة¥
س:
لو أن صائما غير نيته أثناء النهار ونوى الفطر ولو كان قبل الغروب بدقائق _ولكنه لم يأت بشئ من المفطرات_ثم رجع وغير نيته إلى الصوم_ فما حكم صيامه؟
ج:
فسد صيامه حتى ولو لم يتناول شيئ من المفطرات.
وذلك لأنه من نوى الفطر فقد افطر.
وأن الأعمال مبنية على النيات كما في الحديث(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىئ مانوى)
_ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظرونا في الدرس التاسع...وسنتعرف فيه علی مفسدات الصيام.. إن شاء الله
_ _ _ _ _ _ _ _