ـ تظليل الملائكة للشهيد :

عن جابر رضي الله عنه قال :


جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ ، فَنَهَانِي قَوْمِي ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ ، فَقِيلَ : ابْنَةُ عَمْرٍو ، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو ، فَقَالَ : لِمَ تَبْكِي ، أَوْ لا تَبْكِي ، مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ


قال الحافظ : مُحَصِّله أَنَّ هَذَا الْجَلِيل الْقَدْر الَّذِي تُظِلّهُ الْمَلائِكَة بِأَجْنِحَتِهَا لا يَنْبَغِي أَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ بَلْ يُفْرَح لَهُ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ



وعن جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَوْنِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَبْكِيهِ أَوْ مَا تَبْكِيهِ مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ


قال المهلب: هذا من فضل الشهادة وضع الملائكة أجنحتها عليه رحمة له



وعن سلمان رضي الله عنه قال :
كانت امرأة فرعون تعذب، فإذا انصرفوا، أظلتها الملائكة بأجنحتها، وترى بيتها في الجنة وهي تعذب


وعن أبي هريرة :
أن فرعون أوتد لزوجته أربيع أوتاد في يديها ورجليها ، فكان إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة فقالت " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " فكشف لها عن بيتها في الجنة



وقد ماتت شهيدة رضي الله عنها ، قتلها فرعون