الشهيد لا يجد ألم القتل :
من فضائل الشهادة التي أنعم الله تعالى بها على من بذل نفسه في سبيله ، أنه لا يجد ألم القتل وشدته عند قتله ، بل أن الله تعالى يهون هذا الأمر الشديد العظيم على نفس كل إنسان ، فيصير القتل مثل القرصة الهينة التي لا يلقي الإنسان لها بالاً ، فلا يحس ألم القتل إلا كمس القرصة ، وتلك خاصية فريدة ، ونعمة عظيمة ، وفضل لا يضاهى ، وخير لا يتناهى .
فكم للموت على الفراش من سكرات وغصص وآلام .. لا يتفادها إلا الشهيد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ))
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( الشهيدُ لا يجد ألم الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ))
قال المناوي في فيض القدير : يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل اللّه طيبة بها نفسه كقول خبيب الأنصاري حين قتل :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً * على أي شق كان للّه مصرعي
وهذا الحديث فيه التحريض على العمل من أجل نيل الشهادة ، لأن الموت عندها يكون هينًا لا كرب فيه ولا ألم