هل المناره البيضاء التي ينزل عليها عيسى عليه السلام موجوده الآن ؟
الجامع الأموي بدمشق
قال الحافظ المقريزي ( ت 845 هـ ) في كتابه " درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة " ( 1 / 193 / ط . دمشق ) :
أخبرني الحافظ شيخ السنة عمادُ الدين أبو بكر بن أبي المجد الحنبلي رحمه الله قال : أخبرني عمادُ الدين بن كثير قال : سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : ( لينزلنّ عيسى ابن مريم على هذه المنارة ) ، ويشير إلى منارة جامع بني أمية الشرقية، وتكون يومئذٍ بيضاء .
قال : وكانت حينئذٍ غير بيضاء فاحترقت بعد موت الشيخ، وأُعِيدَت وبيّضت .
قال كاتبه ( أي : المقريزي ) : وهي باقية إلى اليوم لم تحترق عند حريق الجامع في نوبة الطاغية تيمورلنك في سنة ثلاث وثمان مئة عند دخوله دمشق وتحريقها .
وهذه نقول عن الحافظ ابن كثير في شأن المنارة البيضاء تؤيد المعنى المذكور:
قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم [نسخة الشاملة وقد قالوا إنها موافقة للمطبوع (1 / 98)] :
((هذا هو الأشهر في موضع نزوله: أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب: أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق فلعل هذا هو المحفوظ ، وتكون الرواية: فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق. فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم ، وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي ، وهذا هو الأنسب والأليق ، لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة فيقول له : يا إمام المسلمين ، يا روح الله ، تقدم ، فيقول : تقدم أنت فإنها أقيمت لك ، وفي رواية بعضكم على بعض أمراء ، يكرم الله هذه الأمة ، وقد جدد بناء المنارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض ، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها ، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى ابن مريم عليها فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ولا يقبل منهم جزية ، ولكن من أسلم قبل من إسلامه وإلاّ قتل ، وكذلك حكم سائر كفار الأرض يومئذ ، وهذا من باب الإِخبار عن المسيح بذلك ، والتشريع له بذلك فإنه إنما يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة ، وقد ورد في بعض الأحاديث كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس ، وفي رواية بالأردن ، وفي رواية بعسكر المسلمين وهذا في بعض روايات مسلم كما تقدم والله أعلم)) .
البداية والنهاية - (2 / 99):
(حين بنيت هذه المنارة الشرقية بدمشق التي هي من حجارة بيض وقد بنيت أيضا من أموال النصارى حين حرقوا التي هدمت وما حولها فينزل عليها عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ولا يقبل من أحد إلا الإسلام).
البداية والنهاية - (6 / 256):
(وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبر عن عيسى بن مريم أنه ينزل من السماء على المنارة البيضاء شرقي دمشق ولعل أصل لفظ الحديث على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق وقد بلغني أنه كذلك في بعض الأجزاء ولم أقف عليه إلى الآن والله الميسر وقد جددت هذه المنارة البيضاء الشرقية بجامع دمشق بعد ما أحرقها النصارى من أيامنا هذه بعد سنة أربعين وسبعمائة فأقاموها من أموال النصارى مقاصة على ما فعلوا من العدوان وفي هذا حكمة عظيمة وهو أن ينزل على هذه المبنية من أموالهم عيسى بن مريم نبي الله فيكذبهم فيما افتروه عليه من الكذب عليه وعلى الله ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية أي يتركها ولا يقبل من أحد منهم ولا من غيرهم إلا الإسلام يعني أو يقتله وقد أخبر بهذا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم وقرره عليه وسوغه له صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان).
البداية والنهاية - (9 / 155، 156):
(والمقصود أن عيسى ينزل على المارة الشرقية بدمشق والبلد محصور محصن من الدجال فينزل على المنارة وهي هذه المنارة المبنية في زماننا من أموال النصارى ثم يكون نزول عيسى حتفا لهم وهلاكا ودمارا عليهم ينزل بين ملكين واضعا يديه على مناكبها وعليه مهروذتان وفي رواية ممصرتان يقطر رأسه ماء كأنما خرج من دعاس وذلك وقت الفجر فينزل على المنارة وقد أقيمت الصلاة وهذا إنما يكون في المسجد الأعظم بدمشق وهو هذا الجامع وما وقع في صحيح مسلم من رواية النواس بن سمعان الكلابي فينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق كأنه والله أعلم مروى بالمعنى بحسب ما فهمه الراوي وإنما هو ينزل على المنارة الشرقية بدمشق وقد أخبرت ولم أقف عليه إلا الآن أنه كذلك في بعض ألفاظ هذا الحديث في بعض المصنفات والله المسئول المأمول أن يوفقني فيوقفني على هذه اللفظة وليس في البلد منارة تعرف بالشرقية سوى هذه وهي بيضاء بنفسها ولا يعرف في بلاد الشام منارة أحسن منها ولا أبهى ولا أعلى منها ولله الحمد والمنة).
البداية والنهاية - (13 / 175):
(وفي ليلة الأحد الخامس والعشرين من رجب وقع حريق بالمنارة الشرقية فأحرق جميع حشوها وكانت سلالمها سقالات من خشب وهلك للناس ودائع كثيرة كانت فيها وسلم الله الجامع وله الحمد وقدم السلطان بعد أيام إلى دمشق فأمر بإعادتها كما كانت قلت ثم احترقت وسقطت بالكلية بعد سنة أربعين وسبعمائة وأعيدت عمارتها أحسن مما كانت ولله الحمد وبقيت حينئذ المنارة البيضاء الشرقية بدمشق كما نطق به الحديث في نزول عيسى عليه السلام عليها كما سيأتي بيانه وتقريره في موضعه إن شاء الله تعالى)
البداية والنهاية - (14 / 189):
(وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين منه درس بمدرسة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي في التدريس البكتمري عوضا عن القاضي برهان الدين الزرعي وحضر عنده المقادسة وكبار الحنابلة ولم يتمكن أهل المدينة من الحضور لكثرة المطر والوحل يومئذ وتكامل عمارة المنارة الشرقية في الجامع الأموي في العشر الأخير من رمضان واستحسن الناس بناءها وإتقانها وذكر بعضهم أنه لم يبن في الإسلام منارة مثلها ولله الحمد، ووقع لكثير من الناس في غالب ظنونهم أنها المنارة البيضاء الشرقية التي ذكرت في حديث النواس بن سمعان في نزول عيسى ابن مريم على المنارة البيضاء في شرقي دمشق، فلعل لفظ الحديث انقلب على بعض الرواة وإنما كان على المنارة الشرقية بدمشق، وهذه المنارة مشهورة بالشرقية بمقابلتها أختها الغربية، والله سبحانه وتعالى أعلم).
اهـ .
فهل هذه المنارة باقية اليوم ؟ ولو يسعفنا أحد الإخوة بصوره عنها
نزول عيسى عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام "عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِىَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأَسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلاَ يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلاَّ مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِى حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُهُ" [رواه مسلم] .
"فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ -صلى الله عليه وسلم- فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ لاَ. إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ. تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ ». [رواه مسلم] .
" فإذا انصرف قال عيسى : افتحوا الباب فيفتحون ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; و ينطلق هاربا فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق، إلا قال : يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله"[ في صحيح الجامع: صحيح ( هـ ابن خزيمة ك الضياء )].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام"[ أخرجه النسائي وصححه الألباني] .
وقال صلى الله عليه وسلم :"من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام"[رواه الحاكم وحسنه الألباني].
"ثُمَّ يَأْتِى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِى الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّى قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِى لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِى إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ" [رواه مسلم] .
"ويظهرون على الأرض فيقول قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم ولننازلن أهل السماء حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم فيقولون قد قتلنا أهل السماء" [رواه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح] .
." وَيُحْصَرُ نَبِىُّ اللَّهُ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهُمُ النَّغَفَ فِى رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" [رواه مسلم] .
"فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا فيصبح المسلمون لا يسمعون لهم حسا فيقولون من رجل يشري نفسه وينظر ما فعلوا فينزل منهم رجل قد وطن نفسه على أن يقتلوه فيجدهم موتى فيناديهم ألا أبشروا فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم فما يكون لهم رعي إلا لحومهم فتشكر عليها كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط " [أخرجه ابن ماجه وقال الألباني حسن صحيح] .
"ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِى الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ فَيَرْغَبُ نَبِىُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِى ثَمَرَتَكِ وَرُدِّى بَرَكَتَكِ.فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا. وَيُبَارَكُ فِى الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِى الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِى الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِى الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ" [رواه مسلم] .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني] .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها " . ثم يقول أبو هريرة : فاقرؤا إن شئتم [ وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ] الآية" . [متفق عليه].
"ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
"وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره وتضر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها" [في صحيح الجامع : صحيح : هـ ابن خزيمة ك الضياء ]
وقال - صلى الله عليه وسلم - :
" طوبى لعيش بعد المسيح يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك على الصفا لنبت وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد و لا تباغض" [في صحيح الجامع : صحيح ( أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين ) ].
وقال صلى الله عليه وسلم : "ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو العمرة أو ليثنيهما جميعا" [رواه أحمد وقال محققه شعيب الأرنؤوط : صحيح وهذا إسناد حسن]
"فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ"[رواه أبو داود وصححه الألباني].
مبارك البراك